يجب تسجيل الاعتراف هنا إننا خذلنا "لودر" ولم نمنحها ما تستحق من تضامن ودعم ومساندة في أدنى صورها المعنوية والتي لها اثر ايجابي ربما لم ندرك قيمته إلا متأخرين. خذلاننا ل"لودر" لا يتوقف عند الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة و المناطق المحيطة بها، بل ربما ارتبط بكثير من المواقف والأحداث التي صنعتها هذه القطعة الجغرافية في اكثر من مناسبة. تحتفظ الذاكرة الجمعية الجنوبية خلال الفترة الماضية بمواقف مشرفة لأبناء هذه المنطقة، فحين ضاق الخناق على المناطق التي مثلت الحاضن الرئيس للحراك الجنوبي في منتصف عام 2008م، كانت "لودر" تنتفض حاملة اللواء، رافضة ان تنطفئ شعلة الحراك، فتحولت الى ساحة للفعاليات والمهرجانات المختلفة، متناوبة مع غيرها من مناطق ما يعرف ب"المنطقة الوسطى"، ويحتفظ التاريخ ل"لودر" بأنها صاحبة السبق في إحياء يوم "الأسير الجنوبي" وأنها هي من صنع هذا اليوم وأختار التسمية. حين تصاعدت رياح التباينات والاختلافات بين نشطاء الحراك الجنوبي، وتناسلت مكوناتهم وهيئاتهم، كانت لودر متماسكة في هيئة واحدة حتى 12 ديسمبر 2010، قبل ان تصل اليها ايادي "عشاق التفرقة" وتعمل على تفكيك تلك الهيئة وتناسلها. غير هذا فإن ما حققته لجان المقاومة الشعبية من نصر مؤزر وحفاظها على المدينة من السقوط بأيدي انصار الشريعة يعد الأروع في تاريخها، ورسالة قوية مفادها ان المجتمع يستطيع ان يحقق انتصارات متعددة متى كانت صفوفه متراصة خلف هدف واحد وقضية واحدة. وان ما قامت به لودر واهلها لم يكن من اجلهم فقط، وإنما دفاعاً عن حقوق الإنسان في العيش بكرامة وسلام. ومن اجل ذلك ظهروا كالبنيان المرصوص وتصدوا لمهمة هي من صلب مهام الدولة وفق المقاصد الاساسية لظهور الدولة في المجتمعات، والمتمثلة بحفظ امن المواطن وسلامته الشخصية وحقه في العيش بكرامة وامان. هناك من يريد ان يسلب ابناء لودر احقيتهم في انتصارهم من خلال تجييره لقوى أخرى، بينما الكل يدرك انه لم يكن للقوات المسلحة بتشكيلاتها المختلفة ان تحقق هذا النصر لولا الوقفة البطولية لأبناء لودر الذين قدموا التضحيات المتعددة للحفاظ على كرامتهم وصوناً لمدينتهم التي يعشقونها كثيراً، وشواهد ضعف تلك القوات بعدتها وعتادها تتجلى في اكثر من منطقة ومدينة. ما تحقق في لودر يستدعي الحفاظ عليه وعدم الركون الى نتائجه فقط، وذلك من خلال قيام السلطات المحلية والأمنية في المديرية والمحافظة بواجبها والحذر من انتكاسة مفاجئة قد تحدث على حين غرة. وصدق الشاعر الذي لا أعرف اسمه حين قال: لودر دفاء جنبك وزاره حزمتك... حتى ولو كنا في العده قلال. عاجل لهيئات الحراك الجنوبي: تتسع رقعة العنف في الجنوب، فالأعتداء على فعاليات سلمية تنظمها مكونات سياسية وشبابية واجتماعية من قبل بعض "نشطاء الحراك الجنوبي" يعد ابرز صور العنف، ولن يكون أخرها ما حدث يوم الثلاثاء الماضي في عدن وشبوه. ما يحدث يتطلب من هيئات ومكونات الحراك الجنوبي المختلفة الخروج من المنطقة الرمادية وتحديد موقفها الصريح منه، بدلاً من ممارسة صمت يحسبه الكثيرون تواطئ فاضح!!