تضامن حضرموت يحلق بجاره الشعب إلى نهائي البطولة الرمضانية لكرة السلة لأندية حضرموت بفوزه على سيئون    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    رعاية حوثية للغش في الامتحانات الثانوية لتجهيل المجتمع ومحاربة التعليم    مجلس وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل يناقش عدداً من القضايا المدرجة في جدول أعماله    صواريخ الحوثي تُبحِر نحو المجهول: ماذا تخفي طموحات زعيم الحوثيين؟...صحفي يجيب    "مسام" ينتزع 797 لغماً خلال الأسبوع الرابع من شهر أبريل زرعتها المليشيات الحوثية    تشيلسي يسعى لتحقيق رقم مميز امام توتنهام    الصين تبدأ بافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في اليمن    استشهاد أسيرين من غزة بسجون الاحتلال نتيجة التعذيب أحدهما الطبيب عدنان البرش    المنخفض الجوي في اليمن يلحق الضرر ب5 آلاف أسرة نازحة جراء المنخفض الجوي باليمن    انهيار حوثي جديد: 5 من كبار الضباط يسقطون في ميدان المعركة    نائب رئيس نادي الطليعة يوضح الملصق الدعائي بباص النادي تم باتفاق مع الادارة    نتائج قرعة أندية الدرجة الثالثة بساحل حضرموت    شاب سعودي يقتل أخته لعدم رضاه عن قيادتها السيارة    كان طفلا يرعى الغنم فانفجر به لغم حوثي.. شاهد البطل الذي رفع العلم وصور الرئيس العليمي بيديه المبتورتين يروي قصته    الهلال يلتقي النصر بنهائي كأس ملك السعودية    تعز.. حملة أمنية تزيل 43 من المباني والاستحداثات المخالفة للقانون    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    توضيح من أمن عدن بشأن مطاردة ناشط موالٍ للانتقالي    أهالي اللحوم الشرقية يناشدون مدير كهرباء المنطقة الثانية    صدام ودهس وارتطام.. مقتل وإصابة نحو 400 شخص في حوادث سير في عدد من المحافظات اليمنية خلال شهر    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    قيادي حوثي يخاطب الشرعية: لو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في 9 سنوات    الخميني والتصوف    نجل القاضي قطران: والدي يتعرض لضغوط للاعتراف بالتخطيط لانقلاب وحالته الصحية تتدهور ونقل الى المستشفى قبل ايام    انهيار كارثي.. الريال اليمني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ أشهر (أسعار الصرف)    إنريكي: ليس لدينا ما نخسره في باريس    جماعة الحوثي تعيد فتح المتحفين الوطني والموروث الشعبي بصنعاء بعد أن افرغوه من محتواه وكل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر    جريدة أمريكية: على امريكا دعم استقلال اليمن الجنوبي    محلل سياسي: لقاء الأحزاب اليمنية في عدن خبث ودهاء أمريكي    بن الوزير يدعم تولي أحد قادة التمرد الإخواني في منصب أمني كبير    الرئيس الزُبيدي يُعزَّي الشيخ محمد بن زايد بوفاة عمه الشيخ طحنون آل نهيان    15 دقيقة قبل النوم تنجيك من عذاب القبر.. داوم عليها ولا تتركها    أولاد "الزنداني وربعه" لهم الدنيا والآخرة وأولاد العامة لهم الآخرة فقط    خطوة قوية للبنك المركزي في عدن.. بتعاون مع دولة عربية شقيقة    سفاح يثير الرعب في عدن: جرائم مروعة ودعوات للقبض عليه    يمكنك ترك هاتفك ومحفظتك على الطاولة.. شقيقة كريستيانو رونالدو تصف مدى الأمن والأمان في السعودية    مخاوف الحوثيين من حرب دولية تدفعهم للقبول باتفاق هدنة مع الحكومة وواشنطن تريد هزيمتهم عسكرياً    الحوثيون يعلنون استعدادهم لدعم إيران في حرب إقليمية: تصعيد التوتر في المنطقة بعد هجمات على السفن    مبلغ مالي كبير وحجة إلى بيت الله الحرام وسلاح شخصي.. ثاني تكريم للشاب البطل الذي أذهل الجميع باستقبال الرئيس العليمي في مارب    غارسيا يتحدث عن مستقبله    مكتب التربية بالمهرة يعلن تعليق الدراسة غدا الخميس بسبب الحالة الجوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    مياه الصرف الصحي تغرق شوارع مدينة القاعدة وتحذيرات من كارثة صحية    إبن وزير العدل سارق المنح الدراسية يعين في منصب رفيع بتليمن (وثائق)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و568 منذ 7 أكتوبر    كيف تسبب الحوثي بتحويل عمال اليمن إلى فقراء؟    هربت من اليمن وفحصت في فرنسا.. بيع قطعة أثرية يمنية نادرة في الخارج وسط تجاهل حكومي    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    هذا ما يحدث بصنعاء وتتكتم جماعة الحوثي الكشف عنه !    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    اعتراف رسمي وتعويضات قد تصل للملايين.. وفيات و اصابة بالجلطات و أمراض خطيرة بعد لقاح كورونا !    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عقاب جماعي بعد حرب ضروس أحالت منازلهم إلى ركام وأطلال
النازحون من جحيم الحرب في أبين إلى لودر..
