طلب رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي، مهلة 48 ساعة للبت في قضية شباب الثورة المضربين عن الطعام داخل السجن المركزي بصنعاء وحجة احتجاجاً على استمرار اعتقالهم خارج إطار القانون منذ قرابة عامين. جاء ذلك خلال لقاءه مساء الليلة الفائتة بوزير الداخلية الدكتور عبدالقادر قحطان، ووزيرة حقوق الإنسان الدكتورة حورية مشهور التي كانت قد أعلنت عصر أمس الاعتصام أمام بوابة السجن المركزي بصنعاء بعد منعها من دخوله وكذلك الإضراب عن الطعام حتى الإفراج عن كافة معتقلي الثورة الشبابية السلمية. وفي تصريح لها قالت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور "إن رئيس الجمهورية ابدا تفاعلاً إيجابياً مع ملف المعتقلين خارج إطار القانون من شباب الثورة ووعد بالبت فيه خلال يومين من الآن". وعادت الوزيرة مشهور من لقاء الرئيس هادي إلى السجن المركزي بصنعاء حيث سمح لها بدخوله وزيارة الشباب المعتقلين الذين نقلت لهم نتائج اللقاء بالرئيس وطلبت منهم منحه المهلة التي حددها ما لم فإنها ستعود لتواصل اعتصامها وإضرابها عن الطعام أمام بوابة السجن حتى الإفراج عن آخر معتقل منهم. وكان القائم بأعمال مدير مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان بصنعاء، السيد "ليث عبد العزيز" قد زار مساء أمس شباب الثورة المعتقلين في السجن المركزي بصنعاء واستمع إلى شهاداتهم وأقوالهم حول أنواع وصنوف التعذيب التي تلقوها داخل زنازين جهاز الأمن القومي الذي كان يديره آنذاك عمار صالح نجل شقيق الرئيس المخلوع . وفي تصريح صحفي، قال فؤاد الحميري، عضو مؤتمر الحوار الوطني عن شباب الثورة، إن بقاء شاب واحد من الثوار في المعتقلات تعد وصمة عار على جبين مؤسسة الرئاسة وحكومة الوفاق، داعياً رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة إلى سرعة غسل هذا العار عن جبينهم بالإطلاق الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من شباب الثورة. وقال الحميري :"نحن على استعداد كامل لنقل ساحات التغيير إلى داخل باحات السجون انتصاراً لإخواننا المعتقلين وإعادة الأمر إلى نصابه باعتقال المجرمين الحقيقيين الذين يسرحون ويمرحون تحت مظلة الحصانة" من جانبه حذر رئيس المجلس عبدالكريم ثعيل في تصريح صحفي، رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي من مؤامرة قال إن ثمة من يحيكها له بالإبقاء على المعتقلين المضربين عن الطعام داخل سجون نظامه في صنعاء وحجة حتى يتحمل وحده مسؤولية موت أحدهم, سيما بعد امتناعهم عن الماء والمغذيات. وزار وزير الداخلية اللواء عبد القادر قحطان إصلاحية السجن المركزي بصنعاء مساء أمس ، حيث تعتصم وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور وعدد من شباب الثورة بينهم أعضاء في مؤتمر الحوار للمطالبة بالإفراج عن معتقلي الثورة. وتمكن الوزير قحطان من إقناع الوزير مشهور برفع اعتصامها وإضرابها عن الطعام اللذين بدأتهما قبل ساعات، وغادر الوزيران السجن، في حين واصل شباب الثورة اعتصامهم لليوم الثاني، مؤكدين استمرارهم فيه حتى يتم الإفراج عن المعتقلين بعدت أن تدهور حالتهم الصحية جراء الإضراب عن الطعام المتواصل منذ أكثر من أسبوع. وقال شباب الثورة المعتصمين بالسجن في مؤتمر صحفي لهم مساء امس، إنهم أجروا اتصالات مكثفة مع عدد من المسؤولين بما فيهم رئيس الحكومة باسندوة، الذي ألمح لهم في اتصاله إلى أنه قد يذهب إلى السجن المركزي للاعتصام في حال عدم تنفيذ التوجيهات الرئاسية بالإفراج عن المعتقلين خلال الأيام القادمة. وقال شباب الثورة في مؤتمر الحوار الوطني المعتصمون داخل السجن المركزي في تصريح خاص لأخبار اليوم إن الوزيرين قحطان ومشهور توجها لمقابلة رئيس الجمهورية لبحث موضوع المعتقلين. وفي تصريح خاص ل"أخبار اليوم" أفادت الوزيرة أنها قابلت رئيس الجمهورية وأوعدها بالإفراج عن المعتقلون خلال48 ساعة. وقالت أنها أبغت الشباب المعتصمين بالسجن المركزي لإبلاغهم بالاتفاق الذي دار بينها وبين رئيس الجمهورية ووزير الداخلية، مشيرة إلى أن بعضهم لا يزالون يواصلون الاعتصام، منوهة إلى أن المعتقلين موقفين بالسجن بصورة مخالفة للقانون ومحتجزين دون محاكمة والنيابة العامة تعرف ذلك ويجب الإفراج عنهم بقوة القانون حد قولها . وقالت يفترض أن يكون المعتقلين خارج السجن طالما تم تحصين ضالعين بحقوق الإنسان، منوهة إلى أن الرئيس ابدى تفهما كبيرا بشأن الإفراج عن المعتقلين الشباب، مطمئنة بانه سيكون هناك إجراءات عملية هذه المرة. وأشارت مشهور إلى أن قرار مجلس الوزراء رقم (108) في بداية العام 2012م بعد تشكيل حكومة الوفاق يؤكد هذا القرار على إطلاق كافة المعتقلين من شباب الثورة وهو قرار مبني على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن – بحسب مشهور. وأعلن عدد من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني السبت الاعتصام داخل السجن المركزي بصنعاء حتى الإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة، حيث يعتصم حمزة الكمالي وزميله فؤاد الحميري أعضاء في مؤتمر الحوار داخل عنابر السجن، فيما يعتصم زملائهم بالخارج. كما يعتصم العشرات من شباب الثورة في ساحة السجن المركزي بصنعاء تضامناً مع رفاقهم من شباب الثورة المعتقلين منذ عامين بُتهم كيدية. ودخل المعتقلين من شباب الثورة السلمية والمعتقلين في السجن المركزي بصنعاء إضراب عام ابتداءً من مساء الجمعة 24 مايو المنصرم، بسبب استمرار احتجازهم دون تهم واضحة. وحاولت السلطات اليمنية إثنائهم عن الإضراب عن الطعام، لكن دون جدوى، ووجدت "المغذيات"، بديلاً لإبقائهم على قيد الحياة. وأعلن شباب الثورة المعتقلين في السجن المركزي بصنعاء السبت إمهال الحكومة اليمنية 72 ساعة للإفراج عنهم، أو إعلان إضراب عام عن الماء والحقن المغذية. ولا يزال 22 من شباب الثورة معتقلين في السجن المركزي بصنعاء لفقت لهم تهم المشاركة في التفجير الذي استهدف مسجد النهدين في دار الرئاسة وأصيب خلاله الرئيس السابق علي صالح فيما قتل وأصيب العشرات.
