يقول صاحب صحيفة السلام الشيخ المجاهد عبدالله علي الحكيمي في العدد(12)منها المؤرخ في 26ربيع الثاني 1368هجريه 24 فبراير 1949م_وهي الصحيفة العربية الأولى في بريطانيا_وتحت عنوان _المقالة _ (( نداء للطلبة العدنيين في بريطانيا حيث يعلن بأنهم في الصحيفة مستعدون لمساعدتكم عند اللزوم....وباذلون أنفسنا لخدمتكم فوافونا بعناوينكم لنكون كهمزة وصل بينكم وبين أهليكم إخوانكم و مواطنيكم في المهجر والوطن...و نرجوا أن تطلعونا على الفنون التي يتخصص بها كل طالب منكم ومن نجح في امتحان الدراسية )).
ويستطرد قائلاً:- وبصفتي من مواطني عدن فأنا أحب له الخير بجميع أنواعه وأكره الشر بجميع أنواعه وأرى لزاماً علي الاهتمام بالقضايا العدنية مهما كان نوعها ومهما أختلف أسبابها.وأن ديناً على عواتقنا لهذا الشعب الكريم وأهله الكرام لا تبرأ ذمة أحدنا إلا بالوفاء به,,وكل أمر يهم عدن فهو يهمنا.
ثم هل ينكر أو يجهل ما لعدن الصغيرة الضيقة من فضل وأيادٍ بيضاء لم يكن مثلها لمملكة واسعة الأرجاء طويلة الأذيال.
فعدن هي التي أوت المشردين وعطفت على المنكوبين وأمنت الخائفين وواست بكريم مالها اليتامى من أيادٍ على أولئك البوساء الذين ضاقت بهم أوطانهم ولفظتهم يهيمون في مجاهل هذا العالم ولم تترك لهم فيها متسعاً وكأنهم لا نصير لهم فيها.
ثم كم وكم لعدن من صنيع على أولئك الوفود الهائمين بسفرهم والذين لم تحدد مسافة قصرهم بعد,ثم هم تائهون لا يعرفون إلى أي جهة من زوايا العالم ينتهي سفرهم ويقربهم قرارهم,وإذا كانت البلدان العربية مع سعتها وكبرها قد أوت المشردين والمنكوبين من عرب فلسطين وواستهم وعطفت عليهم ...فلا عجب إن عدن الذي لا تبلغ مساحته مائه وعشرون كيلومتراً مربعاً قد أوى عشرات الألوف من أولئك المشردين الهائمين الذين لا يدرون إلى أين يذهبون وتحت أي سماء يحلون , ولكن سماء عدن هو الذي حتى عليهم وأرسى سفينتهم تحته وفوق أرضه الضيقة.
وبعد يا عدن كل يدٍ تبذل في سبيلك فإن يدك هي العليا عليها ,فأنت أنت السابق بالفضل وأنت أنت البادئ بالمكارم والبادئ أكرم.