في أي بلد ماء لا يمكن أن تسير عجلة التنمية إلى الإمام ما لم توجد هناك بيئة ملائمة يسودها الأمن والاستقرار , وهذا ما نشاهده اليوم في محافظة أبين التي عانت من الانفلات الأمني وسيطرة عناصر القاعدة على عاصمة المحافظة زنجبار في مايو 2011م .وبعد دحر هذه العناصر من عاصمة المحافظة في 12يونيو 2012م أعادة الحياة والأمل في نفوس أبناء أبين الذين ضاق بهم العيش في المدارس والعشش في محافظة عدن ولحج وبعض المناطق الأخرى جراء نزوحهم بسبب هذه الحرب الطاحنة التي قضت على كل ما هو جميل وجعلت عاصمة المحافظة كما يصفها البعض مدينة أشباح خاوية على عروشها . ولاح في الأفق جهوداً حثيثة تبذلها قيادة المحافظة ممثله بشخص المحافظ جمال ناصر العاقل الذي أبى إلا أن يكون متواجداً منذ تعيينه في ارض المعركة سوء في مديرية لودر أو في عاصمة المحافظة زنجبار عند دحر عناصر أنصار الشريعة رغم كل الصعوبات إلا انه سعى لتهيئة الظروف الملائمة للعيش ولعودة النازحين وتوفير المتطلبات الأساسية والضرورية من كهرباء ومياه وصحة والبدء بالعمل الجاد من اجل إعادة اعمار ما خلفته الحرب من دمار .حيث جعل من عاصمة المحافظة ورشة عمل تعقد فيها الاجتماعات اليومية والأنشطة والفعاليات المختلفة ومزاراً لاستقبال الوفود الوافدة إلى عاصمة المحافظة وإعطاء صورة كاملة عن الدمار الذي لحق بالمحافظة والمعاناة التي تكبدها أبنائها من تشرد ونزوح ووضع المعالجات والمقترحات البناءة. وما يعكر صفوا تلك الجهود ضعف او عدم تواجد الجانب الأمني بشكل ملحوظ فالمحافظة اليوم بحاجة إلى تواجد الأجهزة الأمنية بشكل كبير وملحوظ أكثر من السابق وهذه مهمة وزارة الداخلية التي يجب عليها أن تكون عند مستوى الثقة والمسؤولية للحفاظ على امن واستقرار المحافظة وكافه مديرياتها المختلفة لتتمكن الجهات المختصة من القيام بمهامه في إعادة أعمار أبين فلا تنمية ولا اعمار ما لم يكن هناك امن واستقرار. إلى جانب الدور الريادي للإعلام الذي نلاحظه هو الآخر لم يعطي لمحافظة أبين حقها الكامل كمدينة منكوبة بكل المقاييس في التغطية الإعلامية وإبراز صور الدمار الحقيقي لعاصمة المحافظة والتفاعل مع أنشطتها من خلال إعطاء المحافظة مساحة أوسع في مختلف الوسائل الإعلامية المختلفة فنلاحظ إن أخبار وأنشطه وفعاليات المحافظة في الفضائيات الرسمية تظهر بصورة سطحيه وعلى عجالة وأحيانا لا تظهر . حيث ينبغي أن يكون الإعلام شريكاً فاعلاً ومواكباً لعملية التنمية والأعمار. إن محافظة أبين اليوم بحاجة إلى تكاتف جهود الجميع بكل فئاتهم وشرائحهم وتنظيماتهم السياسية والحزبية وينبغي أن تحظى أبين اليوم بعناية خاصة من قبل الحكومة اولاً لكونها محافظة منكوبة تعرضت لأبشع صور الدمار على مر الزمان. وثانياً تقديراً لمواقفها البطولية على مر العصور فهذه المحافظة أنجبت العديد من الكوادر والقيادات البارزة وضحت أيضا بخيرة رجالها في مواقع الشرف والبطولة وكانت وستضل صمام أمان للوحدة اليمنية المباركة وحاميها المنيع والله من وراء القصد.