بيان توضيحي صادر عن المحامي رالف شربل الوكيل القانوني للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشأن التسريب غير القانوني لمستندات محكمة التحكيم الرياضية (كاس)    إضراب شامل لتجار الملابس في صنعاء    وزارة الشؤون الاجتماعية تدشّن الخطة الوطنية لحماية الطفل 2026–2029    جبايات حوثية جديدة تشعل موجة غلاء واسعة في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي    المنتخب الأولمبي يتوجه للقاهرة لإقامة معسكر خارجي استعدادا لبطولة كأس الخليج    اليمن ينهي تحضيرات مواجهة بوتان الحاسمة    الحكومة تشيد بيقظة الأجهزة الأمنية في مأرب وتؤكد أنها خط الدفاع الوطني الأول    منتخب مصر الثاني يتعادل ودياً مع الجزائر    نقابة الصرافين الجنوبيين تطالب البنك الدولي بالتدخل لإصلاح البنك المركزي بعدن    وقفة ومعرض في مديرية الثورة وفاء للشهداء وتأكيدا للجهوزية    الأحزاب المناهضة للعدوان تُدين قرار مجلس الأمن بتمديد العقوبات على اليمن    دفعتان من الدعم السعودي تدخلان حسابات المركزي بعدن    مقتل حارس ملعب الكبسي في إب    ضبط قارب تهريب محمّل بكميات كبيرة من المخدرات قبالة سواحل لحج    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تدين وتستنكر التهديدات التي يتعرض لها الزميل خالد الكثيري"بيان"    الكثيري يطّلع على أوضاع جامعة الأحقاف وتخصصاتها الأكاديمية    إحصائية: الدفتيريا تنتشر في اليمن والوفيات تصل إلى 30 حالة    محور تعز يتمرد على الدستور ورئيس الوزراء يصدر اوامره بالتحقيق؟!    الجزائية تستكمل محاكمة شبكة التجسس وتعلن موعد النطق بالحكم    القائم بأعمال رئيس الوزراء يتفقد عدداً من المشاريع في أمانة العاصمة    انخفاض نسبة الدين الخارجي لروسيا إلى مستوى قياسي    المنتخبات المتأهلة إلى الملحق العالمي المؤهل لمونديال 2026    تدهور صحة رئيس جمعية الأقصى في سجون المليشيا ومطالبات بسرعة إنقاذه    تكريم الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب في دورتها ال14 بلندن    الأرصاد: صقيع متوقع على أجزاء محدودة من 7 محافظات وأمطار خفيفة على أجزاء من وسط وغرب البلاد    تغريد الطيور يخفف الاكتئاب ويعزز التوازن النفسي    ماذا بعد بيان اللواء فرج البحسني؟    الداخلية تعرض جزءاً من اعترافات جاسوسين في الرابعة عصراً    لجان المقاومة الفلسطينية : نرفض نشر أي قوات أجنبية في غزة    المرشحين لجائزة أفضل لاعب إفريقي لعام 2025    مجلس الأمن وخفايا المرجعيات الثلاث: كيف يبقى الجنوب تحت الهيمنة    وادي زبيد: الشريان الحيوي ومنارة الأوقاف (4)    اتفاق المريخ هو الحل    اعتماد البطائق الشخصية المنتهية حتى 14 ديسمبر    صنعت الإمارات من عدن 2015 والمكلا 2016 سردية للتاريخ    رئيس النمسا يفضح أكاذيب حكومة اليمن حول تكاليف قمة المناخ    نوهت بالإنجازات النوعية للأجهزة الأمنية... رئاسة مجلس الشورى تناقش