لقد صدمت مثل غيري من أبناء عدن عندما سمعنا بالخبر المهول والمفجع الذي مفاده قيام مجاميع مسلحة تنتمي للحراك الجنوبي باقتحام مخيم شباب الثورة بكريتر وإحراق خيام المعتصمين وتدمير وسرقة محتويات الساحة من أجهزة إضاءة ومكبرات الصوت كانت موجودة هناك , هرعت مسرعا إلى ساحة التغيير مثل غيري المئات من أبناء عدن الذين تقاطروا على المكان من كل المديريات , لأرى بأم عيني أبشع منظر رايته منذ اندلاع الثورة في نفس هذا اليوم من العام الماضي , رأيت النيران وهي تلتهم خيام المعتصمين السلميين من خيرة شباب عدن شباب الثورة وأبطال الحرية , ورأيت مجاميع هنا وهناك منتشرة حول الساحة تحمل أعلام التشطير وبعضهم ملثمون يحملون السلاح , والبعض يرقص حول النار والخيام المحترقة فرحا بما يعتقد انه حققه من انتصار لقضيته الجنوبية بهذا العمل الهستيري الملعون المدان من كل أبناء عدن والجنوب. وأنا أراقب هذا المشهد المخزي والمحزن معا , أدركت تماماً أن القضية الجنوبية العادلة التي حملها رجال شرفاء قد التهمتها النيران التي أحرقت خيام الشباب , مثلما التهمت النيران التي أحرقت خيام المعتصمين في تعز نظام صالح وأعوانه إلى الأبد. لا يمكن أبداً لمن يقوم بهذه الأعمال الإجرامية أن يحمل قضية أو ينادي بالحرية فالحر لا يعادي الأحرار وصاحب القضية الثائر لا يمكن أن يحارب الثوار, الذين يقومون بهذه الأعمال ينتمون إلى عالم الجريمة ينتمون إلى عالم الفوضى والضياع , لا يمكن أن تكون هذه أخلاق أبناء عدن , لا يمكن أن تكون هذه قيم الثوار الذين يملكون قضية عادلة يناضلون من اجلها منذ خمس سنوات . إن الأمر قد تجلى لكل ذي عقل وبصيرة وضوء النهار لا يحتاج إلى برهان, إما أن يهبوا أصحاب القضية الحقيقيون ويعودوا لتبني قضيتهم وينتزعوها من أيدي الأطفال العابثين والمارقين والمافونين ويدينوا هذا العمل الإجرامي الجبان بحق شباب الثورة وأبناء عدن الأبطال , وإما أن القضية الجنوبية قد عبث بها العابثون وأصبحت كرماد تذروه الرياح , فقد التهمتها نيران خيام شباب الحرية ولعنات كل أبناء عدن على من ارتكب هذا الفعل المشين في قلب عدن كريتر الثورة.