اوضحت السيدة اليمنية - توكل كرمان - والحائزة على جائزة نوبل للسلام بان الفترة الانتقالية التي جاءت كنتاج عن مبادرة التسوية الخليجية اوشكت على الانتهاء بالتزامن مع مناقشة التوصيات النهائية وبلورة الحلول العادلة لجميع المشكلات والأزمات التي خلفها علي عبدالله صالح مع منظومة حكمه السابقة والتي ادت الى تفجير ثورتان ضده تمثلت في الحراك السلمي جنوباً .. وثورة الشباب السلمية شمالاً في فبراير 2011م . بخصوص مقترح تمديد الفترة الانتقالية لمرحلة اضافية وبقاء هادي رئيسا توافقياً للبلد قالت توكل كرمان : لا أهتم بأمر التمديد لهادي أو التجديد لشخصه طمعاً في مصلحة شخصية بقدر ما يعنيني حل المشكلات ووضع المعالجات لكافة الأزمات العميقة والقضايا الكبرى التي صنعها وخلقها نظام علي عبدالله صالح، واضافت انه من الانسب تمديد الفترة الحالية مرة واحدة فقط ولمدة محددة ، تبدأ بمحاسبة المعيقين وإقالة المقصرين والفاشلين وتنتهي بإنجاز كافة استحقاقات المرحلة الانتقالية، يتم بعدها الانتقال الى مرحلة جديدة، بقيادات جديدة، في كافة السلطات التشريعية والتنفيذية، المركزية والمحلية . وارجعت كرمان هنا الحل النهائي الى الرئيس هادي لكونه من يملك القرار بالدرجة الأولى ويستطيع لان يكون مؤسس الدولة اليمنية الحديثة او ان يكون نسخة رديئة من علي صالح . واعتبرت كرمان خيار ترحيل استحقاقات ومهام هذه المرحلة الى فترة تأسيسية جديدة، يتم ادارتها بنفس القيادات والمسئولين الفاشلين والمقصرين والمعيقين نوعاً من الجنون الحقيقي وطريقاً حتمياً الى الفشل المؤكد وكل ما يجب فعله ان يتم وضع الحلول حلها الآن وخلال هذه الفترة، دون ترحيلها إلى فترة قادمة أخرى، سيعد ذلك الترحيل هروباً ونكوصاً عن القيام بالواجب!! واستغربت كرمان من الذين يريدون دولة مدنية دون حساب ... وحكومة حديثة دون مساءلة مشيرة إلى أن من ارتكب جرائم إساءة استغلال السلطة أو تورط في قضايا الفساد العام فإنه يفصل من الوظيفة العامة ويحرم من شغل أي وظيفة عامة مستقبلا، هذا ما تقوله كل دساتير العالم . وفي رسالة منها إلى جميع السياسيين في البلد خاطبتهم توكل كرمان بقولها : لا تتعبوا أنفسكم في الاختلاف حول قرارات العزل السياسي التي توافق عليها فريق الحكم الرشيد في مؤتمر الحوار، فتلك القرارات لم تأتي سوى بنصف ما قالته دساتير العالم وما نصت عليه قوانينها مضيفة اليهم اذهبوا لا بأس عليكم ، فقد غفر المبعوث الدولي لكم ما تقدم من ذنوب الفساد وما تأخر ليس بإمكانكم القول لهم أمامكم المناصب والوظائف العامة اشغلوها متى أردتم، وابقوا فيها ما شئتم وارتكبوا المزيد من الجرائم والفساد دون حساب مستطرد في حديثها بانه لن يكون بإمكان السياسيين أبداً القول في الدستور المدني الحديث الذي تعهدوا بإنجازه كأحد مخرجات مؤتمر الحوار ولا في القوانين الموعودة لناهبي المال العام . وبشان من يقف وراء اعاقة المرحلة الانتقالية اعقبت كرمان بقولها : الذين كانوا السبب في اعاقة نجاح استحقاقات الفترة الماضية سيحولون دون انجاز نفس الاستحقاقات في حال تم ترحيلها الى مرحلة قادمة، مالم يتم وضع حد لتلك الإعاقات وتحميل المعيقين المسؤولية ومحاسبتهم ومساءلتهم سيجعل من المستقبل كله فترة انتقالية ممتدة، ولهذا فمن الطبيعي والمنطقي أن تتم المساءلة الشعبية والرسمية لجميع المعرقلين . ونوهت كرمان الى ان الحصانة تعني عفو عن الجانب الجنائي في كافة جرائم الصراع السياسي وجرائم الانتهاكات المرتكبة خلال الفترة السابقة ل2012م مشروط بعدم تكرار التورط في ارتكاب تلك الجرائم مجددا ، وعدم بقاء المشمولين بالحصانة في الوظيفة والمسؤولية العامة او تقلدها مستقبلا .. وهذا يعني أن من يتورط مجددا في ارتكاب تلك الجرائم بعد عام 2012م بصورة مباشرة او غير مباشرة يتم محاكمته عن كافة الجرائم السابقة واللاحقة كما قالت ..