في هذا الحوار يتناول نائب الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني ياسر الرعيني القضايا المتبقية على طاولة الحوار الوطني في مراحله الأخيرة، ويؤكد أن مخرجات الحوار وصياغتها في عقد اجتماعي جديد يمثل دستور البلاد هو أهم انجاز للمؤتمر، كما يتطرق إلى آلية عمل الجلسة الختامية للحوار التي ستعقد قريباً، معرجاً على العراقيل التي تعترض سير الحوار.. * في البداية هل لك أن تطلعنا إلى أين وصل الحوار الوطني، وإلى أين وصلت التقارير النهائية لفرق العمل التسع؟ - فرق شبه منجزة لأعمالها والتقارير أصبحت شبه جاهزة، فقط بقي بعض القرارات لم يتم التصويت عليها بسبب إشكالية غياب ممثلي الحراك، لكن اجمالاً أعتقد أن أغلب فرق العمل انجزت التقارير. * وماذا بشأن نقاط الخلاف التي لم تضمن في التقارير وأحيلت للجنة التوفيق؟ - النقاط الخلافية المحالة إلى لجنة التوفيق قليلة جداً، وأهمها مسألة الشريعة الإسلامية أو مصدر التشريع المحال من فريق بناء الدولة، وهناك قضايا ما زالت تناقش في أروقة الحوار، مثل النقاش حول شكل الدولة القادم. * قلت أن أغلب التقارير جاهزة، وهناك من يقول إن هناك فرق لم تنجز تقاريرها، أو حتى لم تشرع فيها. - مشكلة فريق صعدة لديه اشكالية في موضوع محاكمة الأجانب الذين حملوا السلاح في صعدة، لكن أغلب الفرق لديها لجنة مصغرة تختص بالتقارير، يعني نستطيع أن نقول أن الخيارات حسمت وتم الاتفاق على القضايا، لكن الاشكالية أنه تبقى مجموعة قليلة جداً من القرارات هذه لم يجتمع الفريق بشكل كامل للتوافق عليها، نظراً لغياب الحراك، لكن عملياً الفرق شبه منجزة. * الذي يظهر من بعد إجازة عيد الفطر وكأن مؤتمر الحوار معطل نظرا لعدم اكتمال النصاب بسبب غياب ممثلي الحراك، كيف تتجاوزون هذه الإشكالية؟ - هو ليس معطل، فرق العمل موجودة يومياً وتمارس أعمالها، وهناك أعضاء من الحراك مشاركين، وليس كل الحراك متخذا موقفا، وهو ليس حتى موقف، حتى أحمد القنع صرح، والكل يتكلم أنه ليس انسحابا ولا تجميدا ولا تعليقا، وإنما هم طلبوا فقط أن تتاح لهم فرصة من الزمن لإجراء مشاورات مع مكونات الحراك المختلفة. * لكنهم قدموا في رسالتهم لرئيس الجمهورية رئيس مؤتمر الحوار وهيئة الرئاسة شروطا كبيرة. - هي شروط محمد علي أحمد، لكن ما سمعناه منهم من خلال التصريحات المختلفة لوسائل الإعلام أنهم طلبوا فترة لإجراء مشاورات مع مكونات الحراك المختلفة، في الداخل والخارج. * فيما يخص نقاط الخلاف المرفوعة إلى لجنة التوفيق.. هل ستكون قرارات اللجنة نهائية بشأنها؟ - أولاً لجنة التوفيق تتكون من ممثلي المكونات المشاركة في مؤتمر الحوار، ولجنة التوفيق لا تبت في القرار، يعني أنها لا تتخذ القرار، هي فقط في حالة إذا حصل خلاف يرفع إليها، واللجنة تعمل على الجلوس مع الأطراف المختلفة لتقريب وجهات النظر حول القرار المختلف فيه للوصول إلى قرار متفق عليه، ولذلك لما هذا مسئول مكون وهذا مسئول مكون والتقوا واتفقوا على موضوع معين، فكل شخص يعود إلى أعضاء فريقه يقنعهم بأن هذا ما يجب أن يمضي، ثم يعاد القرار إلى الفريق وهو الذي يتخذ القرار. * يعني القرارات مصدرها الفريق فقط ولا يمكن إقرارها. - نعم بالتأكيد، لكن لجنة التوفيق تقرب وجهات النظر، ويتفقون على قرار معين وكل عضو باللجنة يعود إلى مكونه ويقنعه وتمضي العملية. * الملاحظ أن فريقي صعدة والجنوبية لا يزالان متأخرين، خصوصاً أن فريق صعدة تعرقلت أعماله في بداية الحوار.. ماذا تبقى أمام هذين الفريقين؟ - أولاً ما يخص فريق صعدة أعتقد أنه تقدم، وفي مسألة الحلول والضمانات انجز ما يزيد عن 25نقطة من الحلول وهذا انجاز غير عادي، منها مسألة تسليم السلاح الثقيل والمتوسط من كافة الأطراف، وبسط نفوذ الدولة على كافة الأنحاء والأراضي، منها الحرية المذهبية والسياسية، ومنها التعويضات وإعادة النازحين، قضايا كثيرة، لكن فريق القضية الجنوبية نحن نتكلم في مسألة الحل عن جوهر الحل الذي يتعلق بالشكل القادم للدولة. * من سينفذ قرارات قضية صعدة التي ذكرت بعضاً منها؟ وما هو البرنامج الزمني للتنفيذ؟ - تنفذها الدولة بعد إنجاز الدستور، نحن سنعمل دستورا جديدا وسنبدأ بتنفيذ هذا الدستور وما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني. * في موضوع تسليم السلاح الثقيل الذي لا تزال جماعة تستخدمه تزامناً مع انعقاد مؤتمر الحوار، متى سيتم تسليمه؟ - نحن الآن في مرحلة الاتفاق على أسس بناء الدولة القادمة، وعلى معالجة هذه الاشكالات التي حصلت، وبناءً عليه فإذا ما تم الاتفاق على هذه النقاط وانتهى مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقامت لجنة صياغة الدستور بإعداد الدستور، سنبدأ في التنفيذ، والدستور هو جزء من التنفيذ لمخرجات مؤتمر الحوار، يعني بعد الانتهاء مؤتمر الحوار يبدأ التنفيذ لمخرجاته، بدءً بالدستور وأمور كثيرة ستأتي تباعاً بما يعني انجاز كافة النقاط، أضف إلى هذا أن مشاكلنا في اليمن متعددة، ولذلك مؤتمر الحوار عمل على معالجة المشاكل الجوهرية التي تؤدي إلى بناء الدولة الحديثة، الدولة الضامنة التي تسعى لبسط نفوذها على كافة مناطق الجمهورية، وبما أن كل المكونات السياسية مشاركة في مؤتمر الحوار الوطني ستعمل على معالجة كل هذه النقاط بالتوافق بين الأطراف وتبدأ في عمل آلية تنفيذية لهذه المعالجات. * فيما يخص القضية الجنوبية وما يتعلق بها من تنفيذ النقاط العشرين والإحدى عشرة التي كانت طرحت كتهيئة للحوار.. هل تعتبر هذه النقاط الآن جزءا من الحلول للقضية الجنوبية؟ - نحن عندما تكلمنا على النقاط العشرين في اللجنة الفنية كنا قدمناها كتهيئة، والآن أصبحت كجانب تهيئة، كما أنها جزء مهم من الحلول، أضف إلى ذلك أن بعض هذه النقاط لا تحتاج إلى يوم ولا إلى سنة، بل تحتاج إلى فترة طويلة، مثل ما تقوم به الآن لجنة الأراضي ولجنة المبعدين والمسرحين، هناك لجان كثيرة تعمل في هذا الجانب واعتقد أن العملية تمضي، والاعتذار الذي سمعناه مؤخراً، والآن كانت الحكومة مجتمعة واعتقد أنه ستكون لها متوالية لمناقشة المدد الزمنية لتنفيذ بقية النقاط العشرين. * هناك مواضيع أساسية في بناء الدولة ما زالت معلقة، هل يعني هذا أنها لن تحسم لتداخلها مع حلول القضية الجنوبية؟ - أصلاً يوجد مواضيع في بناء الدولة مرتبط بالقضية الجنوبية، ليس كل المواضيع، وإنما فيما يتعلق بموضوع شكل الدولة القادم، فمثلاً فريق بناء الدولة أقر الكثير من القضايا، في هوية الدولة، وفي النظام الانتخابي، لكن لما نأتي إلى شكل الدولة هذا مرتبط بالقضية الجنوبية، وكذا التقسيم الإداري، فهذا سيتأخر حتى يتم البت في القضية الجنوبية. * ومتى سينتهي مؤتمر الحوار الوطني؟ - من المفترض أن ينتهي مؤتمر الحوار الوطني في 18سبتمبر، أو في سبتمبر اجمالاً. * ألا ترى أن الفترة المتبقية من مؤتمر الحوار لا تكاد تكفي لإنجاز المهام مع وجود عراقيل؟ - لكن مقارنة مع ما تم انجازه لا توجد مشكلة. * لكننا في مرحلة الحلول والضمانات وهي المرحلة الحاسمة؟ - نعم هي المرحلة الحاسمة وتحتاج إلى مصداقية لدى المكونات وستمضي الأمور بشكل طبيعي، ليس لدينا الآن مشكلة، نحن الآن مثلاً تجاوزنا مرحلة كبيرة واتفقنا على عشرات القرارات في الفترة الماضية، بقي لدينا ثلاثة أو أربعة قرارات في القضايا الرئيسية. * لكن القرارات التي تمثل المحك كونها نقاط خلاف جوهرية. - نعم.. ولذلك هي تحتاج إلى مصداقية، واحياناً تحتاج تشاورات ... * هل هناك حوارات تجري في الكواليس -كما هو متداول لدى وسائل إعلامية- لحسم هذه النقاط محل الخلاف؟ - لا نقول حوارات تجري في الكواليس، وإنما مشاورات وهذا صُرح به أكثر من مرة، كما أن الحراك طلب اتاحة فرصة للتشاور مع المكونات مكونات الحوار بشكل عام، فالآلية تمضي بهذه الصورة. * كيف ستكون آلية جلسة النقاش النهائية أو ما تسمى بالجلسة الختامية؟ - بناء على النظام الداخلي سيستعرض تقرير كل فريق اجمالاً ويصوت عليه بشكل إجمالي، فإما أن يقبل التقرير كاملاً وإما أن يعاد إلى الفريق مع الملاحظات ليقوم باستيعابها، ثم بعد ذلك تقوم لجنة التوفيق بتجميع هذه التقارير كلها في تقرير واحد هو تقرير المؤتمر، ويعرض على آخر جلسة. * وفي حال وجود تناقضات بين القرارات في إطار الفرق المختلفة؟ - التناقضات ستعالج قبل استعراض التقارير ، يعني عندما تستكمل فرق العمل أعمالها تسلم تقاريرها إلى لجنة التوفيق، ولجنة التوفيق تعمل على مراجعة هذه التقارير إذا ما كان فيها تعارض أو تشابه أو تضاد لتجلس مع الفرق لمعالجة هذه المشاكل، لكن في النهاية هي تقوم بتجميع التقارير في تقرير واحد للمؤتمر وهو المخرج النهائي لمؤتمر الحوار. * هذا المخرج ماذا يمثل؟ - اعتقد أنه المنجز وهو العقد الاجتماعي الجديد لليمن، ويمثل أساس لإعداد الدستور والقوانين. * وكيف تنظر أنت إلى أداءكم في الأمانة العامة لمؤتمر الحوار.. هل أنتم راضون عنه؟ - لا نستطيع نحن في الأمانة أن نقيم أدائنا، ولكن من خلال تقييم الأعضاء والتقييم العام أعتقد أن أداء الأمانة العامة جيد، نحن تكلمنا من البداية أن دور الأمانة العامة هو دور فني إداري، صحيح أحياناً نضطر أن نشارك في العملية السياسية، لكن من جانب فني، كتقريب وجهات النظر، وإعانة هيئة الرئاسة في الكثير من القضايا، وهذا هو دور فني لكنه قد يكون مرتبط بالجانب الموضوعي. * وأين تقع الشفافية من أداءكم في الجانب المالي؟ - نحن فيما يخص الجانب المالي ننزل تقارير كل فترة على موقعنا في الانترنت، ونوضح كم صُرف من المال، وكل هذا ينزل بالتفصيل، وفي نهاية الفترة سنقدم تقرير مفصل عن كل ما تم صرفه خلال فترة مؤتمر الحوار الوطني الشامل. * كيف تنظر أنت إلى مؤتمر الحوار.. ما الذي يمثله في الساحة الوطنية؟ - اعتقد أن مؤتمر الحوار هو أهم عملية سياسية تجري اليوم في البلد، مؤتمر الحوار الوطني حقق انجاز غير عادي على مستوى اليمن، وعلى مستوى دول الربيع، وعلى مستوى المنطقة العربية بشكل عام، وحتى المجتمع الدولي ينظر إلى اليمن بإكبار، فهو انجاز غير عادي أن تجتمع كل المكونات في مكان واحد لمناقشة قضايا اليمن بشفافية ووضوح ودون سقف محدد، من كان يتوقع أن تجتمع كل هذه المكونات السياسية وتعلن رؤاها، وتعبر عن رأيها هذا يصدر بيان وهذا يصدر بيان، وما يظهر من اشكالات وعراقيل بمثابة تحديات، كلما كان التحدي أكبر كان دافع للإنجاز، ودائماً أحد عوامل التحفيز هو التحدي، كلما وجد التحدي كلما كان الإنسان أكثر فاعلية للعمل، وكلما كان التحدي أكبر كلما كانت الهمة أكبر وبوادر النجاح والانجاز أكبر، ولذلك نراهن أنه كلما وجدت تحديات تجد الإرادة لدى المكونات السياسية للخروج باليمن إلى بر الأمان. * وكيف تقيم أداء المكونات السياسية المختلفة وتفاعلها مع الحوار وقضاياه، وهل أبدت جميعها الحرص على انجاحه؟ - المكونات والفعاليات السياسية، منذ بداية انطلاق مؤتمر الحوار الوطني إلى الآن والكل يعمل بشكل جيد، تحصل عراقيل، لكن يتم تجاوزها، ويبقى القول أن مراحل اتخاذ القرار هي تأكيد واثبات لمصداقية المكونات السياسية أنها صادقة أولا، كانت أهم مرحلتين في مؤتمر الحوار الوطني هما الجلسة النصفية والجلسة الختامية، لأنهما الجلستان اللتان يتم فيهما اتخاذ القرار النهائي بخصوص نتائج وتوصيات فرق العمل، عندها يتضح هل هذا المكون حريص في انجاح عملية الحوار أم لا، ولذلك تثبت مصداقية الناس في نهج الحوار الوطني، ونحن على يقين أن المكونات السياسية التي أتت لمؤتمر الحوار على قدر كبير من المسئولية وتسعى جاهدة لإنجاح الحوار، فما جاءت إلى الحوار إلا لأنها أدركت أنها لا سبيل إلا الحوار، فأنا كنت ذكرت في تصريحات سابقة أن الناس جربوا السلم والحرب، وشاركوا في السلطة والمعارضة، وجربوا كل شيء، وبقي موضوع الحوار والاستماع إلى بعضهم البعض للخروج إلى نقاط جوهرية يتفق عليها الجميع، واعتقد ان الفرصة قد جاءت واليمنيون سيدركونها، وسنأتي إلى يمن جديد بعد مؤتمر الحوار الوطني. * وما هي –بنظرك- ضمانات تنفيذ قرارات ومخرجات مؤتمر الحوار؟ - الضمانات باعتقادي كثيرة، أول ضمان هو الشعب، وكذلك شباب الثورة، أيضاً المكونات السياسية المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، المجتمع الدولي ايضاً مهم في هذا الجانب، أضف إلى ذلك النصوص الدستورية التي ستأتي أحد أهم الضمانات في مخرجات الحوار، حيث أن لجنة صياغة الدستور ستأتي وتعمل على صياغة الدستور من خلال مخرجات مؤتمر الحوار، التي هي مرتكزات تحولها لجنة صياغة الدستور إلى قوالب ومواد دستورية تعرض على الشعب للاستفتاء، فهذه أهم عملية، إذا ما أراد أحد أن يقول ما هي نتائج مؤتمر الحوار النهائية سنقول الاستفتاء على الدستور بنعم، وهذه النتيجة الحقيقية والفعلية. * ما الذي تريد أن تضيفه في نهاية هذا الحوار؟ - في الأخير أوجه رسالة للجميع أنه مهما حصل من اشكالات أو مشاكل في الجانب الأمني اعتقد أننا الآن في مرحلة المخاض وقرب ميلاد الدولة الجديدة، واصحاب المصالح من دولة الفساد والماضي يسعون دائماً لعرقلة هذا البناء، فمثلاً تضرب أنابيب النفط وتضرب الكهرباء ويحصل تفجيرات وكلها كان الهدف منها ايقاف مؤتمر الحوار الوطني الشامل، لكن أعضاء مؤتمر الحوار على قدر كبير من المسئولية، وقفة احتجاجية لدقائق أو ربع ساعة ثم يعودوا إلى أعمالهم، ولذلك كل هذه الاشكالات التي نعيشها اليوم في البلد وايضاً العراقيل في الجانب السياسي هي لأننا قربنا من الاستحقاق النهائي لبناء الدولة الجديدة، وستجد أن كل الاشكالات التي كانت تحصل هنا وهناك ستنتهي، لأننا سنبني الدولة اليمنية الجديدة وعندها ستسقط كل هذه الأصوات، فأقول عندما نقضي على الفساد ونسعى لنوجد الدولة الحقيقية التي ينتهي الفساد من مؤسساتها ومفاصلها ستجد أن رواد الفساد يحاولون إعاقة هذه العملية، وفي آخر مرحلة يستجمعون كل قواهم لمحاولة الاعاقة، لكنهم لن يستطيعوا، لأن الكل حريص. *الصحوة نت