نشر في أخبار اليوم يوم 26 - 06 - 2011

قالوا قديماً: "وإن الحرب أولها كلام"، أي مهاترات وحروب نفسية وإعلامية، ثم تتسع دائرة رحاها وتنتشر في الأرض كما تنتشر النار في الهشيم، ليقع بعدها ما لا يحمد عقباه من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وتدمير للزرع والضرع وكل ما له علاقة بالإنسان والحياة.
إنها الحرب التي لا ترحم ولا تفرق بين صغير أو كبير، تحرق الأخضر واليابس وتدمر الحياة والأرض والإنسان، تحلف وراءها كثيراً من المآسي والويلات والكوارث وما ينتج عنها من عمليات الإبادة والقتل والتدمير للبنى التحتية وتعطيل للمنشآت الحيوية والمشاريع الخدمية وإعاقة عمليات التنمية والبناء والتطوير، ثم إشاعة الفساد والفوضى وغياب الأمن والأمان والاستقرار والنظام والقانون، لتصبح شريعة الغاب التي يأكل فيها القوى الضعيف هي السائدة في طغيانها على مبادئ العدل والمساواة وكل ما يتعلق بالحياة الإنسانية والتطلع نحو الآفاق الرحبة لمستقبل مشرق "وضاء" وأفضل.
فيصل الدابية: تم تحويل عروسة بحر العرب زنجبار وأخواتها إلى مدينة أشباح وأطلال
والحال من بعضه، فقد أفضت تداعيات الأزمة السياسية ومحاولات النظام كبح جماح الثورة الشبابية الشعبية إلى خلق التوترات وصنع الأزمات هنا وهناك وخلط والأوراق وإلى احتقانات وحروب واختناقات، ظناً منه أنها ستحافظ على بقاء النظام أطول فترة زمنية ممكنة وما يحدث اليوم في أبين جزء لا يتجزأ من سيناريوهات السلطة، بعد أن صمد المسلحون الذين لا يتجاوز عددهم المئات في مواجهة بل وهزيمة ألوية عدة تمتلك آلية عسكرية مدمرة من مدافع ودبابات تساندها الطائرات وتضم الآلاف من الجند والضباط والقادة في معارك انتصرت فيها العناصر المسلحة واندحرت فيها القوات الحكومية باتجاه نقطة العلم التي لا تبعد عن عدن سوى بضعة كيلوات مترات.
هذه الحرب يراها المحللون بأنها مفتعلة من قبل النظام لتأديب أبناء محافظة أبين.. المحافظة البطلة التي أنجبت الرؤساء والقادة والسياسيين والأبطال والشرفاء من المناضلين، لتكون أبين صعدة أخرى في الجنوب وهاهم أبناء أبين الذين كانوا بوابة الوحدة اليوم يعاقبون عقاباً جماعياً في حرب ضروس تدمر فيها طائرات ومدافع ودبابات النظام مواقع المسلحين في مدن زنجبار وجعار والكود لتحيل المنازل والمنشآت والبنى التحتية لمحافظة أبين إلى ركام "أنقاض" وأطلال تذكر الأجيال بعهد بائد سيظل في ذاكرتهم..
حرب ظالمة مفبركة قتل فيها الآلاف من المواطنين العزل من السلاح والمئات من المسلحين والقوات الحكومية وشردت أسر بكاملها ويقدر عدد النازحين فيها بأكثر من 50 ألف نازح.
