إن المتابع للإحداث المتسارعة على الساحة اليمنية سيرى أن عيون جميع اليمنيين تترقب الحدث القادم الأبرز والأكبر ألا وهو الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تأتي كاستحقاق ثوري فرضته الثورة الشبابية الشعبية ستطوي والى الأبد صفحة سوداء من تاريخ اليمن المعاصر . وبطبيعة الحال كل ما تبقى من رموز النظام الفاسد وأدواته تعمل ليل نهار وتستخدم أخر ما في جعبتها من سهام في محاولات مستميتة لوقف عجلة التاريخ ومنع التحول الحضاري والتغيير القادم ومنع الاستحقاق الثوري في 21 فبراير , لذلك نسمع كل يوم عن محاولات لافتعال المشاكل وإثارة الفوضى هنا وهناك , إعدام آل نهشل الشرفاء , أنصار الشريعة في أبين وذمار , تازيم الأوضاع في تعز , تفجير أنبوب النفط في مأرب , وضع العراقيل أمام حكومة الوفاق , تأخير عمل اللجنة العسكرية , محاولة اغتيال وزير الإعلام , إطلاق الرصاص على منزل النائب ... الخ , كلها حرائق يتم إشعالها لإغراق البلد في مستنقع الفوضى ولإعطاء صورة بعدم إمكانية إجراء الانتخابات في موعدها المحدد لان الوضع غير آمن والأمور خارج السيطرة .ومن الأوراق التي يلعب بها بقايا النظام ورقة الانفصال والقضية الجنوبية ومحاولة تفجير الأوضاع الأمنية في محافظة عدن لما تمثله المحافظة من أهمية كبيرة ومحورية , لان نجاح الانتخابات في عدن والمحافظات الجنوبية يعطي دلالات عميقة بان الجنوب مع ثورة التغيير وانه لا يمكن أن يتخلى يوما عن انتمائه الحضاري والتاريخي لليمن الكبير . لذلك يعمل النظام على استغلال الظاهرة الصوتية التي تسمى الحراك الجنوبي وهو ما ظهر جليا يوم الجمعة 3 فبراير , حيث أن المتفحص لما وراء السطور سيصل إلى هذه النتيجة أن لا شيء اسمه الحراك الجنوبي السلمي الذي ظهر في 2007 , لان كل الموجودين على الساحة في عدن هم مجموعة من المأجورين والبلاطجة والمرتزقة الذين يديرهم الأمن القومي ويرفعون لافتة القضية الجنوبية أوجدهم النظام وعمل على تزويدهم بالمال والسلاح وأطلق أيديهم للعبث بمحافظة عدن ونشر الفوضى وتهديد السلم الاجتماعي بتواطؤ فاضح مع البيض وهو ما دفع بالعميد النوبة إلى اتهام من قاموا بإطلاق الرصاص والغازات الخانقة والمسيلة للدموع على المسيرة السلمية لشباب الثورة في المعلا بأنهم يتبعون ل علي سالم البيض , وهو ما أكده أيضا العميد ناصر الطويل أمين عام الحراك في عدن عندما قال إننا لم نعلن عن فعالية ولم يدعونا إليها احد في يوم 3فبراير في المعلا . إن هؤلاء المأجورين الذين قاموا بهذا العمل ألدني ضد المسيرة السلمية لشباب الثورة هم أمراء عصابات صنعهم النظام تشبه إلى حد كبير عصابات المافيا التي ظهرت في ايطاليا في بداية القرن العشرين ويمكن أن يتحولوا إلى أمراء حرب إذا لم يتم التنبه إلى خطرهم ووقوف كل أبناء عدن بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم ومنظماتهم المدنية والشبابية والشعبية وفي مقدمتهم أصحاب الحراك الجنوبي السلمي الحقيقي - الذي شوه هؤلاء قضيتهم العادلة وسرقوها منهم - في وجوههم , فبدل الحديث عن سرقة الثورة يجب التنبه إلى سرقة القضية الجنوبية وان يسارع أصحاب القضية الحقيقيون إلى إدانة كل الأفعال المشينة التي يقوم بها هؤلاء المرتزقة وخاصة ما ارتكبوه من حماقات وتعدي على مسيرة الجمعة في المعلا لشباب الثورة.