جنوبيا.. بيان الرئاسي مخيب للآمال    ذكرى استشهاد الشهيد "صالح محمد عكاشة"    لماذا تراجع "اليدومي" عن اعترافه بعلاقة حزبه بالإخوان المسلمين    راشفورد يجرّ نيوكاسل للهزيمة    تجربة الإصلاح في شبوة    صندوق النظافة بتعز يعلن الاضراب الشامل حتى ضبط قتلة المشهري    حين تُغتال النظافة في مدينة الثقافة: افتهان المشهري شهيدة الواجب والكرامة    تعز.. إصابة طالب جامعي في حادثة اغتيال مدير صندوق النظافة    مسيّرة تصيب فندقا في فلسطين المحتلة والجيش الاسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ ومسيّرة ثانية    وعن مشاكل المفصعين في تعز    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    عاجل: بيان مجلس القيادة الرئاسي – 18 سبتمبر 2025م    القوات المسلحة: ضرب أهداف حساسة في (يافا وأم الرشراش وبئر السبع)    وقفة احتجاجية في المعهد العالي بالجوف تنديدا بجرائم العدو الصهيوني    إشهار جائزة التميز التجاري والصناعي بصنعاء    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    انخفاض صادرات سويسرا إلى أميركا بأكثر من الخُمس بسبب الرسوم    مجلس القضاء الأعلى ينعي القاضي عبدالله الهادي    السيد القائد يوجه تحذير شديد للسعودية : لا تورطوا أنفسكم لحماية سفن العدو    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    الأرصاد: حالة عدم استقرار الأجواء ما تزال مستمرة وتوقعات بأمطار رعدية على أغلب المحافظات    المحرّمي يعزِّي في وفاة المناضل والقيادي في المقاومة الجنوبية أديب العيسي    الوفد الحكومي برئاسة لملس يطلع على تجربة المدرسة الحزبية لبلدية شنغهاي الصينية    بتمويل إماراتي.. افتتاح مدرسة الحنك للبنات بمديرية نصاب    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    تغييرات مفاجئة في تصنيف فيفا 2025    تعز.. احتجاجات لعمال النظافة للمطالبة بسرعة ضبط قاتل مديرة الصندوق    برغبة أمريكية.. الجولاني يتعاهد أمنيا مع اسرائيل    موت يا حمار    أمين عام الإصلاح يعزي الشيخ العيسي بوفاة نجل شقيقه ويشيد بدور الراحل في المقاومة    يامال يغيب اليوم أمام نيوكاسل    مفاجأة طوكيو.. نادر يخطف ذهبية 1500 متر    النصر يكرر التفوق ويكتسح استقلول بخماسية أنجيلو    نتائج مباريات الأربعاء في أبطال أوروبا    دوري أبطال آسيا الثاني: النصر يدك شباك استقلال الطاجيكي بخماسية    رئيس هيئة النقل البري يعزي الزميل محمد أديب العيسي بوفاة والده    مواجهات مثيرة في نصف نهائي بطولة "بيسان الكروية 2025"    تعز.. وفاة صيادان وفقدان ثالث في انقلاب قارب    حكومة صنعاء تعمم بشأن حالات التعاقد في الوظائف الدائمة    الامم المتحدة: تضرر آلاف اليمنيين جراء الفيضانات منذ أغسطس الماضي    استنفاد الخطاب وتكرار المطالب    مجلس وزارة الثقافة والسياحة يناقش عمل الوزارة للمرحلة المقبلة    التضخم في بريطانيا يسجل 3.8% في أغسطس الماضي    غياب الرقابة على أسواق شبوة.. ونوم مكتب الصناعة والتجارة في العسل    لملس يزور ميناء يانغشان في شنغهاي.. أول ميناء رقمي في العالم    وادي