عدن أون لاين/ متابعات: دعا “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” في اليمن أتباعه للقتال في محافظة صعدة الشمالية، الخاضعة لسيطرة جماعة “الحوثي” الشيعية المسلحة، وذلك بعد أسبوعين من خسارته معاقله الرئيسية في جنوب البلاد، بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية، خلفت مئات القتلى في صفوفه. وذكرت مصادر قبلية، أن “قيادات” في تنظيم القاعدة “اجتمعوا” قبل أيام، في منطقة حدودية بين محافظتي شبوة ومأرب، جنوب وشرق العاصمة صنعاء، لبحث إستراتيجية التنظيم في هذا البلد، بعد هزائمه المتوالية في الجنوب، وخسارته معاقله الرئيسية في محافظتي أبينوشبوة، والتي كان قد استولى عليها، العام الماضي. وأوضحت المصادر أن “خلافات حادة نشبت بين قيادات التنظيم”، الذين قدموا من عدة محافظات يمنية، مشيرة إلى أن بعضهم أيدوا مقترحاً بضرورة استعادة قيادة التنظيم في بلدتي “جعار”، بمحافظة أبين، و”عزان” بمحافظة شبوة، والتي كان المتطرفون انسحبوا منهما، منتصف الشهر الماضي، تحت ضغط هجوم عسكري واسع على الأولى، وضغوط قبلية قادها زعماء عشائر البلدة الثانية. وأضافت المصادر، أن قياديين آخرين اقترحوا “السيطرة على مناطق جديدة” في شرقي اليمن، وإقامة “إمارة إسلامية” فيها، موضحة أن المقترح الثالث، والذي أيده أغلب الحاضرين، كان الدعوة إلى “القتال في صعدة”، على أن يتم التجمع في بلدة “كتاف”، شمال شرق صعدة، والتي تشهد منذ شهور، معارك متقطعة بين مقاتلين من الجماعة السلفية المتشددة، ومسلحي جماعة الحوثي. وقد أثار قرار الدعوة للقتال في محافظة صعدة، سخط عدد من قيادات “القاعدة”، التي تنتمي إلى جنوب اليمن، الأمر الذي دفعها إلى الانسحاب من الاجتماع، وإعلان “الاكتفاء في المنازل”، حسب المصادر. ولم يصدر أي بيان رسمي من “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب”، بشأن “القتال في صعدة”، بالرغم من أن التنظيم، ومنذ عامين، تبنى هجمات “انتحارية” على تجمعات تابعة لجماعة الحوثي في شمال اليمن، كان آخرها الهجوم الذي وقع، أواخر مايو الماضي، بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، واستهدف تجمعاً ل”الحوثيين”، في محافظة الجوف، موقعاً 13 قتيلاً ونحو عشرة جرحى. واعتذر مسؤول إعلامي في جماعة الحوثي، عن التعليق ل(الاتحاد)، بشأن دعوة “القاعدة” أتباعها للقتال في محافظة صعدة. ووصل، أمس عشرات من الجنود الأميركيين، إلى قاعدة “العند” الجوية، في محافظة لحج، وذلك في سياق الدعم الأميركي لليمن في حربه على الإرهاب، حسبما أفادت مصادر صحفية يمنية. وكان 30 جندياً، بينهم خبراء عسكريون، قدموا إلى اليمن، مطلع مايو الماضي، وقبل أسبوع واحد من إطلاق الجيش اليمني، هجومه الواسع على معاقل “القاعدة” في الجنوب. إلى ذلك أعلنت وزارة الدفاع اليمنية على موقعها الإلكتروني أمس أن الألغام التي وضعتها “القاعدة” في محافظة أبينالجنوبية قبل طردها أدت إلى مقتل 50 مدنياً و23 عسكرياً خلال عشرين يوماً. ونقل الموقع عن نائب حاكم المحافظة غالب الرهوي قوله إن الألغام التي وضعها الإرهابيون قبل فرارهم من زنجبار وجعار وبلدات أخرى في محافظة أبين “أسفرت عن مقتل أكثر من 50 مدنياً”. كما قال العقيد سعيد المشعل قائد وحدة نزع الألغام في أبين للموقع أن 23 عسكرياً بينهم ضابطان قتلوا خلال نزع الألغام. وكان مسؤولون أعلنوا السبت الماضي أن 35 شخصاً قتلتهم الألغام في المحافظة التي خضعت لسيطرة القاعدة لحوالى العام. وقال الرهوي إن عمليات نزع الألغام “سمحت لحوالى ستين إلى سبعين في المئة من سكان جعار وضواحيها بالعودة إلى منازلهم”، مشيراً إلى إعادة الكهرباء والمياه. لكنه نصح النازحين من زنجبار بعدم السرعة في العودة نظرا لضرورة “تفكيك ونزع آلاف الألغام” من شوارعها.