المواضيع ذات الصلة بنشاط اللجان الدائمة    دائرة التوجيه المعنوي تكرم أسر شهدائها وتنظم زيارات لأضرحة الشهداء    الرئيس المشاط يُعزي الرئيس العراقي في وفاة شقيقه    الماجستير للباحث النعماني من كلية التجارة بجامعة المستقبل    مدير المركز الوطني لنقل الدم وأبحاثه ل " 26 سبتمبر " : التداعيات التي فرضها العدوان أثرت بشكل مباشر على خدمات المركز    الدكتور بشير بادة ل " 26 سبتمبر ": الاستخدام الخاطئ للمضاد الحيوي يُضعف المناعة ويسبب مقاومة بكتيرية    ايران: لا يوجد تخصيب لليورانيوم في الوقت الحالي    الكاتب والباحث والصحفي القدير الأستاذ علي سالم اليزيدي    قراءة تحليلية لنص "محاولة انتحار" ل"أحمد سيف حاشد"    التأمل.. قراءة اللامرئي واقتراب من المعنى    مدير فرع هيئة المواصفات وضبط الجودة في محافظة ذمار ل 26 سبتمبر : نخوض معركة حقيقية ضد السلع المهربة والبضائع المقلدة والمغشوشة    النرويج تتأهل إلى المونديال    قطرات ندية في جوهرية مدارس الكوثر القرآنية    حضرموت.. حكم قضائي يمنح المعلمين زيادة في الحوافز ويحميهم من الفصل التعسفي    نجوم الإرهاب في زمن الإعلام الرمادي    الأمير الذي يقود بصمت... ويقاتل بعظمة    تسجيل 22 وفاة و380 إصابة بالدفتيريا منذ بداية العام 2025    قراءة تحليلية لنص "في المرقص" ل"أحمد سيف حاشد"    وزارة الأوقاف تعلن عن تفعيل المنصة الالكترونية لخدمة الحجاج    المقالح: من يحكم باسم الله لا يولي الشعب أي اعتبار    الإمام الشيخ محمد الغزالي: "الإسلام دين نظيف في أمه وسخة"    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضمير اليمني التاريخي في ‘‘مؤتمر التصدي للطائفية والمذهبية ‘‘ البيان الختامي
نشر في شبوه برس يوم 22 - 09 - 2013

اختتم مؤتمر التصدّي للطائفية والمذهبية بصنعاء - الذي أقامته رابطة علماء اليمن - أعماله يوم الأحد الماضي الموافق 15/ 9/ 2013م، وكان بيانه الختامي خاتمة مطافه وختام مسكه، ورغم أن كثيرا من وسائل الإعلام غضّت الطرف عن هذا المؤتمر بشكل مثير للعجب وللتساؤل، فإن ذلك لا يعني أن المؤتمر كان حدثا عابرا لا يجب أن يؤبه له، ورغم ما رافقه من قصور في الإعداد وقلة في الإمكانات، إلا أنه وبحسب المتاح منها يعتبر ناجحا وفاعلا في الحياة الثقافية والفكرية والاجتماعية اليمنية الراهنة، وكان يفترض بالإعلام الرسمي والأهلي التركيز عليه والتنبّه إلى إيجابية انعقاده في هذه الطروف...
البيان الختامي الصادر عن مؤتمر "التصدي للفتن الطائفية والمذهبية"
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) والقائل: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) والقائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) والصلاة والسلام على من جمع الله به الكلمة، وأصلح به أمر الأمة، وكشف به الغمة المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه الغر الميامين.
