بعيدًا عن المزايدات وعن النظرات والمصالح الضيقة سواء للأحزاب أو الكيانات أو الأشخاص وحتى لا نكرر الأخطاء السابقة فأننا نحن الجنوبيين و بغض النظر عن انتماءاتنا السياسية أو ماضينا السياسي سواء كان سلبًا أم إيجابًا فإننا بحاجة اليوم وقبل فوات الأوان إلى أن نفتح قلوبنا وعقولنا وآذاننا وصدورنا لبعضنا البعض؛ لكي لا يأتي يوم نلوم فيه أنفسنا ولسان الحال يقول ” ألا إني أُكلتُ يومَ أُكلَ الثورُ الأبيضُ ". إن توجيه النقد اللاذع والنصائح الجارحة والأسلوب الأرعن في النقاش أو الحوار وتسفيه الأحلام والتشكيك في النوايا وإلصاق التهم الملفقة وتبني نظرية المؤامرة ضد الأشخاص أو الهيئات المعارضة لفكرة معينة يعتبر وسيلة تدميرية للنسيج الوطني والاجتماعي والبنيوي الجنوبي قبل النسيج السياسي, فلا داعي أن نجرب المجرب أو نكرر المكرر, وتغيير السلوك السياسي أمر في غاية الأهمية؛ لكي نضع اللبنات الأولى للجنوب وحل قضيته العادلة برؤية عصرية مشرقة ونفوس أبية شامخة ونظرة مستقبلية مشرقة. كما أن نبش الماضي وسطوع الخلافات القديمة وصراع الأجنحة يعتبر موقف سلبي يضر بالجنوب وقضيته العادلة ومن خلال ذلك يجب أن تكون الأمور فيها من الوسطية والاعتدال المساحة الأكبر والأغلب دون إفراط أو تفريط ويجب أن ندرك جميعًا أن الجنوب هو وطن للجميع وليس لفئة من الناس أو لحزب من الأحزاب أو لجماعة من الجماعات ولتكن قلوبنا كبيرة بحجم هذا الوطن ؛ لأنه وطن للجميع وليس مزرعة خاصة بأحدنا يعمل فيها ما يشاء .. قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه : "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ". يجب أن ندرك جميعًا أن هناك متغيرات جمة حصلت وحدثت نلامسها من خلال الواقع المعاش وأن القرن الواحد والعشرين الذي نعيشه قد حدثت فيه تغيرات كبرى وتحولات نوعية, وأن عجلة التغيير الكوني قد دارت فلنتفق على إدارة الحاضر بفقهه ومتطلباته وتداعياته وليس بعقلية الماضي التي فشلت فشلاً ذريعًا وأكبر دليل على فشلها هو ما نعيشه اليوم من محنة ونكبة وويلات, وإذا لم نقبل ببعضنا البعض ونحن مطاردون ومنهوبون ومظلومون ومهمشون فمن الصعوبة بمكان أن نقبل بأنفسنا عندما يتقرر مصير الجنوب مستقبلا وستتكرر المأساة من جديد وسيشد الرحال إلى خارج الوطن وسنبدأ من حيث انتهينا. إن المؤشرات الموجودة اليوم للأسف الشديد تثير المخاوف وتبعث القلق وتستدعي المعالجة السريعة والتفاهم الجاد ووضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل مصلحة .