استشهاد البطل اللواء سالم علي قطن جريمة سيظل النظر فيها مفتوحا الى ان يحين الوقت المناسب . سياتي حتما ذلك اليوم الذي سينال فيه المجرم جزائه . ان استشهاد قطن فاجعة لنا جميعا اهل واصدقاء وزملاء . لقد ضرب الشهيد رؤوس الارهاب في الجنوب ضربات موجعة من خلال اصراره الواعي على اقتلاع الارهاب ووقف شامخاً متحديا جحافل الارهاب . ومالم يعرفه الكثير من الناس عن الشهيد هو قناعته واصراره على المضي وبخطى ثابته وبشجاعة القائد العسكري الواثق من السير على طريق الاستشهاد . ان الدور الهام الذي لعبه والمهام الكبيرة التي انجزها منذ توليه قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في 01 مارس 2012 م وخلال تلك الفترة القصيرة جدا بقياس الزمن إلا انه تمكن وبجدارة من انجاز مهام كبيرة تفوق كل التصورات في جوانب عديدة من العمل العسكري العلمي المخطط في ظل موروث مركب تتداخل فيه كثير من المعوقات التي قصد بها تاسيس عوامل فشل القائد القادم الى المنطقة العسكرية الجنوبية لتسلم القيادة من قائد سابق للمنطقة, قد كان هناك تعمد في وضع عقبات وعراقيل لثنيه عن انجاز واجبه ومهامه العسكرية ولكن التراكم التربوي والثقافي والعلمي وايمانه بعدالة المهمة ضد من شردوا اهله في محافظة ابين , ان تسلحه بتلك القيم التي مكنته من المضى بثقة وتصميم فارضا خطة الاعداد والتدريب واستكمال القوات لتكون في مستوى التحدي الكبير وقد عمل على اضعاف المليشيات بشكل متوازي من خلال اعداد القوات وفي نفس الوقت ايقاف استنزاف احتياطات المنطقة العسكرية الجنوبية التي كانت تجد طريقها الى المليشيات المسلحة حيث قام بقطع الطرقات التي كانت تستخدم لتوصيل الامدادت الى المليشيات المسلحة في زنجبار وجعار , وقد كان لهذا الاجراء الهام والجريُ الذي اتخذه الشهيد فوائده على قوات المنطقة العسكرية الجنوبية وتاثيراته السلبية المباشرة على قدرات المليشيات المسلحة التي خسرت مصدر هام من مصادر امدادها . ان ذلك الاجراء واحدا من الاجراءات الي أسست لحيثيات قرار ارتكاب الجريمة بحق الشهيد , كما قد كانت خطة قائد المنطقة الجنوبية الشهيد قطن التي وضعها وفقا وحسابات دقيقة اخذا في الحسبان احتمالات بروز جيوب عسكرية لسنا بصددها هنا والتي قد تتحول الى ثغرات يمكن ان تحدث اضراراً عسكرية تعيق تحقيق هدف العملية العسكرية .إن تلك الخطة قد ضاعفت من هستيريا الارهاب وكانت الدافع المباشر لارتكاب جريمتهم, وكما قد كان لدوره الشخصي الحاضر في السيطرة وادارة العمليات العسكرية التي اتصفت بالحسم والجدية والمسئولية والبديهية في تقدير المواقف سريعة التغيير واتخاذ القرارات في الاوقات المناسبة , وتطوير النجاحات المحققة بفكر علمي والوصول الى مناطق المهام وتحقيق الاهداف , ان النجاحات التي تحققت اثناء قيادة الشهيد للمنطقة الجنوبية وخاصة الضربة الموجعة التي تلقتها القيادة السياسية والعسكرية للمليشيات المسلحة وبقية المهام التي انجزها وبجدارة كانت السبب الرئيسي لقرار صانعي الارهاب في اليمن ,بعد ان ايقنوا ان بقاء الشهيد لن يسمح لهم استدعاء المليشيات مرة اخرى الى ابين وتحديدا (زنجبار وجعار ) وان اللواء قطن يشكل عقبة امام تنفيذ مشاريعهم . وخاصة ان الشهيد كان يعلم ان تلك المليشيات لم تنزل من السماء او تعمل لدولة خارجية معادية ,و كان يدرك ايضا انها هي صناعة محلية وبالتالي لابد ان تكون النجاحات التي تحققت منذ ان اسندت اليه مهمة قيادة المنطقة الجنوبية سوف تجعل صناعة المليشيات المسلحة , صناعة فاشلة وخاسرة وتقود الى فرض عقوبات وهزائم وتشهير بصناعة وصانعي الارهاب في اليمن الامر الذي جعلهم في حل من الاخلاق و بقية القيم الانسانية التي سمحت لهم ارتكاب جريمتهم الدنيئة والبشعة.. .ان الشهيد قطن لم يكن اول من عين قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية لقد سبقته قيادات تولت قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في ظل تواجد المليشيات المسلحة في زنجبار وجعار, ولكن لم نسمع عن عمل اجرامي كان قد استهدف تلك القيادات مما يسمح بوضع كثير من علامات الاستفهام حول انتقاء الارهاب للقيادات العسكرية الجنوبية فقط أمثال الشهيد العقيد عبدالله احمد الثريا والشهيد العقيد محمد عوض الجبواني وعدد اخر من الشهداء من جميع محافظات الجنوب . اذا كان الشهيد سالم علي قطن قد مضى متحديا اعداء الحياة فهو قد مهد لنهاية مخزية وقريبة لقوى الظلام التي سوف يكون العقاب لها بحجم خسارتنا وافتقادنا لرجل مشهود له بالشجاعة والتحلي بكل القيم الانسانية النبيلة . ندعو له الله سبحانه تعالى ان يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم اهله وذويه ويلهمنا معهم الصبر والسلون