وبعد:
فانطلاقاً من وحي القرآن الكريم وسنة سيد المرسلين واستشعاراً لروح المسئولية، وطمعاً في ثواب ما وعد الله المتقين، وخوفاً من وعيده وعقابه، ونظراً لما تَمُرُّ به الأمة الإسلامية عامة واليمن خاصة من مِحَنٍ وفِتَن ومخاطر أهمها إثارة الفتنة الطائفية والمذهبية بقصد تمزيق الأمة وضرب بعضها ببعض - خصوصاً مع استفحال الجهل والأمية - وتعكير صفو حياتها وبَثّ الرعب والقلق في قلوب أبنائها، وإيجاد الاختلالات الأمنية، والتدخلات الخارجية وانتهاك سيادة اليمن جواً وبراً وبحراً من قِبَل مَنْ نهانا الله عن موالاتهم والركون إليهم، وظهور ظاهرة الاغتيالات، والقتل خارج الشرع والقانون؛ وعملاً بقوله تعالى: ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) وقوله عزّ وجل: ((لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ)) وحرصاً على جمع كلمة المسلمين وتوحيد صفوفهم تجاه المخاطر المُحْدِقة بهم؛ وقياماً بالواجب الذي كلّف الله به عباده المؤمنين لا سيما العلماء منهم فقد اجتمع الجمّ الغفير من العلماء من كُلِّ جهات اليمن في مؤتمر دَعَتْ إليه رابطة علماء اليمن للتصدي للمشاريع المدمرة والهدامة وحيث أوجب الله على العلماء البيان للأمة بقوله تعالى ((لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ)) ولقوله تعالى ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)) فقد ناقش المؤتمر كثيراً من المسائل الهامة وقضايا الساعة، وتَوَصّل المؤتمرون إلى إقرار النتائج التوصيات الآتية:
السعي إلى الوحدة الإسلامية، وحدة القلوب والجهود وحدة الحاضر والمصير، وبث روح التسامح والتراحم بين الناس،والتزام الأمن والسلم الاجتماعي لأفراد الأمة والاعتداد به مطلباً دينياً وواجباً شرعياً، ولا يجوز تجاوز هذه المعاني ولا التفريط فيها، بل يجب التمسك بها والحفاظ عليها عقيدة وسلوكا ومنهج حياة؛ لقوله تعالى: ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ))، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
كُلّ من شهد الشهادتين، ولم يظهر منه ما يخرم هذا العهد والميثاق، خرقاً ظاهراً لا يقبل التأويل فهو مسلم ، سواء كان من السنة أو من الشيعة، لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته).
وما وراء ذلك فهو اختلاف يمكن تجاوزه، وليعذر المسلمون بعضهم بعضا فيه، امتثالا لنداء الوحدة الإسلامية، ومراعاة للأخوّة الدينية، وانسجاما مع ضرورات التعايش السلمي.
لا يجوز لأحد أن يطلق كلمة الكفر على أحد من المسلمين إلا بموجب حكم قضائي عادل؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:(من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما)؛ ولما يترتب على ذلك من استباحة الدماء والأموال والأعراض ؛ ولذلك يوصي المؤتمرون السلطة بتضمين الدستور نصوصاً تجرم التكفير.
دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرامٌ عليهم فلا يجوز قتل الإنسان عمداً وعدواناً، ولا هتك عرضه، ولا استباحة ماله، ولا التحريض على ذلك فضلاً عن المسلم ولو بشقِّ كلمة، لقوله تعالى: ((أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)) ولقوله: ((وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) ، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرامٌ كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا..ألا هل بلغت"، ولقوله صلى الله عليه واله وسلم:"من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة بعث يوم القيامة مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله".
التأكيد على حرمة المساجد وروّادها، فلا يجوز الاعتداء عليها، ولا على من ارتادها بأي بشكل من الأشكال، ولا يجوز اتخاذها منطلقاً لدعوات التفرقة والتعصب، ويؤكد المشاركون على وجوب تجديد وتطوير الخطاب الإسلامي أسلوباً ومنهجاً بما يخدم مشروع الأمة وقضاياها الكبرى ومستقبلها الحضاري، ويمثل وسطية الإسلام كما أراده الله، ويتصدّى للحملات العدوانية المتكررة على الإسلام وأهله.
يدين المؤتمرون ويحذرون من العبث بدماء وأرواح الأبرياء والقتل خارج إطار الشرع عبر التفجيرات بالسيارات المفخّخة والأحزمة والعبوات الناسفة وغيرها .
التأكيد على ترسيخ مفهوم الاحترام المتبادل بين علماء المذاهب الإسلامية المختلفة وأتباعها، والتأكيد على أن الجرائم التي ترتكب نتيجة الاختلاف المذهبي أو الطائفي من أنواع الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه في قوله تعالى ((وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ))، وقوله عزّ وجل: ((وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ)) ، ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)).