الملوك وصخرة السلاطين نواتي يافع    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    رئيس هيئة المدن التاريخية يطلع على الأضرار في المتحف الوطني    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    100 دجاجة لن تأكل بسه: قمة الدوحة بين الأمل بالنجاة أو فريسة لإسرائيل    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    6 نصائح للنوم سريعاً ومقاومة الأرق    إغلاق صيدليات مخالفة بالمنصورة ونقل باعة القات بالمعلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوارات مفتوحة مع كتّاب مؤيدين للحراك الجنوبي(2-3) منير الماوري
نشر في عدن أون لاين يوم 03 - 02 - 2012

كتب الصديق العزيز الدكتور الأديب والباحث والروائي المعروف عبدالله الشعيبي المقيم حالياً في شفيلد بالمملكة المتحدة مقالاً ناقداً في موقع التغيير، علق فيه على بعض كتاباتي في صحيفة «الجمهورية» وفيما يلي أهم مضامين المقال وردودي عليه: الشعيبي: لقد قمنا بإرسال هذه المقالة إلى صحيفة «الجمهورية» اليوسفية قبل أكثر من أسبوع، على اعتبار أنها تنشر سلسلة مقالات الصديق العزيز منير الماوري، ولكن كما يبدو أن اليوسفي المتربع على عرش «الجمهورية» لايريد أن يغضب الماوري، وأجد نفسي هنا مضطراً إلى نشر مقالتنا في بعض الصحف الإلكترونية، ومنها التغيير، ويؤسفني هنا القول إن رئيس الجمهورية اليوسفي قد نسى حقيقة حرية الرأي والرأي الآخر. الماوري: بل الأكثر دقة أن الأستاذ اليوسفي لا يريد أن يغضب قراء «الجمهورية» بتحويل الصحيفة كلها إلى ردود على مقالات كتاب الصحيفة، وقد نشر ما يكفي من الردود، من بينها تلك الرافضة قطعياً لآرائي، ولكن العرف الصحفي في النهاية يكفل نشر رد واحد على المقال الواحد، للحراك الواحد، وليس سيلاً من الردود يتجاوز عددها عدد فصائل الحراك. وصدقني يا صديقي لو أن «الجمهورية» تفتح باب الردود على مصراعيه لاحتاجت لصحيفة يومية أخرى مخصصة فقط للردود على كتابها، وأنت تستطيع أن تستنبط بنفسك حجم الردود المنشورة في كثير من المواقع، وليس المشكلة فقط في كثرتها بل أيضاً في خروجها عن السياق وتركيز أصحابها على شخص الكاتب بدلاً من أفكاره. الشعيبي: طالعت الحلقات الثلاث وما بعدها عن الفيدرالية والجنوب ولأول مرة أقرأ لمنير الماوري وأشعر بعدم الرغبة في استكمال قراءتها، بعد أن شعرت بأن كتابات الماوري قد تجاوزت حدود اللياقة التي كان يتمتع بها دوماً سواء في كتاباته أو في علاقاته، بل إنه يتناقض مع نفسه في الحلقات الثلاث الأولى عن بقية الحلقات بين معارض للفيدرالية على أساس إقليمين إلى مؤيد لفيدرالية من ثمانية أقاليم. الماوري: عند حديثك عن اللياقة يبدو أيها العزيز أنك تخلط بين ما قرأته في «الجمهورية» وما قرأته مترجماً عن «الجمهورية»، لمترجمين ومفسرين حراكيين مبتدئين، فهذه الصحيفة لا تنشر أي شيء خارج عن اللياقة، ثم إنك لم تحدد بالضبط أين كان الخروج عن اللياقة وكيف؟