كان صباح يوم مشؤوم وحزين الاثنين 18 / 6 / 2012م عندما تلقيت نبأ الحادث الاجرامي والخسيس الذي استهدف حياة الاخ العزيز والمناضل الشهيد البطل اللواء ركن سالم علي قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية قائد اللواء (31) مدرع من قبل انتحاري مجرم في منطقة المنصورة بمحافظة عدن الباسلة التي رويت بدماء قطن الطاهرة. وشاء المولى القدير ان يستشهد اللواء سالم قطن على تراب عدن التي احبها وعاش فيها طويلا واقسم اليمين على عدم تمكين الارهاب من المساس بها خلال توليه لمسؤوليته الجسيمة قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية. والجميع يتذكر جيدا المسؤولية والثقة الكبيرة التي اسندتها القيادة السياسية للشهيد سالم قطن وفي مقدمتها تحرير ابين من العناصر الارهابية التي استولت على مقاليد الامور فيها.. وفرضت سيطرتها الكاملة على ابين لاكثر من عام وأعلنت اقامة ولايتها الاسلامية هناك وعزمها على توسيع سيطرتها على المناطق والمحافظات المجاورة لابين وفي مقدمتها محافظة عدن. ووفقا للقرار السياسي الحازم المتمثل بتوجيهات المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة لقائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء ركن سالم علي قطن رحمه الله فقد اعد خطة عسكرية محكمة لطرد عناصر الارهاب من ابين والمناطق المجاورة لها، رغم الظروف والصعوبات والتعقيدات المختلفة بسبب الانشقاقات التي حدثت في عدد من الوحدات العسكرية والأمنية جراء الازمة السياسية.. وفي اقل من ستين يوما تمكن من اعداد العدة والعتاد وتحديد الاهداف للوحدات العسكرية والأمنية والى جانبهم رجال اللجان الشعبية صوب دحر واجتثاث العناصر الارهابية المسلحة باحدث الاسلحة الثقيلة والمتوسطة، ابتداء من مدينة لودر وصولا للمخزن وزنجبار وجعار وشقرة، وبتصفية اوكارهم في المناطق المحاذية لابين ومن كافة الطرقات في عملية نوعية سميت بالسيوف الذهبية قادها ميدانيا باقتدار اللواء ركن سالم قطن واستطاع ابطال القوات المسلحة ان يحققوا نصرا باهرا رغم الاحباط الذي كانوا يعانونه بسبب استشهاد العديد من زملائهم المرابطين في منطقة المخزن والحرور عند مهاجمة الارهابيين لمواقعهم. وقد استطاع الشهيد البطل اللواء ركن سالم علي قطن ان يزيل حالات الاحباط واليأس بين صفوف مؤسساتنا الدفاعية والأمنية الناتجة عن سيطرة الارهابيين لاكثر من عام على ابين.. وبقيادته الشجاعة لمعركة تحرير ابين اعاد الاعتبار لجيشنا الباسل.. وزرع الابتسامة في وجوه النازحين من ابين.. والسلامة لربوع الوطن وكسر مزاعم جبروت سيطرة الارهابيين على اجزاء من يمننا الغالي، مؤكدا بذلك ان الجمهورية اليمنية لا يمكن لها ان تكون ملاذا آمنا لجرائمهم المخالفة لشريعتنا الاسلامية ولحضاراتنا. لقد كان الشهيد اللواء سالم قطن صخرة متينة عجز الإرهاب واعداء الوطن عن اجتيازها بمختلف مراحل حياته العسكرية والوطنية.. متصديا لهم بشجاعته المشهود لها، وعرف بمهنية عمله العسكري والتواضع والاخلاص والنزاهة وتميز بوطنيته وبشخصيته الفذة.. وكان في مقدمة صفوف افراده وضباطه ويقول لهم اتبعوني عند تنفيذه لمهامه العسكرية ولم يقف خلفهم مؤمنا بمشيئة الله وقدره بكل خطواته واعماله الجسيمة. لقد تحمل الشهيد البطل اللواء سالم علي قطن قيادة المنطقة العسكرية الجنوبية في لحظة حرجة يمكن لاي قائد التردد في قبول تلك المسؤولية الجسيمة من خلال سيطرة القاعدة على ابين وتهديدها المتكرر باجتياح عدن ولحج وانهيار معنويات المقاتلين الذين تعرضوا لجرائم القتل والذبح بظروف غامضة وتحمل القائد قطن المسؤولية وجاء للمنطقة العسكرية الجنوبية يحمل معه ثقافة الاخلاص للوطن واعطى الاولوية لمهمته الوطنية في تحرير ابين البطلة من براثن عناصر الارهاب العابثين بارواح الابرياء والممتلكات الخاصة والعامة وبعزيمة الرجال والى جانبه كل المخلصين من العسكريين والمواطنين الشرفاء استطاع تطهير ابين لينهي معاناة ابنائها ونسائها واطفالها وشيوخها من القوى الظلامية. اعذرني ايها الشهيد البطل ان لم استطع ان اسرد الكثير من صفاتكم ولكني وببساطة اقول: لقد جمعت خلال مراحل حياتك النضالية كل صفات الرجولة والبساطة ورجاحة العقل ونظافة اليد واللسان وفنون الادارة والقيادة العسكرية.. وسيظل اسمكم محفورا في ذاكرة التاريخ الوطني ولن ننساك ابدا.. ونم قرير العين برحاب المولى القدير مع الشهداء الابرار في جنة الخلد. ولا نامت أعين الجبناء. * نائب وزير الداخلية