لايخلو مجتمع من مشكلات تطفو على سطحه وبعض البيوت وحتى المرافق والادارات والمنظمات تغص ببعض المشكلات التي تراكمت وتركت منذ زمن ولم تُحل أو يُسعى إلى حلها والبعض مع الأسف يقف متفرجاً عاجزاً حائراً ولايملك غير الحوقلة التي تتردد على لسانه كلما تأمل فيها لكنه لم يسع إلى حلها ولم يتخذ الخطوات الاجرائية لذلك إيثاراً للسلامة وانطلاقاً من باب «دعهم وشأنهم» بظاهرة سلبية مطلقة فلا تضحية ولاجهد ولاسعي للإصلاح. إنني اجزم ان بعض الاقارب والجيران والخلان تحدث بينهم مشكلات تتطور إذا لم تجد لها إنساناً يسعى بصدق وإخلاص إلى حلها وتقديم مقترحات وحلول عملية وجهد في ردم الهوة وتقريب وجهات النظر وهي محاولة جادة فلولا المشكلات التي تعترض العظماء فيحاولون التغلب عليها لما كانوا عظماء ، ولانجاح بدون فشل ولولا مشكلات الطلاب في المدارس ومحاولة حلها من المعلمين المخلصين والإدارات المدرسية المقتدرة لما برز أيضاً معلمون اكفاء ذوو خبرة وحنكة ومهارة وإدارات مدرسية ناجحة. وبهذه الرؤى المتعددة يسهم المخلصون بتقديم الجهود الطيبة في رأب الصدع وإنهاء الخصومات والخلافات وتقريب وجهات النظر بصورة مدروسة بعيدة عن دهاليز الحلول المعقدة وتقديم مايمكن تقديمه لإطفاء لهيب المشاحنات الساخنة العائلية أو الإدارية أو الرسمية والابتعاد عن الاحتكاكات والمماحكات وتغليب العقل واللجوء إلى التسامح والوفاق والاصلاح إيماناً بقوله تعالى «لاخير في كثير من نجواهم إلاَّ من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً» النساء «114». وخلاصة القول في ضوء ماحاولنا الوصول فيه إلى صيغة محددة للوفاق والاصلاح وإنهاء المشكلات.. المطلوب أن تتعدد جوانب المبادرات الذاتية والرسمية الصادقة والحوار المسئول لتقارب الآراء مهما تباعدت والافكار مهما تنافرت بهدف الوصول إلى رؤية حقيقية تخدم الجميع وتشكل المرجعية الرئيسة للوفاق وفك لغز المشكلات فتسود المحبة بعد الخصام ويتحقق الاستقرار النفسي ويتجه الناس كل إلى عمله ومرفقه وتقديم المفيد لمجتمعه «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ماينفع الناس فيمكث في الأرض»