الصحيفة رصدت معاناة نازحي أبين بمدينة لودر الذين يعانون أوضاعاً مأساوية صعبة للغاية والتقت عدداً منهم وكانت خلاصة الأحاديث السطور التالية:
علي بخيت: غابت الدولة والسلطات المحلية والمنظمات المدنية والجمعيات الخيرية ولم يقف سوى أبناء لودر
أول المتحدثين من نازحي أبين كان الدكتور/ فيصل عوض الدابية المعيد بكلية التربية بمديرية لودر حيث قال:ما يحدث في أبين يندى له الجبين، نزحت أسرنا إلى عدن ولحج والمديريات الوسطى من محافظة أبين ومنها لودر التي فتحت ذراعيها لاستقبال النازحين من أبين الخير والوفاء.. وحقيقة إن أبناء أبين يدركون الحقيقة الخادعة التي انطلت على الجميع بحكم الوضوح والبساطة وتواضع وطيبة الإنسان في أبين حد السذاجة والذي ركن إلى التغني بأمجاد السلف دون مقدرة الخلق على صنع مجدهم بأنفسهم، فعاشوا على المتناقضات التي أوصلت في دواخلهم عقداً نفسية وخوفاً على الحاضر دون التكفير في المستقيل مما سلط الله علينا ضعاف النفوس من المتسلقين على ظهور البسطاء وانتزعت الثقة فيما بيننا وظهور فئة جديدة مركبة يطلق عليها سوبر "أبو أربع شرائح"، مضافاً إليها فئة الأعراب الحاملين للموروث البغيض الذي ذكره الله سبحانه تعالى :((هم أشد كفراً ونفاقاً)).
وأضاف:وإذا سألنا أنفسنا لماذا؟ فالجواب هو حبنا للدنيا وخوفنا وسكوتنا عن قول الحق في وجه الباطل وتشرذمنا ولهثنا وراء مبدأ "نفسي نفسي" دون تغيير الباطل أو المنكر الذي يحصل في أبين، مما ترتب عليه بروز ظواهر دخيلة منها انتشار سياسة الفساد والفوضى وعدم وجود الأمن والاستقرار وتسلط أهل الباطل على أهل الخير والصلاح وعدم قبول الله لدعائنا، لأننا ساكتون عن قول الحق، متناسين أن محافظة أبين غنية عن التعريف وأن لرجالها مآثر وطنية مخلدة لا تنسى ولديهم القدرة على تغيير ما خربه ضعاف النفوس.
وتابع: إن ما حدث ويحدث في أبين اليوم هو نتائج نبتة خبيثة زرعت لنا وأسهمنا في زراعتها وقلبناها كواقع في مختلف جوانب ومفاصل حياتنا العامة دون إدراكنا بأننا سنقطف يوماً ما ثمارها المريرة، فالحياة مليئة بالمآثر والأقوال والحكم التي عالجت كثيراً من العشوائيات والمتناقضات والسلوكيات المعاشة ولكننا كرسنا وطبقنا حكمة واحدة خلال السنين الماضية تقول "أنا لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم".
وأردف: وحقيقة ما حدث في أبين مأساة دمار وخراب وتحويل عروسة بحر العرب زنجبار وأخواتها إلى مدينة أشباح وأطلال وكديار "أوفى" التي لم تعد قادرة على الكلام والأدهى هو صمت الإعلام الرسمي وعدم تسليط الضوء على كارثة منكوبي أبين، وكذا وصمت لجان الإغاثة لما يحدث لمنكوبي أبين الذين يعانون ظروفاً إنسانية معقدة، تنذر بكارثة بسبب عدم وصول المعونات الغذائية وعدم تحرك الدولة لحسم هذه الحرب ورفع معاناة أهالي أبين والمشردين من منازلهم وتحية إجلال وتقدير لعدن الباسلة والمدينة التي أغاثت أبناء أبين بخيرها وجودها وكرمها، علاوة على كونها رائدة للعلم والثقافة والسياسة والاقتصاد والمدنية وبناء الإنسان، بالقيم الفاضلة.
وأخيراً أتوجه إلى كل إخواني وأهلي من أبناء أبين الغيورين بالمساهمة في كشف سيناريو ضعاف النفوس في أبين وأقول لهم "لا تنسوا فضل أهالي عدن وغيرها من المناطق الذين بذلوا جهوداً كبيرة من أجل استقرار الأسر النازحة من أبين إلى مناطقهم في وقت غابت فيه جهود الدولة والحكومة والسلطات المحلية ومنظمات الإغاثة محلياً ودولياً".
