عدن اونلاين/ متابعات 2200 شخص قتلوا في سوريا ، هذا الرقم الكبير لم يكن برصاص اسرائيل بينما كان الجيش السوري العربي يخوض معركة تحرير الجولان، بل ان القتلى مواطنون سوريون برصاص الجيش السوري منذ بدأت حملة قمع المحتجين في مارس/آذار الماضي. وبدأ مجلس حقوق الإنسان أمس تحقيقا في أحداث العنف بما في ذلك احتمال ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وذلك رغم اعتراض روسيا والصين. وقد قدمت الولاياتالمتحدة ودول أوروبية إلى مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية مشروع قرار يفرض عقوبات جديدة على سوريا تشمل الرئيس بشار الأسد. ويدعو مشروع القرار إلى فرض عقوبات دولية على الأسد و22 شخصية سورية أخرى والمديرية العامة للمخابرات في سوريا. وقال دبلوماسيون إن فرنسا وبريطانيا وألمانيا والبرتغال قدمت مشروع القرار خلال مشاورات في مجلس الأمن بشان سوريا، موضحين أن الولاياتالمتحدة تدعم مشروع القرار بقوة. وأوضح دبلوماسي غربي فضل عدم الكشف عن هويته أن الأسد مدرج اسمه في القرار، مضيفا أن مشروع القرار يدعو أيضا إلى فرض حظر على الأسلحة. تدخل عسكري تباينت آراء صحف بريطانية وأميركية بشأن جدوى التدخل العسكري بالدول الأخرى كما حدث بليبيا، فبينما نشرت صحيفة ديلي تلغراف اللندنية مقالا يؤكد نجاعة هذه الفكرة، رأت لوس أنجلوس تايمز الأميركية غير ذلك. فقد رأى ديفد أوين بمقال له بصحيفة ديلي تلغراف أن الغرب أثبت في ليبيا أن التدخل قد يجدي نفعا. واستهل أوين مقاله بالقول إنه بأحلك ساعات حملة حلف شمال الأطلسي (ناتو) العسكرية بليبيا تردد أن التقدم البطيء يعكس وفاة مبدأ التدخل الإنساني، ولا سيما أن الغرب يرزح تحت وطأة تجارب بالعراق وأفغانستان، والديون والافتقار للموارد المالية والمبررات الأخلاقية والعسكرية لاتخاذ خطوات بحق كل من ينتهك القانون الدولي. ولكن –يتابع المقال- مع اكتساح الثوار للعاصمة الليبية طرابلس، ثبت عكس ذلك، وهو أن نجاحهم يمثل إثباتا لنجاعة إستراتيجية الناتو، ويقدم نموذجا للإطاحة بالطغاة في سوريا وغيرها، وفق تعبيره. وقال إن الحملة واجهت منذ البداية جدارا من الشك من قبل الخبراء العسكريين والدبلوماسيين، ولكنها تمكنت من الاستمرار لعاملين، أولا قانونيتها الكاملة وتخويلها من قبل الأممالمتحدة عبر مجلس الأمن، وثانيا تأييدها من قبل من خجلوا من العجز الغربي تجاه رواندا والصرب. وتعليقا على البطء في تنفيذ الحملة وما اتخذه البعض مبررا للتشكيك بنجاحها، يرى الكاتب أن الميزة على المدى الطويل لاحترام القرار الأمي كانت مضاعفة، فمن جهة ساعدت تلك الفترة الطويلة قوات التحرير على تطوير مهاراتها وتعزيز سلطات المجلس الوطني الانتقالي، ومن جهة ثانية شكلت سابقة يؤخذ بها مستقبلا من حيث أنها قدمت مثالا واضحا يمكن أن يستخدم في تعزيز اتفاق "مسؤولية الحماية" الذي أدمج بميثاق الأممالمتحدة عام 2005. ويرى أوين أن الحملة العسكرية بليبيا وما آلت إليه من نتائج كشفت عن أنه لا يمكن للغرب بعد الآن تجاهل القوى النامية مثل الصين، وأن التدخل يمكن أن يجدي نفعا. درس خاطئأما صحيفة لوس أنجلوس تايمز فنحت منحى مغايرا، وقالت إن العقيد معمر القذافي قد يسقط، ولكن ذلك لا يعني أن الولاياتالمتحدة تستطيع أن تطبق نفس الإستراتيجية في سوريا. وقالت إن النجاح في ليبيا لا ينبغي أن يبعث على الغرور، لأن الذي ساهم في فقد القذافي سيطرته على البلاد هو وهن نظامه "الأجوف" وليس الضغط الخارجي. ومضت تقول إنه من الغباء أيضا الاعتقاد بأن حكومات أخرى -حتى بالمنطقة ذاتها- قد تكون عرضة للحالة الليبية، مشيرة إلى سوريا "التي ما زالت تحتفظ بدعم الجيش وتستمر في قمع شعبها". وقالت الصحيفة أيضا: البعض يعتقد بأن سقوط نظام القذافي يعد نموذجا للعمل بسوريا، ولكن هذا هو الدرس الخاطئ، فنجاح الحملة بليبيا يشير إلى أن كل أزمة فريدة من نوعها. وخلصت إلى أن القوة العسكرية قد تكون مبررة أحيانا، ولكن يجب استخدامها فقط عندما تخفق الوسائل الأخرى، وعندما تلعب دورا حيويا بالنهاية وتأمين نتائجها.