قبل عام و في مثل هذا اليوم الموجع ... العاصف بالألم فقدت أسرتنا عزيزين الشهيد لؤي رشاد سالم ... ابن عمتي و الشهيد ناصر علي عبدالملك الأصبحي ... ابن عم زوجي لؤي الشهيد الذي أبكى الكثيرين ... انه الشهيد الذي لم يتعرف عليه أحد ... لان آلة البشاعة لأحمد علي صالح و أباه المقلوع استخدمت آ ربي جي في قتله لم يتم التعرف على لؤي لان رأسه تحطم ... و تعرفت عليه شقيقته من ملابسه و من ورقة كتبها قبل أيام أوصى بها أهله و وضعها في جيب بنطلونه و فيها كتب أيضاً رقم هاتفهم ل لؤي قصة مؤثرة ... انه الثائر الذي كان يخرج في الصفوف المتوسطة للمسيرات ... لكنه قرر (كما جاء في وصيته ) ان يتغلب على خوفه و يتقدم الصفوف الأولى ثائراً على الظلم و باحثاً عن الحرية. مما نشرته صحيفة المصدر عن الشهيد لؤي ما يلي : (ورغم مرور بعض الوقت على وفاة لؤي إلا أن أبناء أخته لا يزالون في انتظار قدومه إليهم ليحصلوا على ألعاب حركية يدربهم عليها ويستمتعون بها أفضل من أي شيء آخر يقول أحدهم «أحب خالي وسيرجع» تذكره أخته البالغة من العمر أربع سنوات تقريباً «حين يسقط النظام» كان لؤي مغرماً بسماع الأطفال وهم يهتفون بسقوط النظام ويعد ذلك مؤشراً جيداً على الحرية التي سيعيش بها الجيل القادم والذي سيتحرر من معظم القيود ولن يكون قابلاً لأي نوع من الاستبداد وكانت قناعاته كبيرة بضرورة أن يقدم الجيل الحالي تضحيات مرة كي يوفر حياة أفضل للأجيال القادمة التي ستتعلم مما يجري اليوم، لأجل هذا القناعة التي يؤمن بها لؤي كان يعد نفسه كل يوم وفي الساعات الأولى من الفجر رغم برودة الطقس إلا أنه يبدأ بتشذيب شعره ذي اللون الأسود القاتم مستخدماً مشطاً صغير ومرآة بحجم اليد ويكرر ابتسامته أمامها ثم ينسق بين الملابس التي يرتديها ليبدو في أجمل صورة. كما كان يقول لشقيقته داليا « علي أن أبدو أنيقاً في وجه كل هذه الفوضى» تتساءل داليا: «ترى كيف يبدو وجه قاتل أخي؟.. ترى هل رآه قبل أن يصوب نحوه؟ لو رآه لتراجع عن قرار القتل ولترك السلاح لأني أعرف لؤي سيكون مبتسماً حتى في وجه قاتله لم تكن الابتسامة تغادره». ) ........................................ أما الشهيد الثاني ...ناصر الأصبحي و الذي استشهد في نفس اليوم فله قصة مؤثرة أخرى كان هو الآخر في أول صف من صفوف المسيرة كعادته دائماً منذ بداية الثورة ، و كان يردد لإخوانه الثوار قوله (مهمتي ان اتلقى الرصاص قبلكم .. ورجائي ان تسعفوا الاخرين قبل ان تسعفوني) و في حين كانت الدماء تسيل منه كان يسعى بكل ما تبقى من قوته لإسعاف الجرحى الآخرين و كان يحاول اخفاء جروحه خلف ملابسه حتى خارت قواه و سقط . و عندما أسعفوه لم يكونوا أبداً يتوقعون ان جراحه بلغت هذا المبلغ و انه أصييب بطلقات مضاد طيران ( كما قيل لنا ) لم يتوقعوا ذلك لانهم كانوا يشاهدونه و هو يسعف الآخرين ، و عندما يسألوه عن اصابته يقول انها بسيطة و لم يفقهوا الى انه يحتضر و هو الذي كان يقول قبل أن يبدأ الهجوم على المسيرة انه يشم رائحة الجنة و انه شهيد اليوم . ................................. الف رحمة على جميع شهداءنا في ذلك اليوم و غيره و لا نامت أعين الجبناء و لا نامت أعيننا حتى نسقط الحصانة و ستظل ثورتنا مستمرة حتى النص