إن أبناء الحراك الحقيقيين هم اليوم من يقدمون للحراك صورته المشرفة والبهية التي استمدها من أنات وآهات هذا الشعب الجنوبي الذي عانى من هذا النظام كل الممارسات الاستعمارية من ظلم وقتل وطمس ونهب وإقصاء وتهميش لأبناء الجنوب، هم اليوم من يمارسون أرقى أشكال العمل السلمي لخدمة القضية. وهم من يسعون ويتسعون لكل مكونات وأشكال العمل السياسي والمدني والنضالي، هم من لا زالوا ملتزمين بنهج الحوار لكسب الآخرين ،هم من يحفظ لعدن مدنيتها، هم من يحافظون على السلم الاجتماعي فيها. أبناء القضية العادلة من يؤسسون لمبادئ الحب والإخاء والشراكة، من يتمسكون بالهدى والحق وقيم التعاون الإخاء ويقبلون بالآخر ويحاربون الفوضى والرذيلة. حُوربوا وما حاربوا قُتلوا ولم يقتلوا ظُلموا ولم يظلموا هم من يحملون لشهدائهم الوفاء وقيم التضحية والفداء لمحاربة الاستبداد والظلم سفكت دمائهم من أجل الحرية والكرامة والعدل. من يحملون للأيام وناشريها كل الوفاء والحب إن أبناء القضية هم من يحاربون الصنمية ويخلصون للقضية ويلجمون فوهات البنادق بنزعات العقول ينشرون بين الشباب قيم ومعاني التسامح والوفاء من يزرعون الحب فيحصدون السعد من يؤمنون الطريق ويقربون البعيد من يحترمون الإنسان والعقل ويقدمون النقل يحسنون القصد ويكرهون الحقد، يأخذون العبر مما سبق ويتطلعون إلى مستقبل أفضل، من أخرجهم الظلم لا يظلمون غيرهم في القول والعمل. أبناء القضية يمدون أيديهم لغيرهم ويعملون لحوار جنوبي، لا يستثنى منه أحد، يوقنون بأن القضية بيد الشعب وإلى الشعب، ناطقا واحدًا ومعبرًا واحدًا ، ويلجمون نزعات المناطقية والعصبية بنشر الوئام والخير وحرمة الدماء. أولئك الذين عرفناهم ولا زلنا!! فهم من يحسنون للقضية إذا أساء إليها غيرهم.