شهدت محافظة شبوة خلال الأسبوع المنصرم سلسلة أحداث ساخنة بدأت فجر الجمعة الماضية بمقتل أكثر من 40 جنديا في هجومين منفصلين لمسلحين ينتمون لتنظيم القاعدة على مواقع تابعة للقوات اليمنية بمديرية رضوم وميفعة. وظهر الأربعاء الماضي قتل قائد الاستطلاع باللواء 21 ميكا بمحور عتق العقيد محمد احمد غالب السعيدي بانفجار عبوة ناسفة زرعت بسيارته. وقالت ل(عدن أونلاين) مصادر محلية أن سيارة العقيد السعيدي نوع (هايلوكس) وهو من أبناء محافظة إب انفجرت أثناء مروره في الشارع العام بالقرب من سوق الخضار المركزي بمدينة عتق, مشيرة إلى أن السيارة تفحمت بفعل الحريق الناجم عن الانفجار حيث تولى مواطنون مهمة اطفاءه ولم تشاهد اجهزة الامن في منطقة الحادث إلا بعد مرور نحو الساعة. وأشارت المصادر ذاتها أن الحادث وقع وقت الذروة حيث يشهد السوق اكتظاظًا شديدًا بالمواطنين إلا أنها لم تسجل اصابات في صفوف المواطنين. وأضافت المصادر أن مواطنين غاضبون هشموا زجاج سيارة تابعة للدفاع المدني جاءت إلى مكان الحادث لإطفاء الحريق إلا أنها كانت فارغة من الماء. وجاء الانفجار بعد اجتماع عقده العميد أحمد صالح عمير مدير أمن شبوة مع عدد من القيادات السياسية والأمنية ومشائخ القبائل لمناقشة الأوضاع الأمنية في المحافظة وسبل التعاون المشترك بين المواطنين والجهات الحكومية, بعد أن وجهت اتهامات له بالتقصير في عمله. وكشف مصدر مسؤول ل(عدن أونلاين) رفض الكشف عن أسمه أن اجتماع مدير الأمن الذي عقد الأربعاء "ظاهره الحفاظ على الأمن ومحاربة الاختلالات الأمنية, وباطنه رفض أي تغييرات قادمة لاسيما وأن هناك معلومات تحدثت عن إقالة وشيكة لمدير الأمن وقائد القوات الخاصة على خلفية الانفلات الأمني الذي تشهده المحافظة". حد قوله. كما طالبت العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية بإقالة قائد محور عتق العميد الركن محمد حسين الجماعي, وتتهمه بأنه يقف وراء الاختلالات الموجودة في المحافظة. وكان مدير أمن محافظة شبوة قد استدعى القيادي في الحراك بشبوة صالح فدعق مساء الأحد الماضي على خلفية العصيان المدني وإغلاق الدوائر الحكومية بالقوة, متهما أياه بأنه حول منزله إلى مخزن للأسلحة . وقال فدعق في بيان نشره على صفحته ب"الفيس بوك" أن مدير الامن تحدث معه بلغة حادة متهماً الحراك الجنوبي بالوقوف وراء الانفلات الامني في عتق, وأشار فدعق أنه نفى تلك الاتهامات بشدة وقال لا علاقة للحراك بهذا الأمر, مؤكدًا أن الحراك سيظل سلميا ويرفض العنف بكل اشكاله. وأضاف أن العميد بن عمير بدأ في حالة سيئة بسبب هجوم القاعدة الاخير على مواقع الجيش والامن وقال أن أطرافا في صنعاء تقف وراء الحادث وتقوم بتقديم التسهيلات لتلك الجماعات وتامين الخط العام لهم وذلك في حديث له عبر الهاتف.حسب كلامه. وكانت صحيفة (اليمن اليوم) التابعة للرئيس المخلوع نشرت في عددها الأربعاء خبرًا زعمت فيه أن تنظيم القاعدة أعلن مدينة حبان إمارة إسلامية, وهو ما نفاه أهالي حبان جملا وتفصيلا وقالوا أنه كذب وافتراء, متهمين وسائل إعلامية تابعة للمخلوع بالترويج للجماعات المسلحة ونشر الفوضى. ونفى مدير عام مديرية حبان محمد سالم مشفر في تصريح ل(عدن أونلاين) ما أوردته وخاصة صحيفة (اليمن اليوم )و(براقش نت) وتناقلتها العديد من المواقع الالكترونية حول مديرية حبان وطلب جماعات مسلحة اخلاء المباني الحكومية واستغرب تلك الاشاعات وقال أنها ليست صحيحة. على صعيد متصل رفع رئيس مشترك شبوة اللواء الركن محمد عبد الله الكديم مذكرة عاجلة إلى محافظ أحمد علي باحاج طالب فيها بسرعة تشكيل لجان أمنية وعسكرية للتحقيق في الأحداث التي تشهدها بما فيها أحداث الساحل في مديرتي رضوم وميفعة التي حصلت خلال الاسبوع الماضي وراح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من الجنود. ووصف الكديم ما حدث الأسبوع المنصرم ب"الجرائم التي لا يمكن السكوت عنها وسيلعن التاريخ من سكت عن ما حصل في مديريتي ميفعة ورضوم". وطالب بضرورة رفع تقرير للمجلس المحلي يحدد ما الذي قامت به الاجهزة الامنية كل حسب اختصاصه تجاه تلك القضايا وتجاه الاعتداء على المرافق العامة والخاص. وأوضح أن ذلك يأتي من واقع المسؤولية الوطنية واستشعارًا بمخاطر الانفلات الامني وتقاعس الأجهزة الأمنية عن القيام بالأدوار المناطة بها. آملا أخذ ما ورد في المذكرة بشكل عاجل وجاد كون الاوضاع لا تحتمل التسويف والتأجيل والمجاملة, حد قوله. وكانت مجاميع مسلحة من تنظيم القاعدة هاجمت الجمعة الماضية معسكر قيادة القوات الخاصة في منطقة جول الريدة بمديرية ميفعة ونقطة تفتيش تابعة للجيش اليمني بالقرب من منشأة بالحاف للغاز المسال, وقتلت نحو 40 جنديا واستولت على ثلاثة أطقم , بالإضافة إلى أسر 15 جنديا واحتجزتهم في منطقة ضيقة بأبين قبل أن تطلق سراحهم مساء الثلاثاء الماضي بعد جهود بذلتها وساطة قبلية أقنعت القاعدة بالإفراج عنهم شريطة تعهد الجنود بعدم محاربتها مرة أخرى.