وأين التناقض في تفضيل فيدرالية الثمانية أقاليم على فيدرالية الإقليمين. الشعيبي: أعتقد أن تحميل مسؤولية فشل الوحدة للهارب البيض فيها افتراء واضح على الحقيقة، مع أن البيض جزء من المشكلة وليس كل المشكلة، وقد سمعت من الماوري قبل ذلك كلاماً يخالف ما كتبه في الحلقات الثلاث من أن صالح هو المسؤول الأول والأخير عن فشل الوحدة. الماوري: ومن قال إني برأت صالح من المسؤولية؟ فمازلت أعتقد وسأظل أعتقد أن صالح هو المسؤول الأول، ولكن ليس الأخير، فللبيض نصيبه من المسؤولية، وقد توقعت لهما الاثنين منذ عام 1993 مصيراً مخزياً سيؤدي إلى خروجهما من التاريخ من أضيق الأبواب بعد أن دخلاه من أوسع الأبواب. الشعيبي : أما عن عمالة البيض لأطراف إقليمية مقابل ثمن بخس( 10 ملايين دولار، ولا أعتقد أن البيض محتاج لهذا المبلغ) فهو لم يقل لنا عن الطرف الآخر الذي هرب للوحدة، وقد سمعت الماوري ذات يوم يتهم الطرفين بالهروب، ونجده اليوم يتناسى ذلك، وهو هنا يمنح صكوك الغفران والبراءة لبقية الهاربين والعملاء المرتبطين بأكثر من جهة خارجية وكم استلموا من مبالغ مقابل التنازل على مصالح الوطن، ولا ندري ما سبب ذلك؟. الماوري: عفواً عفواً يا دكتور عبدالله، رجاء قف هنا فأنت باحث قدير، وكيف تنقل عني ما لم أقل؟ وأين وجدت صك الغفران والبراءة في كلامي للطرف الآخر؟! يبدو أنك متأثر بما تقرأ في مواقع جفران الحراك ولم تقرأ المقالات ذاتها التي تنشرها «الجمهورية». أما العشرة ملايين دولار فأنا أعرف أن البيض لا يحتاج لها، ولكن جرحى الحراك منذ 2007 يحتاجونها ويطالبونه بجزء بسيط منها، أما هو فلديه مليار دولار يستثمرها حالياً باسماء أنجاله، ثمناً لمشروعه الفاشل، ولا يحتاج للمبالغ الزهيدة، وسوف نطالب بتجميد أمواله جنباً إلى جنب مع تجميد أموال صالح وأقاربه لاستعادتها في بناء اليمن الجديد. الشعيبي: تكلم الماوري عن أن اليمنيين جرّبوا التشطير والوحدة، ولكنه لم يقل لنا فيما إذا كانوا قد جربوا نظام الفيدرالية أو الدولة الاتحادية وفي أي زمن؟ ثم وما العيب في مناقشة أفكار أو مطالب شعب ما مثل الشعب الجنوبي؟. الماوري: وما الهدف برأيك أيها العزيز من كتابة خمس حلقات عن الفيدرالية ألا يعني ذلك الدعوة لتجريبها بل والترويج لها، ألم تقرأ في هذه الحلقات أية دعوة لتجريب الفيدرالية، ولكن بالشكل الصحيح، وتنبيه واضح إلى أن صالح أفرغ الوحدة والديمقراطية من مضمونهما، ولا يجب أن نسمح للعطاس أو غيره أن يفرغ الفيدرالية من مضمونها أو يحولها إلى مجرد سلم لفك الارتباط؟ يبدو أن قراءتك للتنبيه هو الذي لم يعجبك. الشعيبي : «تكلم الماوري عن الوحدة القسرية التي تمت في الجنوب بعد الاستقلال الوطني وأعتبرها تجربة غير سليمة ولكني أقول له: لو لم يكن الجنوب موحداً لما تمت الوحدة اليمنية التي تم اختطافها ومن ثم اغتيالها في رابعة النهار وعلى مسمع العالم أجمع»؟. الماوري: وأنا أقول لك يا دكتور لو كان الجنوب موحداً يوم دخل الوحدة لما تم اختطاف الجنوب والوحدة معاً، ولكن الوحدة تمت مع نصف المحافظات الجنوبية؛ لأن النصف الآخر أقصاه علي سالم البيض، والحرب اندلعت بمشاركة فعالة من ذلك النصف الآخر. أما حديثك عن الوحدة القسرية فهو متناقض فلا يوجد وحدة قسرية سليمة و أخرى غير سليمة، فدعونا من الانتقاء العاطفي