كوميديا الثورة ونفْس تتداخل فيها المشاعر الإنسانية ما بين خليط من السخرية والإشمئزاز مشتبكة مع مشاعر اخرى متناقضة من الأسى والحسرة على عقول قصرت فضلت وتاهت في تفكيرها وتقزمت حتى اصبحت اجهل من أن تفرق بين ضحية وجلاد وبين حق وباطل.أقلام استصنعت من نفسها الثورة و أسمعت بصوتها أنين المظلومين والمستضعفين , هكذا بدأ الأمر ولكن وحين تصطدم الحقيقة بالوهم فان الوهم يكسب دائماً , تنكشف الحقيقة ويظهر للجميع ان ثورجيتها تلك لم تكن سلوك وعقيدة بل أداء دور ووظيفة , فقط اختلافات المواقع بين سلطة ومعارضة هي من استصنعت تلك المواقف كضروريات مرحلية , ادانوا واستنكروا جرائم سلطة الحزب الواحد السابقة واستهجنوا امر من كان يبرر لها ويختلق الأكاذيب ليبرئ ساحة مرتكبيها , اليوم عندما تبدل الحال واصبحوا شركاء في السلطة لم يجدوا حرجاً في الكفر من كل ما قالوا بل واقتسموا ذات المهنة المستهجنة جنباً الى جنب مع ابواق القتلة السابقين .نعم لقد نمت على وهم لأصحوعلى كابوس , لم اكن اتخيل يوما يأتي فيه ذلك القلم الصحفي الثائر وقد بدأت معه مرحلة التشكيل الجنيني لعبده الجندي والفرق بطبيعة الحال ليس كبيراً فكلما كان يقوله ذلك المهرج من على منصة مؤتمره الصحفي ضد الثائرين على نظامه قد استنسخه هذا الثائر واشباهه ضد من بقي مختلفاً معهم , خذوا مثلاً ... مواقع ثورية الكترونية اصبحت تتحدث عن متظاهرين يقتلون بعضهم ... لا تستغربوا فهكذا كانت التغطية الضمنية لموقع الكتروني مقرب من حزب الإصلاح لإحداث جمعة التصالح والتسامح الجنوبية والتي راح ضحيتها خمسة شهداء قتلوا على ايدي قوات الأمن المركزية , لا استبعد حقيقة ان يأتي هذا المنبر الإعلامي قريباً ليتحدث عن جثث استقدمت من مستشفى النقيب ليفُترى انها لجنوبيين قتلوا على ايدي قوات وزارة الداخلية (الإصلاحية) فعقول بالفاشية الحزبية محتلة وبولاءات مختلة قد ضاعت امانة الكلمة لديها في وسط زحام مصالح السلطة يكون كل شيء متوقع منها . الثورة يا سادة لا تعني ان تجّرم كل من تختلف معه ... الثورة لا تعني ان تسيء وتفتري وتاتي بالكذب من ( بوستات ) الفيس بوك ضد كل من تختلف معه حتى لو كان صاحب حق , الثورة قيمة والقيمة لا تتغير بتغير الحال فهي موقف ثابت سواء كنت على كرسي وزارة او خارجها . الحق واحد في أي زمان ومكان ليس فيه معايير مزدوجة فالحق قبل الحكم هو ذاته بعد الحكم ... الحق في صنعاء وفي تعز هو نفسه في عدن , افترضوا وضمائركم حاضرة ان ما حدث في ساحة العروض والى حد الإنطباق جرى في ساحة ترفع خرقة اليمن وتؤمن بالوحدة اليمنية فريضة شرعية كيف ستكون تغطيتكم لما جرى وكيف سيكون تعاطيكم مع الأمر , لا تتحدثوا عن ردة فعل لمسلحين حتى لا نذكركم بمليشيات الحنق في ارحب ومسلحي حمود المخلافي في تعز .إختلافكم مع الحراك لا يعني ان تقفوا في صف القتلة من رجال الإمن المركزي و رفضكم لمشروع الحرية الذي يحمله لا يستوجب عليكم ان تطوعوا اقلامكم لتبرئوا ساحة المجرمين بلي عنق الحقيقة واظهار عكسها , تذكروا ان النظام خاب في كل مساعيه ضد الحراك وفشل في كل مخططاته وحملاته الإعلامية وستخيب مساعي غيره فحراكاً شعبيا غرسه الأبطال المخلصين وسُقي بدماء الشهداء الجنوبيين ونمى واشتد سيقانه وغار جذوره بصمود شعب جنوبي مقدام لن يهتز لوشاية واشي ولن يجتث بفعل حملة إعلامية مسمومة من إي كان وسيستمر في مسيرته حتى النصر وتحقيق المراد الجنوبي ومن سيظن أن حملات كهذه ستضعف الحراك أو ستوهن شوكته او ستشوش عليه المسير فهو واهم فليس هناك من دافع أكبر نحو الثورة وتصعيد أمرها من هجمات من يظن أن الحراك له خصم , تذكروا ايضا أن عود الكبريت يشتعل لثواني ثم ينطفئ الى الأبد ... كذلك هم انتم فالكذب مسدود الطريق ... الكذب لا افق له!!