جيش ٌ أصابته لعنة الانقسام السياسي وتنافس " النخبة " في ضل الحزب الواحد على السلطة و النفوذ أدى إلى انشقاقات خطيرة بداخله ِ بدأت في عام 1978م بالانقلاب على الرئيس الجنوبي سالم ربيع علي المعروف بسالمين و الذي استسلم للمنقلبين عليه في 22 يونيو 1978 , و تم إعدامه في 26 يونيو 1978م. لم ينتهي الأمر عند هذا الحد فمازالت الاستقطابات و الاغتيالات و زوار الليل يقومون بالتصفية الداخلية لكوادر هذا الجيش العظيم وذلك لتحقيق مصالح النخب السياسية والتنافس على السلطة و النفوذ حتى حدث زلزال 13/يناير/1986 م, و الذي أدخل الجيش في دوامة الصراع السياسي و منعه ُمن القيام بالمهام الأساسية التي وجد من أجلها و أدى إلى انقسامه إلى فريقين و قتل بعظهم بعضًا حتى روى البعض أنهم كانوا في العشاء يأكلون من صحن و احد و في صبيحة اليوم الثاني ذبح بعضهم البعض لتحقيق " انقلاب " و مصالح سياسية وكانت حرب أهلية عظيمة, والتي قُتل فيها الآلاف من قيادة الحزب الاشتراكي وكوادره، في مقدمتهم عبد الفتاح إسماعيل وعلي عنتر وعلي شايع هادي وكثيرون ، وبلغت التقديرات إجمالي الشهداء من المدنيين ما يزيد عن عن 12 ألف شهيد و نجا في هذه المواجهات الدامية علي سالم البيض و حيدر أبو بكر العطاس و سالم صالح محمد و أخرون ؛ ومن الناحية الأخرى نزح الآلاف من كوادره الجيش إلى الشمال بعد هزيمتهم في المعارك في 13/يناير /1986 ، والتحقوا بعد ذلك بصفوف القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، وساندوا جيش الوحدة في الحرب ضد رفاقهم السابقين عام 1994 في الحرب على الانفصاليين . و في طليعة هؤلاء برزت مجموعة من ألمع الضباط، مثل رئيس الجمهورية المشير عبد ربه منصور هادي الذي أصبح وزير الدفاع آنذاك ، ورئيس الأركان السابق اللواء عبد الله عليوة، واللواء سالم قطن الذي اغتاله مسلح قاعدي. و كان تفكك وانهيار جيش الحزب الاشتراكي الحاكم في عدن حتميا بسبب الخلافات السياسية التي عصفت به منذ التأسيس و الاغتيالات الممنهجة لكوادر هذا الجيش وكل ذلك كان بسبب الصراع السياسي الداخلي في الحزب الواحد أبان تلك الفترة . فمن يعتذر لهذا الجيش العظيم و من يقتص للضحايا من العسكريين و المدنيين و من منا فهم الدرس جيدًّا وأخذ العبرة لكي لا نكرر أخطاء الماضي؟ و في الختام .. مصلحة الشعب أقدم و أولى من مصلحة النخب المتصارعة على السلطة في الجنوب فلا تكرروا أخطاء الماضي .