وازدواجية المعايير في أحكامنا، فإما أن نرفض كل أنواع القسر الوحدوي، وإما أن نعمل على إصلاح نتائج القسر الوحدوي السابق والأسبق بالتوجه نحو المستقبل وليس العودة نحو الماضي. الشعيبي: لو أن الجنوبيين اختاروا الفيدرالية أو فك الارتباط وطالبت حضرموت بخصوصية الإقليم في الإطار الجنوبي فليس هناك من موانع تقف أمام خياراتهم ومطالبهم، ثم ما الذي يجعلنا نتحفز ونحتد ونعترض من خيارات الشعوب، مع أن حضرموت يا صديقي وعلى مر التاريخ كانت دولة ولم تحسب على اليمن؟ الماوري: ولماذا تفرض على حضرموت «الإطار الجنوبي» وترفض قولي «في إطار الوحدة»؟ ولماذا تعجبك وحدة 1967 القسرية مع حضرموت وتستفزك وحدة 1990 التي لم تكن قسرية مع صنعاء؟ فهل صنعاء أو ما تمثله صنعاء لم يكن دولة على مر التاريخ؟ ..
مع الأديب الدكتور عبدالله الشعيبي ( الجزء الثاني) الشعيبي: إن نظام الفيدرالية ليس إقصاء لأحد ولايتعارض مع النظام اللامركزي إلا في جانب أن مدة الفيدرالية تتطلب الاستفتاء على البقاء في الفيدرالية أو الوحدة بعد مدة زمنية أقصاها خمس سنوات، أم أن عضوية المجلس الوطني قد ضيقت الصدور وحجبت الحقيقة عن العقول؟. الماوري: عن أي حقيقة وعن أي عقول تتحدث، فلو كان هناك عقول لما نحن في ما نحن فيه اليوم، أما عضويتي في المجلس الوطني فأنا لا أتذكرها إلا عندما تذكّروني أنتم بها، ويبدو بالفعل أنها قد ضيّقت صدوركم وحجبت الحقيقية عن عقولكم، رغم أنها عضوية لم أبحث عنها ولن أبحث عن غيرها، ولولا عزوفي عن العضويات لما هاجمت الفساد الوحدوي والفساد الانفصالي والمشروع الحوثي العائلي والمشروع الصالحي العائلي، على حد سواء.. وأما ما تقوله عن الفيدرالية واللا مركزية فهو قولي قبل قولك، ولا يجب أن يكون الاستفتاء بعد خمس سنوات بل يجب الاستفتاء على الدستور الجديد الذي يتضمن الفيدرالية فور إقراره، وستظهر نتائجه في كل محافظة على الفور.. فنحن نرغب بمعرفة رأي حضرموت وشبوة وأبين والمهرة وعدن مثلما نعرف رأي الضالع ولحج. الشعيبي: حزنت كثيراً أن الماوري تعمد عدم ذكر من هم سنحان الجنوب وتناسى عمداً أيضاً دورهم في النضال الوطني من أجل الوحدة واليمن بشطريه قبل الوحدة، ومادام أنه تجاهل ذكر من هم سناحنة الجنوب، وهل هم في عهد الوحدة أم في عهد التشطير؟ نحن ممكن نحددهم بالتالي: سنحان الجنوب في زمن التشطير هم أبناء الضالع ويافع وردفان والصبيحة، مع أنهم لم يكونوا يملكون غير الحماسة والمسؤولية الوطنية وأما عن سنحان الجنوب في العهد الوحدوي فهم أبناء أبين... ستظل المعلومة ناقصة إن لم تقلها من دون خوف، ثم إن الرأي العام يعرف أين الحقيقة حتى لو حاول بعض الناس تزييفها؟ وهؤلاء السناحنة كلهم مخلصون في عملهم ونضالاتهم. الماوري: سنحان يا دكتور هي جزء لا يتجزأ من اليمن، ولو قرأت كتابي عن سيناريو سقوط النظام ستجد موضوعاً تحت عنوان «دفاعاً عن سنحان» كتبته في أوج جبروت علي عبدالله صالح، فنحن كنا ومازلنا ضد الحكم العائلي، ولكن لا يجب أن نحمل سنحان أو حاشد أخطاء علي عبدالله صالح، مثلما لا يجب أن نحمل أبين أخطاء عبدربه منصور هادي، ويجب أن نتذكر أن سنحان عندما كانت موحدة كنا موحدين، وعندما استأثرت أسرة واحدة في سنحان بالسلطة والثروة انتهى حكم سنحان، والأمر ينطبق على الجنوب أيضاً عندما كانت سنحان الثانية موحدة مع سنحان الثالثة كان الجميع موحدين، وعندما اختلفت الثانية مع الثالثة انتهى حكم الاثنتين، وإذا كان سناحنتكم مخلصين للوحدة واليمن بشطريه كما تقول فما هي المشكلة إذاً؟ ولماذا تطالب بفك الارتباط؟ ولكن كلامك هذا يذكرني بقصيدة أنا الانفصالي الوحدوي، أي أنكم تريدون الانفصال وفي ذات الوقت تصفون أنفسكم بالوحدويين، وهذه هي ثقافة علي عبدالله صالح الذي يعلن عدم ترشحه للرئاسة، ولكنه يريد الحفاظ على السلطة، ولهذا فإن «من يركب حصانين يفتلخ». الشعيبي: السؤال المطروح هو هل يمكن لأي نظام فيدرالي في اليمن من إقليمين أن يحل قضايا اليمن الملحة؟ ونحن سنجيب على قدر مفهومنا وتجاربنا: وما الخوف إذا جربنا هذا النظام بعد أن فشلت الأشكال السابقة؟ أم أن المشاركة في السلطة قد غيبت الحقيقة التي تقول: إن من مطالب الثورة الشبابية اليمنية هو تغيير النظام _ الشعب يريد إسقاط النظام _ والخوف أن بريق السلطة ولو جزء منها قد أنستنا هذا الشعار؟ نعم ياصديقي العزيز منير يمكن لليمن أن تتجاوز مشاكلها عبر قيام هذا النظام حتى تتأسس دولة النظام والقانون في كل إقليم أو في البلد كله، وإذا لم تحل المشاكل فلا يمكن لنا الاستمرار في نظام لا يحترم آدمية الإنسان، فكل الأشياء التي يقوم بها الإنسان من أمور دنيوية لن نعتبرها من المقدسات، ولا مقدسات غير كتاب الله (القرآن الكريم). ومتى كان نظامك السابق يحترم آدمية الإنسان كي تطالب بالعودة إليه؟ وإذا كنت حقاً مهتماً بالإنسان كما تزعم يا صديقي فأنا أيضاً إنسان وأحتاج أن تحترم آدميتي، فلماذا لا نناضل سوياً من أجل آدميتي وآدميتك، ألسنا كلنا من بني آدم؟ أم أنك بني آدم حضاري وأنا بني آدم غير حضاري؟ إنها ليست الآدمية يا صديقي ولكنه الحنين لقمع الآدمية، والإنسان الحضاري هو الذي يطالب باحترام حقوق الإنسان للجميع، والإنسان الأناني هو الذي يريد العودة لعصر القمع والسحل واللحس والإخفاء والمؤامرات. وأما ما تقول عن المشاركة في السلطة فهذا تعبير خاطئ، نأمل أن تلغيه ثورتنا الشبابية كي نتعود على تعبير المشاركة في المسؤولية؛ لأن كلمة المسؤول والمسؤولية تتضمنان المساءلة أما السلطة فلا تتضمن إلا التسلط الممقوت. الشعيبي : لست أدري فيما إذا كان بريق السلطة هو الذي غير من مواقفه، وهو كما كنا نراه أن السلطة هي التي يجب أن تسعى إليه، وليس هو من يسعى إليها، وهو كما آراؤه أكبر ممن يريد أن يتقرب منهم، بل هم من يجب أن يتقربوا إليه (الجنرال علي محسن والشيخ حميد الأحمر)، ولكن كما يبدو لنا أن حسابات الحقل والبيدر قد تعقدت عند صديقي الماوري، وليتني أكون مخطئاً. الماوري : وهنا تعود يا دكتور شعيبي لشخصنة المسألة وتقف في نفس الخط الذي يقف عليه علي عبدالله صالح في عدائك لحميد الأحمر وعلي محسن الأحمر، أما أنا فلم أذهب إلى أحد ولا أسعى إلى أحد، ولا أنتظر من أحد أن يسعى إليّ أو يتقرب مني. وأظن أنك تحشر هذين الاسمين حشراً خارج سياق الموضوع، مع أنك