عدن أون لاين/ ياسر حسن* يدور جدل واسع في اليمن هذه الأيام بشأن تواجد قوات المارينز الأميركية والتي استقدمتها الولاياتالمتحدة عقب الهجوم على سفارتها بصنعاء، بحجة حماية السفارة ورعاياها في اليمن.ففي الوقت الذي قالت فيه الحكومة اليمنية إن مهمة المارينز محددة ومؤقتة، فإن تلك التبريرات لم ترض كثيراً من القوى السياسية والثورية والدينية في اليمن والتي استنكرت ذلك التواجد وانتقدت تبريرات الحكومة، واعتبرت ذلك التواجد انتهاكاً لسيادة البلاد.من جانبه قال راجح بادي، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني "نرفض أي تواجد أجنبي على الأراضي اليمنية، ووجود قوات المارينز الأميركية هو وجود مؤقت جاء نتاج حادث معين هو حادث اقتحام السفارة الأميركية والعبث بمحتوياتها".وأشار بادي في تصريح للجزيرة نت إلى أن قوام تلك القوات لا يتعدى العشرات، وأنها جاءت لمهمة مؤقتة هي حماية السفارة الأميركية ومنتسبيها، وعند انتهاء مهمتها سترحل، نافياً رحيل أي من منتسبي السفارة الأميركية من اليمن، ومؤكداً تواجدهم جميعاً في العاصمة صنعاء تحت حماية المارينز.وبشأن الانتقادات التي وجهت للحكومة اليمنية لسماحها بدخول المارينز ألمح بادي إلى أن من حق أي حزب أو جهة طرح وجهة نظره في الموضوع, وهذا من باب الديمقراطية والتعبير عن الرأي.المبالغة بالجدلويرى رئيس المنتدى العربي للدراسات بصنعاء نبيل البكيري أن الجدل بشأن وجود المارينز مبالغ فيه، وأنه تم استخدامه كورقه للمزايدة بين الخصوم السياسيين في البلاد.وقال البكيري في حديث للجزيرة نت إنه لمن السخافة القول إن هذا التواجد المعلن عنه من قبل الحكومة اليمنية هو في حدود ضيقة، كما أنه من "السخافة" أيضاً القول إنه مقدمة للتدخل العسكري الأميركي، كون الأميركان متواجدين في كل المياه الدولية ولا يحتاجون لإذن من أحد لضرب أي هدف يريدون.وأشار البكيري إلى أن ما خفي على كثير من المتحمسين هو أن هذا التوقيت في الحديث عن التواجد الأميركي -على خلفية الفلم المسيء للنبي صلى الله عليه وسلم- تم استغلاله من بقايا النظام السابق ورفاقهم الحوثيين، فهم يستخدمون شماعة التواجد الأميركي مبرراً لممارساتهم العبثية والتي تستهدف الأميركان كشعارات فقط بينما الواقع على العكس من ذلك.ونبه البكيري إلى أن الأميركان ليسوا أغبياء حتى يتورطوا -مرة أخرى- في مستنقع كاليمن بتاريخه المعروف في مقاومة وضرب أي تواجد أجنبي، مشيراً إلى أنهم لن ينسوا حادثة المدمرة كول في العام 2001.وأكد البكيري أن ما قدمته الحكومة من مبررات لم تكن كافية ومقبولة لدى البعض، وذلك كون الحكومة تعيش حالة إرباك شديد أمنياً وسياسياً نتيجة للتأخر الكبير في إعادة هيكلة الجيش والأمن، فضلاً عن ترتيب البيت اليمني كله، ولن يكون لتداعيات وجود الأميركان عملياً أي تأثير إلا في حالة واحدة هي استمرار مؤسستي الجيش والأمن على وضعهما الحالي لفترة طويلة.حماية السفاراتوبدوره قال عدنان العديني -نائب رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح- إن على الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومة الوفاق التعامل مع وجود المارينز وقضية السفارة الأميركية بالطريقة التي تحترم فيها الأعراف الدبلوماسية المتعارف عليها, وفي نفس الوقت تمكنها من حماية السفارات وفرض السيطرة على كامل أراضي البلاد. وأضاف العديني أن الحفاظ على سيادة اليمن واستقلال قراره على أراضيه يقضي بأن يسعى اليمنيون في بناء الدولة المدنية الحديثة بنظامها السياسي الذي يكفل التبادل السلمي للسلطة والتوزيع العادل للثروة، فالأداء القوي والمتماسك خارجياً هو انعكاس لعلاقة الدولة بالشعب. وأشار العديني إلى أن التدخلات الخارجية لن يوقفها إلا وجود دولة منسجمة مع شعبها، والمساهمة في بناء هذه الدولة هو الطريق الأمثل للحد من تدخلات الخارج، مشيرا إلى أن الثورة الشبابية السلمية قامت بهدف بناء هذه الدولة، التي من خلال مؤسساتها القوية سيعبر اليمنيون عن قضاياهم الخارجية بالشكل الذي يكشف عن وجود شعب حضاري. وكان تكتل اللقاء المشترك قد أصدر بياناً استنكر فيه السماح بدخول قوات المارينز إلى اليمن، وطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه أمن البلاد واستقرارها. كما عبّر البرلمان اليمني عن رفضه قدوم المارينز، وقال في بيان له إنه لا يقبل أي وجود أجنبي على أراضي الجمهورية اليمنية سواء كان صغيراً أو كبيراً تحت أية ذريعة، كما طالب بترحيل قوات المارينز من اليمن.