هذه الرسالة التربوية أوجهها لإخواني المعلمين وأخواتي المعلمات لعلهم يجدون فيها بعض الفائدة التي تنعكس آثارها الإيجابية على مستوى أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات ، فمن حق المعلم والمعلمة أن يعلما ويعرفا ما يساعدهما على بلوغ أهدافهما التربوية والتعليمية ، كما أنه من واجب الإرشاد أن يقدم للمعلم وللمعلمة مايراه مناسبا للرفع من مستويات الطلاب والطالبات العلمية والسلوكية . نحن لانطلب من المعلم أن يقوم بدراسة الحالات الفردية للطلاب، وكذلك المعلمة مع الطالبات ، لأنهما غير متخصصين في ذلك ، ولكن كل مانطلبه منهما التعاون مع المجلس الطلابي أو المرشدة الاجتماعية في متابعة الطالب أو الطالبة وتولي حل المشكلات الصغيرة الطارئة التي يتعرض لها التلاميذ أو التلميذات، كما يتعاون المعلم والمعلمة مع المرشد أو المرشدة في اكتشاف الحالات التي تؤثر على مسيرة التلميذ أو التلميذة الدراسية والتي تسبب للإدارة المدرسية وللمعلم أو المعلمة حرجا كبيرا ، فالمعلم والمدير ملزمان بالقيام بواجبهما التربوي تجاه طلابهما ، إلى جانب ما يقوم به المرشد والمرشدة ورئيس المجلس الطلابي في المدرسة من أعمال إرشادية تمس جوهر العملية التربوية بالمدرسة ، ومن أهم ما يفعله المعلم في المجال الإرشادي اكتشاف حالات التلاميذ في وقت مبكر قبل أن تتفاقم المشكلة ويصبح حلها صعبا ، فتقع هنا على المعلم مهمة عدم حشو أذهان الطلاب بالمعلومات فقط دون أن يتم التعرف على ظروفهم الخاصة ، ومساعدتهم في التغلب عليها إذ أن التربية الحديثة تدعو للعناية بشخصية الطالب والطالبة من جميع النواحي ( الروحية والجسمية والنفسية والاجتماعية ) من أجل تنمية شخصية سوية تعيش حياة سعيدة في نفسها ومع غيرها. إن المشكلات التي تواجه الإدارة المدرسية والمعلم والمرشد وأعضاء المجالس الطلابية أنواع ،فهناك مشكلات بسيطة تواجه المعلم أو المعلمة فيمكن أن يتعاملا معها وينهياها في حينها مثل: (الضحك أثناء الحصة ،و عدم أداء الواجبات المنزلية،والنوم في الفصل ،و الشغب) هذه أمور يمكن أن يكتشفها المعلم ويعالجها بنفسه دون الحاجة لأحد ، أما إذا ازدادت الحالة سوءا ويئس المعلم من مساعدة تلميذ ما على حل مشكلته وذلك مثل تكرار عدم تأدية الواجب ، أو إهماله المستمر وكسله وشغبه فيمكن إحالة هذا الطالب أو الطالبة للمدير أو المديرة الذي بدوره يحيل الطالب إلى المرشد أو المرشدة ، أما إذا أحس المدير أو الوكيل أن المشكلة صعبة ينبغي النظر فيها ودراستها فتحال للمرشد الطلابي أو المرشدة الطلابية اللذين يقومان بدراسة حالة الطالب أو الطالبة بعمق بعد جمع المعلومات الكافية عنها وتشخيص الحالة واقتراح طرق العلاج المناسبة ، ومن هنا نقول إن المشكلات تنقسم إلى ثلاثة أقسام: مشكلات بسيطة يتولاها المعلم، ومشكلات متوسطة يتولاها الوكيل أو الوكيلة، ومشكلات عميقة يتولاها المرشد أو المرشدة . ولاكتشاف الحالة مبكرا فائدة عظيمة للطالب أو الطالبة حيث أنه باكتشاف الحالة مبكرا يمكن القضاء عليها في مهدها بسهولة ونوفر على أنفسنا جهدا كبيرا ، فالمشكلة إذا اكتشفت في المرحلة الابتدائية وعولجت في حينها فإنها لن تزحف مع الطالب أو الطالبة عندما يجتازان المرحلة الابتدائية إلى المراحل الأخرى ومن ثم يصعب علاجها ، لذا فالتركيز على المرحلة الأولية واكتشاف مايواجهه التلاميذ والتلميذات من مشكلات من أفضل ألفترات التي تعالج فيها مشكلات الطفولة ، كما أنه يجب أن يركز المرشد الطلابي والمرشدة الطلابية على الأسبوع التمهيدي للطلاب المستجدين والطالبات المستجدات لاكتشاف ما يواجهون من مشكلات ، صعوبات النطق ، والتخلف العقلي ، والخوف المدرسي ، والبكم الاختياري ، التبول اللاإرادي للتعاون مع الأسرة في علاجها قبل أن يبدأ الطفل في انتظامه في الدراسة لأن هذه الأمور لو أهملت ستصبح مشكلة يترتب عليها مشكلات صعبة في المستقبل ، ومن هنا كانت أهمية وجود مرشد طلابي ومرشدة طلابية في المرحلة الابتدائية . من هنا يجب أن ندرك حقيقة ينبغي إلا ينساها المعلم أو المعلمة والمرشد الطلابي والمجالس الطلابية، وهي انه كلما تعاونوا في المساعدة على حل مشكلة الطالب أو الطالبة وفهمه أو فهمها كان الفهم أعمق لمشكلة الطالب أو الطالبة لأن المعلم أعرف الناس بطلابه والمعلمة اعرف الناس بطالباتها فقد يعرفون عن الطلاب والطالبات أشياء قد تخفى حتى على أعضاء المجالس الطلابية أنفسهم أو المرشد الاجتماعي إن وجد ، وحتى على ولي الأمر أيضا ، لاسيما إذا كان المعلم أو المعلمة مخلصين في عملهما يحظيان بثقة الطلاب والطالبات فالمجال التربوي التعليمي يقع عليه مهمة علاج مشكلات طلابنا بالحب والود والتوجيه لانعالجهم بالضرب والتوبيخ والتأنيب ، إن هذه الأمور تبعدنا عنهم وعن مشكلاتهم فلا يمكن أن يصارح طالب أستاذه وهو يكرهه ، أو اتخذ منه موقفا معاديا ، كما أنه لايمكننا تعديل سلوك طلابنا ونحن بيننا وبينهم جفاء وعداوة. في الأخير لا يسعني إلا أن أقول ان من الأمور المهمة في تأهيل المعلم أو المعلمة معرفتهما لمراحل النمو لكي يحسنا معاملتهما لطلابهما ، فمعاملة الطفل في المرحلة الإبتدائية تختلف عن معاملته في المرحلتين المتوسطة والثانوية لأن هناك تغيرات تحدث في فترة المراهقة محدثة لدى المراهق أو المراهقة تغيرات نفسية واجتماعية وجسمية تقلق المراهق أو المراهقة ، فتجعلهما يتصرفان تصرفات غريبة تزعج الوالدين والمعلمين والمعلمات ، وإذا أحسنا التعامل معها مرت فترة المراهقة بسلام .