الخضر عبدالله: أبين في أعناقكم وسيعاقبكم التاريخ إن تجاهلتم معاناة النازحين
الأخ/ جلال محمد المسجي أحد النازحين إلى مدينة لودر من منطقة باجدار تحدث قائلاً:
"لا تحرق النار إلا رجل واطيها" فلا أحد يشعر بمعاناة النازحين سواهم، فهم من يكتوون بنار النزوح بعد أن تركوا مدنهم وقراهم ومناطقهم التي تتعرض للقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والقذائف والطائرات، والبحرية في سابقة لم تشهد أبين مثلاً لها على مر التاريخ.. والمؤلم حقاً هو تخاذل كبار المسؤولين في الدولة ممن هم من أبناء محافظة أبين في عمل ما ينبغي عمله من مواقع حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم دون أن يحركوا ساكناً لانقاذ هذه المحافظة من ويلات المعارك التي دمرت البنية التحتية والمرافق العامة ومنازل المواطنين وقتل الأهالي وتشرديدهم ورفع المعاناة عنهم في مواطن نزوحهم.
وأضاف: تخاذل كبار المسؤولين في الدولة والحكومة والسلطة المحلية عن قول الحق ورفع الظلم عن أبناء محافظتهم أبين "مسقط رؤوسهم" يدل دلالة واضحة على ضعفهم وعم جرأتهم في اتخاذ القرارت المناسبة الكفيلة برفع معاناة أهالي أبين وعمل اللازم لإعادة الحياة طبيعتها في المحافظة.
واستدرك: وقد يتبادر إلى الذهن "أن التخاذل سببه تنفيذ هؤلاء المسؤولين الكبار في الدولة والحكومة لاملاءات المتنفذين من بقايا النظام من أجل عدم حسم ما يحدث في أبين وبقاء سيطرة المسلحين على محافظة أبين كورقة يستخدمها النظام للضغط على أميركا والسعودية ليكفا عن عمل أية إصلاحات في البلاد.
وتابع: ويعاني نازحو أبين بمدينة لودر كثيراً من المشاكل كسائر النازحين في المناطق الأخرى ومنها حرمانهم من الحصول على أبسط المعونات الغذائية من الدولة ومنظمات الأغاثة بشكل عام، عدا بعض المواد الغذائية التي يحصلون عليها من فاعلي الخير من أهالي مدينة لودر التي عرفت بكرم أهلها وإغاثتهم للمستجير ونصرتهم للمظلوم .
واختتم كلامه: نعيش في ظروف قاسية وصعبة وقد استضفتنا بعض الأسر في المدينة ووفرت لنا متطلباتنا من سكن وغيره ولم نلمس أي دعم رسمي ولم يتم حصر أعدادنا من قبل لجنان الإغاثة التي لم تكلف نفسها بالنزول إلى مراكز النازحين في مديريات المنطقة الوسطى ومنها مديرية لودر ونأمل من منظمة الإغاثة الدولية والصليب الأحمر بزيارتنا ومعاينة حجم المأساة التي نعانيها كنازحين!!.
الأخ/ علي أحمد علي بخيت –أحد النازحين- تحدث قائلاً: أولاً نتقدم بالشكر الجزيل لصحيفة "أخبار اليوم" التي أفردت حيزاً من صفحاتها لنشر هموم ومعاناة النازحين من أبين وتكاد هي المطبوعة الوحيدة التي سلطت الأضواء على معاناة نازحين أبين، وهذا دليل على سمو رسالتها وتركيزها على الجوانب الإنسانية.
وأضاف: وحقيقة معاناتنا تفوق ما يتصوره العقل ولم يلتفت إلينا أحد واليوم أبناء أبين الخير والعطاء يتجرعون مرارة النزوح والسلطات المحلية بالمحافظة –ما شاء الله عليها- فاتحة مكتب لها في محافظة عدن بعد أن طردتها الجماعات المسلحة، يالها من مسؤولية، إدارة محافظة أبين من محافظة عدن؟! "عاد شيء معانا هرج غير هذا الهرج"، التفتوا إلى النازحين هذه كارثة إنسانية لو كانت في أي بقعة أخرى في العالم لقامت الدنيا ولم تقعد.
