في وقتٍ مبكر أشرنا وكتبنا حول سلوكيات وأفعالٌ ظهرت وهي غريبة، بل وشاذة ودخيلة بالمقارنة مع تاريخ هذه المدينة الحضاري المدني ، وقلنا أن السكوت إزاءها والتغاضي عنها يُعد أمر يتنافى والعادات والتقاليد المرسخة في وجدان الناس ومثلّت أحد الأمثال التي يُشار إليها ، فضلاً أن هكذا سلوكيات بعيدةً كل البعد عن قيم وتعاليم ديننا الإسلامي، حذرنا وقلنا أن نتائجها المحدقة الخطيرة ستصل كل باب والعياذ بالله واليوم وبالرغم من النجاحات التي يحققها جهاز الأمن العام بالمحافظة مقارنة بالظروف التي تلت الثورة الشبابية الشعبية تشبعوا بعقلية التدمير والانتقام، بعد أن سيطرت عليهم روح الهدم والعداء مع الذات أولاً والوقوف بمثابة الكابح والحجر الكئود في وجه أي منجز وأخص هناء على وجه التحديد وهو ما يهم الجميع هو الجانب الأمني وما يمثله في حياة الناس كافة. المواطن في عدن سئم رؤية السلاح وحتّى مجرّد التجول به، سئم سماع الطلق الناري وما يسببه من قلق للسكينة ، ناهيك عن ضحاياه بشكل مباشر أو غير مباشر، فمجرد خلاف بسيط وعلى أتفه الأسباب يكون السلاح وإطلاق الرصاص هو الحاضر، ولعل ما حدث مؤخراً في سوق القات بمديرية خور مكسر وعلى سبيل المثال لا الحصر إلآ دليل على ما نقول وما حذرنا منه، لذلك أما آن الأوان الالتفات إلى ذلكم السلوك بعين الحرص والعمل بروح واحدة من قبل كل من يهمهم الأمر بنتائجه غير المحمودة في هذه المدينة الآمنة المسالمة؟ إن أمن عدنيا قوم هو ضرورة وطنية وإقليمية ودولية وأي تفكير خارج أو دون هذا الرأي فإني أراه من وجهة نظري تفكيراً جامداً متصحراً يقود صاحبه للسباحة عكس التيار التي من مخرجاتها الانتحار والعزلة، وفي أسواء التقديرات الاحتراب لا قدر الله ، وعليه أقول أن المحافظة وأمنها أمانة ومسئولية ، بل وواجب ديني وأخلاقي ووطني. - مقال خاص بصحيفة (خليج عدن) عدن الحضن الدافئ عدن المأوى عدن الوطن فلا يجب ولا يحق لأي كانٍ من كان أن يسمح لنفسه العبث بأمنها واستقرارها وللحديث بقية إن كان في العمر بقية والله المستعان.