هي الضرورة في غالب الاحيان التي جبرت المرء ان يترك وطنه الام ، مسقط رأسه ، الى بلد اخر يختلف عن بلده بعاداته وتقاليده وثقافاته ، واحيانا بإثنيته وعقيدته . فيجد المغترب نفسه قد بدأت في الذوبان في عادات وتقاليد وثقافة المجتمع الذي يعيش فيه . وهنا يبقى الدور ملحا ان يتمسك بعاداته وتقاليده وان لا يتهاوى في ثقافة الاخر وعاداته . في الغالب هناك اناس تركوا بلدانهم ولا يزالوا يحتفظوا بعاداتها ، ولكن اجيالهم بحاجة الى ان يتعرفوا على وطنهم الاصل ؛ عن تاريخه وأمجاده ، عن حاضرة المشاهد ، عن عاداته وتقاليده وأعرافه ، عن جباله وسهوله ، عن رجاله وساسته ، عن نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، عن ثرواته ومدخراته ، عن عظمائه في الغابر والحاضر .. إذن فالمغترب بحاجة الى أن يعزز من انتمائه للوطن ، وان لا ينبهر في ما لدى الاخر وينسى وطنه ويشعل العداوة معه من ارض المهجر ؛ فتراه يكيل له السب امام الاخر من غير بلده ويظهر نفسه مظهر الاحتقار ، فان هذا معيب في حقه ؛ لأنه واجهة بلده ورسوله في البلد الاخر . عند الوقوف على كيفية تعزيز الانتماء يجد أن الحكومة تتحمل الجزء الاكبر ، وذلك في سفاراتها في الخارج ؛ فهي من يجب ان تهتم بلم الشتات ، وجمع الكلمة ، ووضع الوسائل التي تعزز من الانتماء الوطني لليمنيين ، وتجمعهم على كلمة سواء . المغتربون بحاجة الى ان يروحوا عن أنفسهم وان يلتقو بأهل جنسهم ، في لحضة استجمام تنسي هموم غربة اثقلت كاهلهم واصبح كمثل الشبح المخيف الذي يطاردهم في كل مكان ، هم بحاجة الى ان يتعرفوا على الوجوه الجديدة ويسمعوا من اهل الخبره ، يناقشوا قضاياهم والقضايا المجتمعيه في البلد ، يتذاكرون العادات والتقاليد ، وهذا هو دور الجاليات ولكن واسفاه (نسمع جعجعة ولا نرى طحينا ). سألت احدهم وهو في ارض المهجر كيف لك ان تعزز من انتمائك للوطن ؟! ، قال بسماع اغاني ايوب طارش . فقلت جميل . وسألت الاخر نفس السؤال : فقال: بسماع الاغاني الوطنية اليمنية . وسالت مجموعة فقالوا عندما نذهب المطاعم اليمنية ، نشعر كأننا باليمن ونفتخر بأكلاتنا التي نجد جنسيات كثيرة تفضلها ؛ فهي تجسد ارثنا الشعبي العريق في اختيارنا للأكل والتفنن في طبخه . عموما نحن بحاجة الى تفعيل الجاليات ؛ كي تقوم بدورها المناط بها ، بتبني مدارس ومعاهد وأماكن للرياضة والترفيه بحيث يلتقي ابناء الجاليات في مكان واحد مما يشعرهم كأنهم في بلدهم الام . كما ان على الجالية في هذا الصدد إحياء المناسبات والأعياد الوطنية , وغيرها مما يعزز الانتماء الوطني للمغترب .