وأردف: و أسفاه.. آدمية الإنسان أصبحت رخيصة إلى هذا الحد، أين القادة والعقلاء وأصحاب مراكز النفوذ من أبناء أبين في الدولة، لماذا اختفوا كما تنقشع سحابات السيل التي تمر دون أن تمطر، غابت الدولة والسلطات المحلية والمنظمات المدنية والجمعيات الخيرية، ولم يقف إلى جانبنا سوى أبناء مدينة لودر، مدينة الكرم والجود والسخاء والتي كان يطلق عليها أجدادنا "أم المساكين".
وتابع: لا ينبغي إلا أن أتقدم بالشكر لكل الأسر التي آوت نازحي أبين من مختلف مناطقها في مدينة لودر، وخصوصاً لجنة التبرعات التي وقفت ليل نهار إلى جانبنا ومنهم الأستاذ/ حسن أحمد محمد المنذري وعبدالله حمد مبرم وعادل علي قاسم وعبدالله أحمد محمد المنذري الذين عملوا بكل ما يملكون من قوة وجهد على إغاثتنا من تبرعات أهل الخير وجزاهم الله خيراً.
• ما يحدث جرائم حرب:
أما الوالد/ علي لهطل صالح –أحد أبناء منطقة باجدار مديرية زنجبار- نزح إلى أبين قبل 20 يوماً، تحدث بأسى قائلاً: لصعوبة الوصول إلى مناطق آمنة، اضطررنا ترك منازلنا معرضة للنهب والسلب بسبب شدة القصف العشوائي الذي كان ضحاياه من المدنيين، أصبحت أي منطقة من مناطق الكوارث بحاجة إلى إغاثة، ما يحدث في أبين هو كارثة إنسانية وجرائم حرب، ينبغي بل لابد أن يحاكم مرتكبوها طال الوقت أم قصر، نزحت أنا وأسرتي المكونة من "30" فرداً لا يوجد لدنيا أي مصدر دخل وجزا الله خيراً أهل الخير الذين استضافونا وأكرمونا بكرمهم الحاتمي، أبناء لودر الكرماء، لا نستطيع وصف حفاوة استقبالهم وحسن ضيافتهم لنا، حرمنا من أي دعم حكومي ونأمل من لجان الإغاثة أن لا تنسى النازحين المنسيين في مديرية لودر والمناطق الأخرى بمديريات المنطقة الوسطى وفي يافع من المليون الريال المقدمة يوم أمس لإغاثة نازحي أبين.
• تحولت إلى أنقاض:
الأخ/ سعيد أحمد البيس –من أبناء منطقة العمودية وأحد النازحين إلى لودر- تحدث قائلاً: نزحنا من عمودية بأبين إلى لودر وتركنا خلفنا منازلنا وحاجياتنا وممتلكاتنا الخاصة ونجونا بصعوبة خلف الرمال التي كانت تتعرض لوابل من صواريخ الطائرات وقذائف المدافع والدبابات، عشنا لحظات صعبة وعصيبة، أسرتي المكونة من "8" أفراد عانت كثيراً أثناء محاولات النزوح بعد أن تحولت أبين إلى مناطق مشتعلة وحرائق في كل مكان، ودمار لحق بهذه المحافظة لا يمكن وصفه، من يدخل اليوم أبين لن يصدق ما ستراه عيناه من دمار، لن يصدق نفسه أن هذه هي أبين، سيخيل له أنه في مدينة هيروشيما وناجازاكي اللتين تعرضتا للعدوان بالقنابل النووية في الحرب العالمية الثانية، أمر مدهش وفظيع اليوم، أبين تحولت إلى ركام من ينقذها من يستطيع إعمارها، أظن أنه لا يستطيع أحد إعمارها بعد هذا الخراب الذي لا تستحقه مدينة الحب والسلام والخير والعطاء، أبين الوديعة اليوم تدمر عن بكرة أبيها دون ذنب ارتكبته ونازحوها مشردون دون اهتمام وهي المحافظة البطلة التي تزلزل عروش الظالمين وتنصر المظلوم وتقف إلى جانب الحق في كل المراحل، الحاقدون على أبين هم اليوم من يدمرونها ويتفرجون وهي تدمر أمامهم وفي إمكانهم الكثير لإنقاذها وإزالة الظلم عن أهلها.
ونأمل من لجان الإغاثة أن تتق الله في نازحي أبين سواء كانوا في عدن أو لحج أو لودر أو مودية أو الوضيع أو في مديريات يافع.
