الاثنين المقبل ال18 من مارس يُدلف اليمانيون إلى أولى جلسات مؤتمر "الحوار الوطني الشامل", وأنظار الشارع اليمني والمجتمع الإقليمي والدولي تتجه صوب دار الرئاسة الذي من المتوقع أن تكون فيه الجلسة الافتتاحية للمؤتمر برئاسة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي, حيث ستجتمع الأطراف المشاركة في مؤتمر الحوار على طاولة واحدة برؤى مختلفة, لمناقشة القضايا العالقة على الساحة اليمنية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. ويرى سياسيون أن مشاركة متخلف القوى السياسية والشبابية في الحوار الوطني والاستماع لبعضهم البعض والتفاهم بأسلوب حضاري بعيدًا عن لغة العنف وفرض الآراء هي "فرصة تاريخية" لحل مشاكل البلد باعتبار ذلك هو الطريق الآمن للعبور إلى دولة المؤسسات وصياغة عقد اجتماعي جديد, والسير نحو الهدف الذي قامت من أجله الثورة الشبابية, المتمثل في بناء دولة مؤسسية حديثة تحترم الإنسان اليمني وتكفل له حقوقه وحرياته.. - تحديات في طريق الحوار: لا شك أن هناك تحديات كبيرة تواجه مؤتمر الحوار الوطني , وتجاوزها يتطلب تعاون الجميع , ونجاح الحوار يتوقف على مدى مصداقية الأطراف المتحاورة وتنازلها من أجل مصلحة البلد المثخن بالجراح, وتمتّرس كل طرف وراء خياراته السياسية أو فرضها بالقوة دون احترام بقية الآراء لن يبني دولة ولن يصنع المستقبل المنشود القائم على الشراكة الحقيقية والمساواة بين كل الفئات في المجتمع. الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني, وعضو اللجنة الفنية للحوار الوطني الشامل, في محاضرة له قال : أن من التحديات التي تواجه مؤتمر الحوار؛ غياب المشاركة المجتمعية وحالة الانفصال الحاصلة بين المجمع والحوار؛ نتيجة لضعف دور الإعلام , ودور القوى السياسية في الدفع بالمجتمع للمشاركة في الحوار ومساندته وحمايته, واعتبر أن المشاركة المجتمعية هي الأساس في نجاح الحوار الوطني, وأبدأ الدكتور ياسين تفاؤله بنجاح الحوار وقال: "إن أقل ما يمكن أن يخرج به مؤتمر الحوار هو دولة ضامنة لحقوق جميع المواطنين وحرياتهم ..". - القضية الجنوبية: تعدُ القضية الجنوبية بأبعادها السياسية والقانونية من أهم القضايا التي تتصدر أولويات الحوار الوطني, ويرى المشاركون في الحوار أن حلها لا يمكن أن يكون بمعزل عن بقية القضايا الوطنية التي ستناقش على طاولة الحوار, خصوصا في ظل تباين الرؤى والمواقف المطروحة حول طريقة حلها من أطراف جنوبية متعددة.. يأتي ذلك في والوقت الذي أعلنت فيه بعض فصائل الحراك الجنوبي وعلى (رأسها التيار الذي يتبع علي سالم البيض نائب الرئيس السابق) مقاطعتها للحوار الوطني بشكل مطلق, إلا بحوار "ندي بين طرفين يمثلان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية وكذا الاعتراف بالقضية الجنوبية والحراك الجنوبي كممثل وحامل سياسي لهذه القضية.." – بحسب الرسالة التي تقدم بها البيض للمبعوث الأممي جمال بن عمر عند لقائه ببعض القيادات الجنوبية الأسبوع الماضي في دبي أثناء محاولة بن عمر إقناع تلك القيادات بالمشاركة في الحوار الوطني. - آمال معقودة على مخرجات مؤتمر الحوار: وتبقى آمال اليمنيين معقودة على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وأن كانت مدته طويلة على مدى نصف عام, ولكن لا يوجد خيار آخر بديلا عن الحوار إلا خيار الاقتتال والعنف, وهو ما جعل القوى السياسية ورعاة المبادرة الخليجية والمجتمع الدولي يؤكدون على ضرورة انعقاده لتفادي انهيار أوضاع البلد.. فهل سينجح اليمانيون في صناعة مستقبل دولتهم وتقرير مصيرهم وإنقاذ بلدهم من الغرق في أتون الفوضى, أم أن الحوار سيكون من أجل الحوار ليس إلا ؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام!