انتقلنا اليوم من التنظير إلى العمل . فلنطرد لغة اليأس ، وحديث التشاؤم ، ونفسية الاحباط، ومنشورات التجريح ، وقواميس التخوين. لنستبدل كل ذلك بلغة، التفاؤل ، وكلمات الأمل، وثقافة التشجيع، وعبارات، النجاح. ها قد انتهى مؤتمر الحوار الوطني وأطلت على الجميع مخرجاته ، وتوافقت جميع القوى والمكونات على نتائجه ، واستقبلها الجميع ما بين متفائل ومتشائم . إن الضمانة الحقيقية لنجاح مخرجاته: هي قلوبنا التي بين جنبينا التي لابد أن ننظفها اليوم من الأحقاد ، ونغسلها من الكيد ، ونطهرها من تبادل الاتهامات. إن الضمانة الحقيقية لتنفيذ مخرجاته هي: النفوس التي لابد أن تهدأ وأن تصفوا وأن تجتمع وأن تتآلف وتتكاتف. إن الضمانة الحقيقة لتنفيذ مخرجاته هي: أنا وأنت ونحن جميعا فلنتحمل المسئولية التي ليست على فرد بعينه ولا على جهة معينة لأن تبعات اليوم أكبر من قدرة ومؤهل أي فرد منا. إن الضمانة الحقيقية لنجاح مخرجاته: يدا بيد نبني يمن الغد. وأن نرفع شعار ( الإدارة بالحب) لهذا البلد الحبيب. إن الضمانة الحقيقية هي: شرب جرعات المصارحة ، وتقيؤ الأحاديث الجانبية ، ولبس ضمادات الوطنية. إن هذه المخرجات ليست عصى موسى ، ولا بساط السندباد ، ولا مصباح علاء الدين، ولا هي الوصفة السحرية لشفاء كل أمراضنا ، مالم نحيل الطموح إلى واقع ، والتنظير إلى تطبيق، ونرسم المستقبل بريشة فنان مبدع ، ونصنع نحن أشعة شمس الضحى. علينا جميعا اليوم : الكف عن المزايدات الرخيصة، وتبادل الاتهامات، والدخول في النيات، علينا أن نتقبل بعضنا البعض ونستوعب جميع خلافاتنا، الا يستقيم أن نكون اخوة وإن اختلفنا في مسألة. ﴿ لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾{النساء/114}. وفق الله البلد لما يحب ويرضى وجعل أهلها أخوة متحابين .