تعلم وأنا أعلم أنهما قدما عن طريق شخصيات جنوبية أنت تعرفها وأنا أعرفها كل أنواع الدعم للحراك الجنوبي منذ انطلاقته الأولى في 2007 أكثر بكثير مما قدمه صاحباك البيض والعطاس، وإن كنت لا تعلم فسوف تكشف لك الأيام أنها قد دارت، وأن علي عبدالله صالح حالياً يقدم الدعم للحراك الجنوبي أكثر مما يقدم له البيض والعطاس؛ لأن صالح والحراك أصبح لهما هدف واحد ومصيرهما واحد، أما حكاية التقرب فمن يتقرب للثورة اليمنية فهو صديقي ومن يعادي الثورة اليمنية فهو خصمي بغض النظر من يكون. الشعيبي: لست معنياً بردود الآخرين على الصديق الماوري بل بشعوري الخاص تجاه ما كتبه مؤخراً بعنوان: «اليمن وخيار الفيدرالية»، وأتمنى ألا يكون ما كتبه رد فعل على موقف شخصي حصل له تعارض مع موقف بعض من الأشخاص محسوبين على الحراك الجنوبي، فهو كما عرفناه مدافع عن الحراك والقضية الجنوبية وقضايا الشعوب الغلبانة والمضطهدة، ويبدو أن الماوري لا يرى اضطهاداً ولا ظلماً على أبناء المحافظات الجنوبية، وأتمنى أن أكون غير موفق في وصفي هذا؟. الماوري: الحراك يا دكتور عبدالله أولاً وأخيراً هو أشخاص، وإذا كان هؤلاء الأشخاص يتخذون خطاباً عنصرياً لتحقير الآخر والإساءة إلى آدميته فلا تتوقع مني أن أكون إلى جانبهم أو أن أعجب بخطابهم العنصري التنفيري.. هم يعتقدون أن خطابهم التنفيري يخدم القضية، ولكني أعتقد أنه يضرها، وقد دافعت وسأظل أدافع عن القضية الجنوبية و القضايا الإنسانية والشعوب الغلبانة، ولكني أعتقد - وهذا حقي - أننا شعب غلبان واحد، ولسنا شعبين غلبانين، وإذا كنت أنت تعتقد غير ذلك فتحمل مسؤولية قضيتك بنفسك، ولا تطلب مني أن أتعاطف مع قضيتك، بل لا تتوقع من أي كائن إنساني في العالم أن يتعاطف مع خطة لتمزيق أي شعب من الشعوب. الشعيبي: للصديق العزيز منير الماوري الذي نقدر ونعجب بكتاباته ندعوه إلى أن يتجنب ردود الفعل الخاصة عندما ينوي الكتابة عن موضوع ما بل ويتجاوز الشخصنة كما فعلها في الحلقات الثلاث وقبلها مقالته عن (شيعية تعز)، الاختلاف لا يفسد للود أي قضية. الماوري: للصديق الشعيبي أقول هذه النصيحة ذاتها تلقيتها قبل عشر سنوات أو أكثر في تعليق على كتاباتي عن علي عبدالله صالح، وقيل لي وقتها ابعد عن الشخصنة فما دخل الرئيس في الفساد والاستبداد، فكان ردي بل هذا هو الشخص المسؤول، ويجب أن نسمي الأشياء بأسمائها بدلاً من الهروب والتخفي. وأرجو ألا تستقي معلوماتك من شيعة تعز؛ لأني لم أشخصن قضيتهم لسبب بسيط هو أني لم أذكر أسماءهم، ولكن ربما أنك تعرفهم أكثر مما أعرفهم، أما فك الارتباط فلا يمكن أن تذكره دون أن تعرج على البيض صاحب حق الاختراع، وأما فيدرالية الخمس سنوات فلا يمكن أن تذكرها دون الإشارة إلى صاحبها العطاس؛ لأن هذا ضمن الحقوق الفكرية له. وأخيراً كان عنوان المقال: «ما هكذا يا منير ياماوري يتم التطلع إلى القمر أو النجوم». التعليق : إنى لا أرى نجوماً ولا أقماراً منيرة بل خليط من أفكار عنصرية ومشاريع أنانية ستظل محل ازدراء العالم، إلى أن يستفيق أصحابها من ظلمة الماضي الكئيب.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.