تعظيم واحترام علماء الأمة لما لهم من ريادة متسمة بالخير والرحمة والاعتدال بعيداً عن التعصب المقيت والتقليد الأعمى، والتأكيد على دورهم في إشاعة تعاليم الإسلام من خلال تفعيل دور المساجد لهداية الأمة ، وعقد حلقات العلم النافع لتدريس العلوم الشرعية، وإشاعة ثقافة الألفة والمحبة والنصح بعيداً عن ثقافة البغضاء والكراهية والأحكام المسبقة.
الصلح بين أبناء هذه الأمة والجنوح إلى الحوار والسلم في ما ينشأ بينهم من اختلافات خيرٌ وأحبُّ إلى الله تعالى، القائل: ((وَالصُّلْحُ خَيْرٌ))، والقائل عز من قائل: ((لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً)) ، و يدعو علماء اليمن جميع فئات الشعب إلى التصالح والتسامح وتغليب صوت العقل والرحمة والسداد والمصلحة العامة على ما سواها، وإلى الجلوس إلى طاولة الحوار لحل مسائل الخلاف صوناً للدماء والأموال والأعراض.
يدعو المؤتمرون الحكومة إلى سرعة إعادة بناء ما دمّرته الحروب وتعويض كافة الأضرار والمتضررين جراء ذلك في جميع أنحاء اليمن.
يدعو المؤتمرون إلى الحفاظ على أمن الوطن واستقراره والحفاظ على منجزاته ومقدراته وخيراته وثرواته ، ورد ظلامة المظلومين وإعطاء كل ذي حقٍّ حقّه، بما يحقق العدل ويزيل جميع المظالم.
التأكيد على الدور الإيجابي للوسائل الإعلامية المختلفة الحكومية منها والأهلية والتحذير من الأدوار المشبوهة التي تدعو إلى الفتنة وتُؤسِّس للقتل والوحشية؛ ولهذا يدعو المؤتمرون السلطة إلى مراجعة أداء الوسائل الإعلامية في هذا الصدد، سواء تلك الوسائل المملوكة لها أو التي في نطاق سلطتها، كما يُؤكِّد العلماء على دور الأسرة وكل المؤسسات التربوية ومنابر الوعظ والإرشاد والكتَّاب والشعراء والأدباء في ترسيخ قيم المحبة والأخوة والتعايش السلمي بين جميع أفراد الأمة، وخدمة قضايا الأمة والحفاظ على هويتها والتحلي بالجدية والواقعية والمصداقية.
التنبيه إلى أنّ أعداء الأمة الإسلامية عمدوا إلى تغذية واستثمار الخلافات الإسلامية الإسلامية في اتخاذها مادة للشقاق والنزاع بين المسلمين وتضخيمها وإنتاجها إعلاميا وسياسيا في غير صورتها المتسامح فيها لإدخال المسلمين في صراعات جانبية إلهاءً لهم عن قضاياهم الأساسية، وفي مقدمتها "قضية فلسطين" وتحرير كامل الأرض العربية والإسلامية المغتصبة، واسترداد حقوقهم؛ ولهذا يدعو العلماء كافة المسلمين في بلاد الإسلام عموماً وفي اليمن خصوصا إلى نبذ الفرقة والشتات وجمع الصف ورأب الصدع للقيام بواجبهم نحو قضاياهم الأساسية وترك العداء فيما بينهم وتوجيه جهودهم وطاقاتهم نحو مواجهة عدوهم الحقيقي المتربص بهم، والذي لا ينفك عن سفك الدم الفلسطيني والانتهاك المستمر للمقدسات الإسلامية وتهويدها.
يدين المؤتمرون كل التدخلات السافرة في شؤون اليمن، كما يدينون انتهاك سيادته أرضاً وجواً وبحراً، ويدينون عمليات القتل الممنهج لأبناء اليمن عبر الطائرات الأمريكية خارج إطار الشرع والقانون ، ويدعون القيادة السياسية والحكومة إلى الحفاظ على سيادته وكرامته واستقلاله.
يدين المؤتمرون ظاهرة قطع الطُّرُق وتخويف وقتل المسافرين الآمنين ، وعمليات الاختطاف وتفجير أنابيب النفط والغاز، وإتلاف أبراج وأسلاك الكهرباء، والاغتيالات شبه اليومية ويدعون رئاسة الدولة والحكومة للقيام بواجبهم للعمل على منع حدوث ذلك مُجَدّداً والسعي إلى توفير الأمن والاستقرار، ومعاقبة كل من يسعى لزعزعة أمْن البلد واستقراره، واستهداف مقدراته ، وتقديم الجناة للمحاكمة.
يؤكد المؤتمرون على رفضهم تهديدات الإدارة الأمريكية وحلفائها بضرب سوريا والتدخل العسكري في شؤونها، ويعتبرون ما جرى من استخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين الأبرياء في سوريا جريمة نكراء، ويدعون جميع أطراف الشعب السوري إلى الجلوس إلى طاولة الحوار وتغليب مصلحة سوريا وتجنيبها المزيد من الخراب والدمار وإزهاق الأرواح ، كما يرفضون أي تدخل خارجي في شؤون المسلمين.
العمل على تفعيل برامج التقريب بين المذاهب الإسلامية على النحو الذي يحفظ لكلٍّ خصوصياته وقناعاته، ويُؤسِّس لشراكة حضارية إسلامية واقعية، ويرسخ ثقافة التعايش السلمي والأخوة بتغليب الرابطة الإسلامية على الروابط الأخرى، ويدعون إلى الابتعاد عن أجواء الخلافات السياسية المقيتة وأثرها السيء على العلاقات الأخوية والاجتماعية والدينية بين المسلمين وعلمائهم جميعا.
يهيب المشاركون في المؤتمر بالحكومة ضرورة إعادة النظر والتراجع عن قرارها بخصوص استبدال عطلة يوم الخميس بيوم السبت لما في ذلك من التشبه باليهود واتباعهم، وقد أُمرنا بمخالفتهم وإن كان ولا بد من التعطيل يوم السبت على أنه لا مبرر لذلك فليتم حصر ذلك بالمصارف والبنوك التجارية لارتباط أعمالها بالبنوك العالمية.
يدعو المؤتمرون الحكومة إلى العمل على مراجعة المناهج الدراسية وتنقيتها وتهذيبها من لغة التكفير والتفسيق والتضليل أو ما يوحي بها بأي شكل من الأشكال، ووجوب تضمينها لأرآء المذاهب المعروفة في اليمن، وعدم حصرها في رأي مذهب معين أو اتجاه ديني معين كما هو حاصل في المناهج الحالية، وكذا إشاعة روح التسامح واحترام الآخر وثقافة التنوع والتعدد في تلك المناهج.
يدعو المؤتمرون إلى تشكيل لجنة مصالحة وطنية لحل القضايا والاشكاليات التي يمكن أن تنشأ بين الأطراف المتعددة في اليمن ومن هذا المنطلق يؤكد المؤتمرون على أهمية مؤتمر الحوار الوطني ويدعون إلى أن يكون أكثر شفافية ومصداقية لحل قضايا المواطنين بما يعود عليهم بالخير والأمن ورفع مستوى معيشتهم.
وختاماً؛ يتوجه المؤتمرون بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لرابطة علماء اليمن على جهودها ويدعونها إلى الاستمرار في إقامة مثل هذه الفعاليات التي تعالج شؤون المجتمع.
وفّق الله المسلمين لما فيه الخير والصلاح والرفعة في الدنيا والآخرة وجمع كلمتهم ووحد صفهم ونصرهم على من عاداهم ووفقهم إلى كل خير، وسدّدهم للموقف القوي الحكيم، وللقول الفصل الكريم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
صادر عن مؤتمر التصدي للفتن الطائفية والمذهبية - رابطة علماء اليمن بصنعاء
بتاريخ 9 ذي القعدة الحرام 1434ه، الموافق 15/9/ 2013م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.