عدن أونلاين/متابعات أدى عشرات الآلاف من الليبيين يوم الأربعاء 31-8-2011 صلاة أول أيام عيد الفطر المبارك في ساحة الشهداء في العاصمة طرابلس في أجواء من الفرح بعد سقوط العقيد معمر القذافي الهارب حاليا من الثوار.
وتدفق أهل طرابلس وهم يرتدون ملابس جديدة ويرافقهم أبناؤهم في ساعات الفجر على الموقع الذي كان يسمى الساحة الخضراء في عهد معمر القذافي.
وقال عادل المصمودي الذي يبلغ من العمر 41 عاما أي كل عهد القذافي، وجاء إلى الساحة مع ابنه وابنتيه مبروكة ونهى "إنه أجمل عيد في حياتي".
وفرضت إجراءات أمنية مشددة حول الساحة، فإلى جانب المسلحين الذين كانوا يتجولون بين الحشد، نشر آخرون على أسطح قلعة السراي الحمراء ومبان تطل على الساحة.
وأم إمام الصلاة الجماعية في أجواء من الفرح بينما أطلقت النساء الزغاريد.
وعبر الامام عن ارتياحه لرحيل "الطاغية القذافي" الذي قوبل اسمه بهتافات معادية في كل مرة، داعيا الليبيين إلى الاتحاد.
وتفرق الحشد بعد ذلك بهدوء بعد تبادل التهاني في أول عيد فطر في مرحلة ما بعد القذافي. كما أثنى خطباء العيد في مدن ليبية مختلفة على الإنجازات التي تحققت بفضل الثورة، كما حذروا من التدخل الأمني والعسكري في ليبيا عن طريق إرسال «قوات برية» للبلاد.
وتجاهد العاصمة الليبية التي يعيش فيها مليونا نسمة للعودة إلى الحياة الطبيعية بعد انتفاضة استمرت ستة أشهر شهدت نهاية حكم القذافي الذي كان مكروها من غالبية سكان ليبيا. عيد بطعم خاص وقال عادل كشاد "47 عاما" وهو مهندس كمبيوتر في شركة نفط "هناك نقص هذا العام لكننا نتدبر أمورنا حتى الآن، الحمد لله هذا العيد له طعم خاص، هذا العيد لدينا الحرية، نحن فرحون، القذافي أتعبنا، لقد قتل الكثير من الناس، وتسبب في الكثير من الدمار، كل سفك الدماء هذا لأنه لم يكن يريد أن يرحل، لو كان رحل في سلام لم يكن هذا ليحدث". ومازالت المتاجر والمكاتب مغلقة، ومازالت الكهرباء والمياه والاتصالات مقطوعة، ومازال الناس قابعين في بيوتهم يخرجون للضرورة لشراء ما يحتاجونه من الأسواق القريبة.
وأضاف زيد العكاري "60 عاما" وهو سائق سيارة: "لا مانع أن نعاني من نقص إذا كان علينا أن نضحي من أجل هذا اليوم وهو يوم حرية، هذا العام سنتدبر أمورنا بأي شيء، أهم شيء أننا تخلصنا من هذا الطاغية".
وقال ليبي آخر لم يذكر اسمه: "يمكن أن نعيش بدون مال بدون طعام بدون كهرباء لكن المهم أن هذا الثقل الذي كان يقمعنا أزيح." وحزن أيضا لكن العيد هذا العام حل وكثيرون يدفنون موتاهم أو يبحثون عن ذويهم المفقودين بعد المعارك مع رجال القذافي. فبالنسبة لسعاد المستاري 65 عاما، لم تكتمل بعد سعادتها بإسقاط القذافي، لقد خسرت ابنها محمود يوسف 23 عاما، وهو طالب اقتصاد أثناء التقدم داخل طرابلس. وتقول: «لن يهدأ لي بال إلا بعد أن يقتل القذافي وأبناؤه بالرصاص، لقد سجنوا أبنائي الثلاثة الآخرين أربعة أشهر وقتلوا ابني الاصغر، لقد مات يوم ال21 اغسطس أبنائي الثلاثة الآخرين أفرج عنهم بعد ثلاثة أيام. فرحتنا لم تكتمل». وتعبر عن حزنها الأكبر لأن ابنها لم ير قوات المعارضة وهي تحرر طرابلس، لكنها حين شاهدت الثوار يسيطرون على العاصمة وينتزعونها من قوات القذافي نسيت حزنها.
ومنذ أن سيطرت المعارضة على العاصمة يوم الثلاثاء تظهر أدلة على حدوث عمليات إعدام خارج ساحة القضاء ومقابر جماعية مما يشير إلى عدد كبير من الخسائر في الأرواح. 50 ألف قتيل
وفي الوقت الذي يحتفل فيه الليبيون بعيد الفطر، وجه مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس الثلاثاء إنذارا لمناصري العقيد معمر القذافي في آخر معاقل النظام في سرت وبلدات أخرى للاستسلام وإلا فسيتم حسم الأمر عسكريا.
وقال في مؤتمر صحفي في بنغازي ''تنتهي هذه الفرصة بنهاية عيد الفطر المبارك بدءا من السبت المقبل، فإذا لم تكن هناك بوادر سلمية لتغيير هذا الأمر على أرض الواقع، فإن باستطاعتنا حسم الموضوع عسكريا''.
وأضاف ''نحن لا نتمنى ذلك، ولكن لن نصبر أكثر من ذلك''. وأكد عبد الجليل أن مفاوضات جارية مع مسؤولي هذه المدن، ولا سيما سرت في محاولة لكي يستسلموا بدون معارك.
وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي إن هذه المهلة تتعلق في مدينة سرت على بعد 360 كلم شرق طرابلس وبلدة بني وليد في جنوب شرق طرابلس والمنطقة الجنوبية بدون إعطاء مزيد من التوضيحات. وأعلن قائد عسكري في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن نحو 50 ألف شخص قتلوا منذ بدء الانتفاضة في ليبيا. ويشير المجلس الوطني الانتقالي بانتظام منذ عدة أيام إلى مفاوضات بين الثوار وزعماء قبائل من أجل دخول الثوار سلميا إلى مسقط رأس العقيد القذافي، لكنها بقيت بدون نتيجة حتى الآن. وقال مراسل وكالة فرانس برس البارحة الأولى إن الخناق يضيق تدريجيا حول سرت المدينة الساحلية التي تعد 120 ألف نسمة، حيث تقدمت مراكز الثوار مسافة 20 كلم من الشرق.