• أين هي الجاهزية القتالية ؟
الخضر أحمد عبدالله –من منطقة المخزن- تحدث باختصار: لوزارة الدفاع واللواء "119" وفيصل رجب –ابن محافظة أبين- واللواء "202" عجزتم عن تحرير أبين وأنتم تمتلكون أسلحة ثقيلة، طائرات دبابات مدافع والمسلحون لا يمتلكون إلا الأسلحة الآلية وقذائف الآر بي جي؟ يالها من مفارقة، أبين تدمرت وأصبحت حطاماً، أين هي الجاهزية القتالية التي تتشدقون بها ليل نهار في فضائياتكم اليمنية، لقد تقهقرتم إلى الخف وأنتم على بوابة "العلم" في مدخل محافظة عدن، أبين في أعناقكم وسيحاربكم التاريخ إن كنتم متواطئين أو متعمدين تقهقركم هذا.
وللجان الإغاث نقول : نازحو أبين في لودر محرمون من المؤن الغذائية والبطانيات والفرشات، أين أنتم منا؟، هل النازحون متواجدون في عدن ولحج فقط؟، لماذا تناسيتم نازحي أبين في المناطق الأخرى؟ غير محافظتي عدن ولحج؟.
• عملنا إنساني بعد غياب الجهات المعنية:
الأستاذ/ عبدالله محمد مبرم -أحد أعضاء لجنة التبرع لإغاثة النازحين من مديريتي زنجبار وجعار بلودر تحدث قائلاً:
عندما علمنا بوصول النازحين إلى مدينة لودر ونظراً لعدم اهتمام السلطات المحلية والرسمية ومنظمات الإغاثة بهم، رأينا أنه من الواجب علينا مساندتهم ولو معنوياً في الحد الأدنى وشكلت لجنة إلى جانب لجنة التبرعات المكونة من الإخوة: حسن أحمد المنذري ، عادل قاسم الجنيدي، عبدالله أحمد المنذري.
وأضاف: زرنا مواقع نزوحهم واطلعنا على ظروفهم الصعبة ومعاناتهم، حيث قامت بعض الأسر الكريمة بلودر باستقبالهم وضيافتهم وشعرنا بحرج الذي يعانيه النازحون إثر تواجدهم مع هذه الأسر، حصرنا "63" أسرة في مدينة لودر من نازحي أبين وقمنا بالتواصل مع أهل الخير من التجار في مدينة لودر لغرض دعمهم ونظراً لكثرة الأسر لم نتمكن إلا تقديم الجزء البسيط من احتياجاتهم ولازلنا نسعى في هذا العمل الإنساني علماً بأن هناك عدداً كبيراً من الأسر في ضواحي لودر، لم نستطع حصرها حتى الآن واكتفينا بالعمل على نطاق مدينة لودر مؤقتاً.
وعليه نناشد أهل الخير والمنظمات المدنية والإنسانية "محلياً ودولياً" بعدم نسيان النازحين في مدينة لودر والقرى المجاورة لها في ظل الظروف الصعبة التي يعانون منها.
• احقنوا الدم الحرام في الأشهر الحرم يا هؤلاء:
أما الأستاذ/ حسن أحمد محمد المنذري –أحد أعضاء لجنة التبرع- ذكر بقوله تعالى: ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)) وقول الرسول –صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
وتابع: وانطلاقاً من الآية الكريمة والحدث الشريف نلفت انتباه المعنيين في الجهات الحكومية وغير الحكومية إلى وجود نحو "63" أسرة نازحة في مدينة لودر وأكثر من "300" أسرة في نواحي مديريات "لودر والوضيع" ومد يد العون إلى تلك الأسر التي حملت معها المآسي والخوف والجوع والعيش فوق الأسر الأخرى أو استئجار منازل بالكاد تأويهم وخلفت وراءها منازل إلى مصير مجهول لا يعرفون عنه إلا أنها تعرضت للقصف، أما المنازل التي سلمت من القصف فإنها لم تسلم من الأيادي الآثمة التي لم تترك لهم ما يحتاجون إليه عند عودتهم إن كانت لهم عودة، تلك الأيادي لم تجعل لشهر الله الحرام "رجب" حرمته التي أعطاها الله إياه، حيث أن العناصر المسلحة تلك لم تتمثل أوامر الله من عصمت الدم الحرام، بل ولم تتشبه حتى بأهل الجاهلية الذين كانوا يجعلون للأشهر الحرم حرمة في جاهليتهم .
وأخيراً نناشد الجميع مد يد العون، فإنهم لم يعملوا لنزوحهم حساب ولا من غذاء أو مسكن أو ملبس وجزا الله المحسنين خيراً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.