عجيب أمر تلك الحملة التي أطلقها صاحب (عدن الغد) بن لزرق ضد الكاتب نبيل الصانع، وذلك السجال العقيم الذي لا يخدم إلا أهدافًا مشبوهة للإيقاع بين أبناء المدينة بعضهم ببعض .. لست أناقش الموضوع الذي انجرت بعض الأقلام لنقاشه بما يبعث على الاستغراب أن تلك الأقلام ( حملت يومًا لواء التسامح والتصالح ) نراها اليوم تعبث بها الأمواج لتتخذ مواقفًا لا تنم على تلك اللغة المتسامحة التي ادعاها يومًا بل نراهم اليوم يسددون أهدافًا خارج مرماها .. ولا تتناغم مواقفهم مع ادعاءاتهم ما أثار تعجبي هي تلك اللغة الغريبة على أبناء عدن في التعامل مع لغة الاختلاف في الآراء .. ولماذا رأينا إسفافًا وخروجًا على المألوف بل خروجًا على النص بما يدل على حاجة أبناء عدن للحوار البناء الذي يجمع ولا يفرق ويقرب ولا يفرق .. هل نجح (الأزرق ) في أن يشق الشارع العدني بعضه بعضًا حين اختار عنوان ( سكارى الجنوب يعودون إلى عدن ) أم أن هذا الأمر سيجعله العقلاء وسيلة لإعلان عهدٍ جديدٍ من التعايش والتسامح وأن يكون لكل وجهة نظره ووجهته والبلد يسع الجميع بعيدًا عن لغة الإسفاف الهابط التي رأينا كثيرًا من المندفعين قد انجرفوا بها .. أليس جميلا وميزة لعدن الحرة أن يجتمع فيها أنصار ثورة الشباب وأنصار الحراك وأن يكون لكلٍ نشاطه الذي يميزه مع لغة جميلة في التقارب بين القواسم المشتركة التي تجعل عدن أجمل بقدرتها على الحرية والأدب في الحوار وقدرة أبناء المدينة على التناغم التي استطاعت يومًا من الزمان أن تتعايش مع الطوائف والأقليات بمدنية راقية دون إقصاء ولا تهميش ولا اتهام ولا تخوين. لقد أعجبتني تلك اللغة الراقية والهادئة التي صرح بها عددًا من الكتاب بل وشخصيات اجتماعية وسياسية دعت إلى عدم تضخيم الأمر وعدم التمترس في زوايا ضيقة والاندفاع إلى قضايا جزئية تغيب روح التسامح والتصالح التي دأب أبناء الجنوب إلى جعلها لغة للتقارب .. بل ذهب بعض ذوي العقول المتزنة إلى القول بأن تلك الحملة الظالمة ضد شخصية الكاتب نبيل الصانع وهو كما يعلم الكثيرون شخصية اجتماعية معتدلة وواسعة الصدر نال ثقة الناس يومًا في تمثيلهم في قيادة المجلس المحلي لمديرية التواهي، إن تلك الحملة إذا قبلنا بها اليوم على شخص الصانع فإننا سنراها تنتقل إلى وجاهات المجتمع العدني كاملا دون أن نرى عقلاء يوقفون نزيف الإسفاف اللفظي ولغة التخوين والإقصاء.