عدن أونلاين /عباس الضالعي انعقد حشد المؤتمر الشعبي العام ( حزب صالح ) بمناسبة ذكرى تأسيسه الثلاثين في مرحلة لم يستطيع خلالها ان يتحول الى حزب منظم على اسس تنظيمية ومبادئ سياسية معينة ، وبرغم العمر الطويل لهذا الحزب الا انه لا زال كجبهة شعبية يفتقر الى التنظيم ويعتمد على برامج " اللحظة" ، يقوده اشخاص محددين دون برنامج عمل واضحة . حضر المؤتمرون غي هذا الكيان وغاب المؤتمر الحزب .. حضروا من اجل الزعيم ونزولا عند رغبته .. حضروا من أجل .. حضر الزعيم .. قال الزعيم .. الزعيم الذي تهجم شرقا وغربا وتهبش شمالا وجنوبا .. ونسى او تناسى ان المشكلة تكمن في زعامته !! المؤتمر ظهر بلون رمادي وكان (الحشو) سيد الظهور .. والتصفيق الهدف من هذا الحضور العاطفة كانت وراء حضور من حضروا .. عاطفة من اجل الزعيم الذي كان !! وكائن للتدمير!! المؤتمر كما قال لي احد اعضاء لجنته الدائمة ممن حضروا اليوم بحاجة الى تغيير وليس تصفيق ، وهي الوظيفة التي حضروا من اجلها .. حين سألته ما الذي تم مناقشته أجاب على الفور ( صفقنا )!! كما قال البركاني وشدد علينا . حال المؤتمريين كحال الزعيم يعيشون منزلة بين المنزلتين !! بين ماضي فات ومجهول آت ، المؤتمر وأعضائه لا زالوا رهينة عند صالح ، وعمالة تحت الطلب !! ولم يستوعب الزعيم المتغيرات من حوله رغم استيعاب الاعضاء والغالبية ، والزعيم الذي لا زال يتجاوب لضغوط احلامه وأوهامه معا يختزل جمهور المؤتمر ويحتكرها لرغباته كما كان في السابق ، فالمؤتمر هو حزب الرئيس و (حظيرته ) . حضر الزعيم بسوءته ومساوئه وخيبته ك( عزرائيل ) عليهم وغاب المؤتمر ومستقبله .. حضر المتسبب في مأساة اليمن والمؤتمر وغاب التغيير .. حضرت الكهولة وغابت الدماء الجديدة .. غاب المؤتمر المغيب عمدا وحضر المصفقون لمآسيهم وجروحهم وهم (يلطمون) على خدودهم مما فااات وما هو آآآآت المؤتمريين يعرفون ان صالح يستخدمهم كشهود زور على فشله ويخشى من المؤتمريين يوما عسيرا .. حين يأتي يوم الحساب المنتظر ، وصالح الذي يغلق باب المراجعة والمحاسبة بقوة ، لأنه المستهدف من اي حساب او مراجعة أملنا ان يغيب المؤتمريين صالح ويبعثون رياح التغيير ويخرجون كمتمردين شجعان من الحظيرة التي وضعهم صالح فيها وأغلق عليهم منافذ الحرية والتعبير .. وأأمل من المؤتمريين ان يستوعبوا اللحظة ويغتنموها كفرصة وان يقودوا مسيرة التغيير دون تسيير ، ويلعنوا الارتهان وقول ( حاضر يافندم ) وأمرك مطاع يا زعيم ، وان يكونوا فاعلين في البناء دون التدمير . وعليهم ان يتذكروا ويستفيدوا من التجارب التي مرت بها بعض الأحزاب ومنها على سبيل المثل تجربة الحزب الاشتراكي اليمني الذي لاقى اكبر ضربة في تاريخه ولحقت به أبشع صور التنكيل والتضييق بعد مأساة حرب 94 المشئومة ، لكنه كحزب بالمعنى الحقيقي ويعتمد على التنظيم والبرامج لم تستطيع رياح الغدر ان تعصف به ، هذه هي الأحزاب التي تحترم ، فتحية لهذا الحزب الكبير .. والمؤتمريين يفتقدون لهذا التنظيم رغم قدرتهم على الوصول اليه لو تحرروا من الانتهازيين والانتهازية والعقلية الفردية ، لكنهم يفضلون البقاء مسيرين لا مخيرين ،، وهذه مشكلة المؤتمر .. وسيظل المؤتمر مشكلة يشغل حيزا من الفراغ ,, وسيظل أعضائه حقلا لتجارب المجربين ومخزن للعبث العائلي والمؤتمر (كضيعة) مملوكة .. وأخيرا اطرح سؤلا للمؤتمريين أتمنى الإجابة عليه في واقعهم : هل يستطيع المؤتمر وأعضائه الاستمرارية دون العيش على سلطة الدولة وخيراتها مستقبلا كالتي عاشوا على كنفها ثلاثة عقود ؟ الجواب متروك للمستقبل القريب !! مؤتمر المؤتمر : غاب الرئيس وحضر الزعيم !! حضر المؤتمرون وغاب المؤتمر.