تسائل اللواء المتقاعد أحمد منصور الصومعي إن كان الحزب الإشتراكي اليساري التقدمي قد أضاع البوصلة وتحلل من كل مبادئه التي ظل يؤمن بها ويناضل من أجلها طيلة عقود مضت، عندما كتب بيان نعي لزعيم جماعة الحوثي حسين بدر الدين. وقال الصومعي: حتى لو وضعنا البيان وحاولنا ابتلاعه في سياق انساني صرف، فإننا نستغرب كيف لحزب مدني عريق أن ينزلق إلى مستوى يجعل من نفسه في مواجهة الجيش الذي خاض معارك ضد التمرد وكان الحوثي وما يزال أتباعه عنوانا لهذا الخروج والصلف ضد قيم المدنية والمواطنة المتساوية وحقوق الإنسان. وتابع اللواء المتقاعد تصريحه الذي بعثه على بريد (عدن اون لاين) بالقول: لايمكن لنا كعسكريين ومدنيين ومتابعين أن نضع بيان النعي الذي خرج به الحزب الإشتراكي اليمني وما حمل من تمجيد وتهليل بحق مؤسس جماعة الحوثي ، دون التطرق ولو بفقرة من البيان لكل القيادات العسكرية والجنود وبينهم جنوبيون كثر والمواطنيين الذي راحوا ضحية تلك الحرب العبثية، إلا في سياق أن الإشتراكي لم يعد إشتراكيا وهو يضع نفسه في زاوية جماعة تعتقد بحقها الإلاهي حاكمة على الناس، ولم يعد هذا الحزب في هذا السياق مدنيا ولا تقدميا وأمميا وهو يمتدح طائفة مذهبية عنصرية تعتقد أن الله اصطفاها دون سائر العالمين. وتسائل الصومعي: كيف لنا أن نوائم بين النجمة الحمراء وعمامة السيد ، أو السنبلة في راية الحزب بميليشيات القتل، بل كيف لحمامة السلام أيها الإشتراكيون أن تحلق في فضاء مشحون بصرخات الموت التي يبعثرها الحوثيون ضد كل العالمين. واختتم الصومعي بالقول: نحن كعسكريين جنوبيين يمنيين نشعر بالأسى والحزن العميق مرتين: على رفاقنا وزملائنا الذين سقطوا في معارك صعدة الست، وعلى قيم ومبادئ الحداثة والتقدمية والمواطنة المتساوية و(حزب البروليتاريا) والطبقة العاملة، ونحن نرى الرفاق يتوهون خلف عمائم السادة.