أستهل بداية موضوعي بهذا الحديث الشريف (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) حيث وأن لكل بيت أسرة له رب أسرة، ولكل محافظة أو إدارة عامة يكون لها محافظاً أو مديراً مسؤولاً يراعي فيها مصالح البلاد والعباد. ولاشك هناك سلوكيات إدارية سلبية مورست في السابق وكانت وراء سبب نهب العديد من المرافق العامة في عدن، وضياع حقوق وممتلكات الكثير من أبناء المحافظة الذين تم حرمانهم وسلبهم من أراضيهم ومبانيهم.
ولكني في هذا الصدد أود الإشارة إلى مبنى الإدارة المحلية والبلدية العامة في مديرية "الشيخ عثمان" الذي تعرض مع بداية الثورة الشبابية إلى التدمير والحرق ونهب محتوياته، بعد أن تناهى إلى مسامعنا أن مكتب محافظة عدن وجه مؤخراً تعليمات لعدد من الوسطاء للبحث عن مواقع شاغرة سيتم استئجارها لصالح مكاتب الإدارة المحلية وعمال البلدية في مديرية "الشيخ عثمان" في الوقت الذي لا يحتاج فيه مبناها القديم، سوى إجراء بعض أعمال الصيانة والترميم ليستعيد وظائفه السابقة، بدلاً من تبديد وإهدار المال العام في غير صالحه.
وأتساءل أيها المحافظ الجديد، هل يرضيك أن تعمل مكاتب الإدارة المحلية في مديرية "الشيخ عثمان" في مبنى مؤجر، ونترك مبناها القديم الذي أصبح الآن من المباني الأثرية في المديرية أمام مطامع المتنفذين الذين يسعون إلى الاستحواذ عليه، كما حدث لمبنى الشرطة القديم الذي يعود تاريخ بناءه إلى أكثر من قرن، أم أن المسألة بحسب ما نتصورها تندرج ضمن صفقات غامضة في سبيل مواصلة مسلسل بيع وصرف ما تبقى من مباني أثرية ومنشات حكومية عتيقة في عدن لصالح أولئك المتنفذين، ونسف ما تبقى من معالم المدينة وطمس هويتها التاريخية.
إننا نخشى أيها المحافظ، أن نكون حالياً بصدد الإقبال على مرحلة فساد من نوع جديد، والذي صار بموجبه من أكبر إلى أصغر المسؤولين فسادا في محافظة عدن يمتلكون أراضي ويتاجرون بها، ويضخون أرصدة كبيرة وكثيرة إلى خزائنهم الخاصة، بعد أن سعوا في السابق إلى استلاب ملاعب ومتنفسات الأطفال في هذه المديرية، واليوم يركزون على مبانيها العتيقة!.
نحنُ نريد أن تكون هناك شفافية في عملكم وتوضيح الإجراء الأخير الذي قمتم به، وبطريقة مقنعة ومنطقية مع وضع النقاط على الحروف، وتقولوا لنا هل نحنُ حقاً نسير في طريق الإصلاح السياسي والإداري، أم إننا أصبحنا أمام مرحلة قد تعجل بنا في السقوط إلى الهاوية!.
ولا ننسى في تذكيركم بأن ساحات شباب التغيير الذين خرجوا ينشدون التصحيح والإصلاح، مازالوا يتواجدون في كل مديرية ومحافظة، وهم في انتظار نتائج الإصلاحات التي يطالبونكم على سرعة إنجازها، بدلاً من إضاعة الوقت وإهدار المال العام لصالح مشاريع مؤقتة تقوم على حساب تبديد وتدمير ما تبقى من مرافق ومباني عدن العامة!.