باتت الدراجات النارية في الكثير من مناطق محافظة الجمهورية " كابوساً مزعجاً " يؤرق حياة المواطنين ، وتفاقم الحيازة غير النظامية والاستخدام العشوائي وغير المنظم لهذه الوسيلة حولها الى آلة قتل ومصدر رئيسي للإزعاج والشكوى الدائمة للمواطن و تعتبر الدراجات النارية "القاتل الأول" للشباب واليافعين ذوي الأعمار "15 - 30 " سنة في بلادنا ، حيث تحصد قتلى كل يوم .واذا كانت الدراجة النارية الوسيلة الاكثر شيوعا في بلادنا اليمن ، فان انتشارها اصبح ظاهرة عامة ومغلقة للسكان في مناطق ومدن محافظة أبين .. وحول ظاهرة انتشار الدراجات النارية وخطورتها المتمثلة فيما تتركه من آثار صحية ونفسية على الأبناء لما يتعرضون له من إصابات بليغة وعاهات مزمنة "مستديمة" عدن اون لاين قام بإجراء عدد من اللقاءات مع عدد من المواطنين الذين تنوعت آراؤهم واحاديثهم و خرجنا بهذه الحصيلة : من تحت الاشارة .. فوق القانون : في اثناء تجوالنا في بعض المناطق ، كان تواجد الدراجات النارية لافتا ، تجوب الشوارع دون التقيد بأية انظمة ، و بينما اغلب راكبيها هم من المراهقين والشباب. التقينا عبدالله ناصر حسن اثناء تجوالنا في منطقة "أبين " الذي قال ان ايجاد حل للمشكلة بات " امراَ ملحا " وقال " الدراجات النارية لا تقيم وزناً لقواعد المرور والسلامة الفردية والعامة عاد ذلك الإزعاج ليل نهار.." ، وتساءل " لماذا لا تخضع الدراجات لقواعد المرور من فحص سنوي الى تثبيت لوحة رقمية لكل واحدة مثلها مثل السيارات". مواطن قال: الدراجات النارية أصبحت ظاهرة واستئصالها لن يتم بسرعة وللحد منها أولاً ثم القضاء عليها او تنظيمها بقانون يحتاج تعاون السلطات ومنظمات المجتمع المدني والمشائخ والأهالي بالتنسيق لعمل المعالجات وبحاجة إلى حملات توعية بخطورتها والحد من انتشارها والتنسيق مع إدارات المرور بالمديرية والمحافظة لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة من تراخيص واختبارات السائقين لإجادة السواقة وتدريجياً ستخفف الأضرار الناجمة عن حوادث الدراجات النارية.. واستوقفنا احدى الدراجات العابرة و سألنا صلاح عن ولعه بركوب الدراجة النارية ، حيث قال لنا " أفضل دراجتي النارية ألف مرة عن كل سيارات العالم " ، واصفاَ دراجته النارية برفيقة دربه ، فأصلاح الذي يقضي ساعات طويلة بالتجوال على دراجته النارية يعتبر قيادة الدراجة هواية ومتعة . إزعاج وارق: يشير ابوبكر صالح من أهالي مدينة لودر للإزعاج الذي يتسبب به راكبي الدراجات النارية ، بالقول " عندما يقود أحدهم دراجته يشعر وكأنه الوحيد على هذه الأرض فتراه يقود دراجته تارة لليمين وتارة لليسار ، لا يهمه ازدحام الطريق بالسيارات ، أو مرور الأطفال والسيدات المهم أن يشبع جنونه بقيادة دراجته " ويتابع ابوبكربالقول : وغالبا ما يتميز سائقو الدراجات النارية وخصوصا الشباب منهم بالسرعة الجنونية وقيامهم بعروض فرجوية على الطرقات أو إجراء سباقات في ما بينهم. وسائقو هذه الدراجات مهما اختلفت أنواعها أغلبهم من الشباب . اضطرار مهنة الدرجات : محمد السعدي مالك دراجة نارية قال :يوجد بيننا شباب عاطلون عن العمل من خريجي الجامعات والمعاهد حظيت إقدامهم وهم يتابعون الخدمة المدنية منذ سنوات فاضطروا لمهنة الدراجات النارية ليعيلوا أسرهم وعلى الدولة توفير وظائف لنا كخريجين وسوف نترك الإيجار بالدراجات النارية وسيلة نقل أم وسيلة قتل : ناصر عبدالله الصوملي شاب في مقتبل العمر 20 عاما من أبناء مدينة لودر تحدث بحزن وأسى قائلاً:تعرضت قبل أكثر من 3 أشهر لحادث مروري شنيع بينما كنت أقود دراجتي النارية بأحد الشوارع الرئيسية بمدينة لودر وقد أدى الحادث إلى إصابتي بكسر في يدي وتمزق أعصابها حتى أصبحت ميتا تماما.. وقمت بالإسعافات الأولية والعلاج الطبيعي وتكلفت أكثر من مائة وخمسون ألف ريال يمني لكن دون فائدة ,وانصح الشباب وصغار السن ممن يقودون الدراجات النارية بالتخلي عن استخدام هذه الظاهرة المميتة أو على اقل تقدير تجنب الاستخدام السيء للدراجات النارية لما تحدثه من أخطار يذهب ضحيتها العشرات كل يوم في مختلف المدن الرئيسية والمناطق الريفية التي تكتظ شوارعها بإعداد هائلة من الدراجات النارية وجنبهم الله كل مكروه. والأخ عبدالله السالمي احد الآباء الذين عانوا الأمرين من الظاهرة حسب تعبيره قال: تعرض ابني لحادث أثناء تصادم دراجته النارية مع دراجة أخرى وكسرت رجله وكلفني علاجه قرابة نصف (80000) ريال أو أكثر على ما أظن وعالجته في مستشفى الجمهورية بعدن ونصيحتي كل من عانى من هول ماسي هذه الظاهرة تركها نهائيا والأرزاق بيد الله اطلبوا الله على عربة حمولة جاري أفضل من طلبة الله على دراجة نارية وإذا كان لابد فيجب استخدامها بالقواعد المرورية ومنح أصحابها رخصة قيادة رسمية .