في حين ندعو اليوم إلى التهدئة ونشر ثقافة الحوار ،يتجه آخرون من بيننا إلى الدعوة إلى تمزيق البلد وإحياء النعرات الطائفية و المناطقية وبث روح الفرقة والإرجاف ،فسارعت اليوم بعض الصحف الصفراء إلى الاعلان عن تمزيق حضرموت وأنها في الغد تودع اليمن .تلك هي أحلامهم وما خططوا له .وذاك سعيهم وما يحلمون . فيا أيها الأحرار من أبناء الشمال والجنوبواليمن عموما: ادفنوا هذه العصبيات ودعوات التمزيق تحت أقدامكم فأنتم تعلمون جيداً من هم أصحابها ودعاتها. ومن يقف وراءها وينفخ في نيرانها . أنتم تعلمون جيدا ما القيم التي يحملها أولئك الذين يدعون إلى صدعها وشق صفها واعلانها حربا أهلية . أنتم تعلمون من هو الذي يقف وراء هذه المحاولات ومسلسلات الاغتيالات . التي باءت إلى اليوم بالفشل في الجنوب والشمال . ففوتوا عليه الفرصة واعلنوا مطالبكم الحقة بصورة حضارية معبرة . واحبطوا كل من يريدها نارا تلظى على الجميع ,واستجيبوا لندائه صلى الله عليه وسلم إذ يقول للقرون كلها (دعوها فإنها منتنة)... وما هي؟ صيحة نادى بها أنصاري: يا للأنصار، وردَّ مهاجري: ياللمهاجرين فسمع ذلك رسول الله وقال: (ما بالُ دعوى جاهلية؟ دعوها فإنها منتنة) نعم إنهم يريدون اليوم اشعالها نارا بين جنوب وشمال ليجهزوا على البلد ويمزقوا أهله . وإني أقول : ما المانع أن تسمو اليوم لغة التهدئة وروح الحوار والمظاهر الحضارية بين أبناء البلد الواحد إلى حد لو شكا من في شمالها توجع له من في جنوبها والعكس. ألم يتداخل الشمال والجنوب عبر السنين الماضية فذابت هذه النعرات وأصبحوا نسبا وصهرا . وتوطدت العلاقات وأمن الناس من بعضهم بعضا. ليس من الإسلام أيها الأحرار في شيء هكذا أعلنها صلى الله عليه وسلم مدوية في حقب التأريخ "ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية". وفق الله الجميع لما يحب ويرضى .