أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن حزبه – حزب العدالة والتنمية الحاكم في البلاد-، سيرشح سيدات محجبات لخوض الانتخابات المحلية المقبلة باسمه، موضحا أن تلك الخطوة ترسخ لمبادئ الديمقراطية والعدالة في البلاد. جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية مباشرة أجراها أردوغان مع محطتين تلفزيونتين محليتين، أوضح فيها أن حرية ارتداء الحجاب في المؤسسات الحكومية، سيثتثنى منها العاملات في القوات المسلحة التركية، والشرطة، والقضاء، لكنه أشار إلى حرية تلك المؤسسات في تغيير لوائحها الداخلية وقتما وكيفما شاءت. وأضاف أردوغان أن استطلاعات الرأي أشارت إلى تأييد ما يقرب من 60 إلى 70 في المئة من الشعب التركي، حزمة الإصلاحات الديمقراطية، التي أعلن عنها بنفسه الاثنين الماضي. وبخصوص النظام الانتخابي، وسقف الدخول للبرلمان بالنسبة للأحزاب السياسية، ذكر أردوغان، أنهم سيأخذون بالنتائج التي ستسفر عنه استطلاعات الرأي في هذا الخصوص" بكل ديمقراطية وحيادية مطلقة". وشدد أردوغان على أن اللغة التركية هى اللغة الرسمية للبلاد، لافتا إلى أن السماح بالتعليم بلغات غير التركية في المدارس الخاصة لا يتعارض مع هذا الأمر، داعيا الجميع إلى الابتعاد عن إثارة البلبلة حول هذه النقطة. وأشار أردوغان كذلك إلى مدة الخدمة العسكرية في تركيا، موضحا أنهم يتفقون مع الأركان العامة التركية، ووزارة الدفاع حول ضرور تقصير تلك المدة بعض الشيء، مشيرا إلى أن تلك المدة ستنخفض حتى 12 شهرا. ونفى رئيس الحكومة التركية، المزاعم التي نشرها دولت بهتشه لي ، رئيس حزب الحركة القومية، ثاني أكبر أحزاب المعارضة التركية، حول نية الحكومة الغاء مفاهيم القومية التركية من كافة جهات الدولة، وكذلك الدستور، مؤكدا أن هذه أكاذيب لا أساس لها من الصحة. وأوضح أردوغان أن الهدف من حزمة الإصلاحات الديمقراطية الأخيرة هو اثبات أن الحكومة تمثل الشعب التركي بجميع طوائفه، وأن الجميع مشتركون في هذا الوطن مهما كانت أعراقهم ودياناتهم. ولفت أردوغان إلى أن الحكومات السابقة لم تطبق المادة التي تقول "الدولة تقف على مسافة واحدة من جميع المعتقدات، وأن جميع الجماعات بمختلف عقائدها تحت حماية وضمان الدولة"، والموجودة في مادة العلمانية، بدستور عام 1982، مضيفا "لقد كنا نحن ضحايا عدم تطبيق تلك المادة كما ينبغي". ومضى قائلا "ومن ثم نحن نسعى إلى تلافي أخطاء الغير حتى لا يقع ضحايا جدد، ولن نسمح لأحد على الإطلاق بممارسة العنصرية ضد أبناء الشعب التركي". واشترط أردوغان، على اليونان أن تحل مشاكل الأقلية التركية ورجال الدين الأتراك، وبقية المسلمين الذين يعيشون بمنطقة (تراقيا) الغربية باليونان، حتى تعيد فتح مدرسة الرهبان اليونانية فى جزيرة هيبلى الواقعة فى بحر مرمرة، قبالة سواحل مدينة أسطنبول، والتى تم إغلاقها عام 1971، بعد أن عملت على مدى 140 عاما، خرجت خلالها قرابة 1000 راهب، حيث تعتبر مدرسة لإعداد رجال الدين. وأعرب أردوغان عن أمله في أن تحدث حزمة الإصلاحات الديمقراطية الجديدة تاثيرا لدى المفوضية الأوروبية التي تستعد لإصدار تقرير حول مدى تحقيق تركيا تقدم بشأن ملفات التفاوض الخاصة بانضمامها للاتحاد الأوروبي.