القلم من أدوات العلم التي ذكرت في القرآن الكريم , ولعلّ الله نبّه بذكره على أهميته ومكانته في نهضة الشعوب وتقدمها, والقلم رمزٌ للعلم والبناء والتقدم والثقافة والنور والتنوير, ومن يملكون قلوباً شريفة حتماً سيملكون أقلاماً شريفة تنهضُ بمجتمعاتهم, وتثقفُ شعوبهم, وتوحد قلوبهم, وتبني لأوطانهم صرحاً شامخاً كؤودا. وتُظلم الأقلام إن امتلكتها قلوبٌ خبيثة مسمومة, لأنهم يُصيّرون القلمَ رمزاًً للجهل والهدم والتأخر والسخف والظلام. هذه القلوب بدلاً أن تكون مضخات أملٍ وبناءٍ وحياةٍ للمجتمع , صارت وللأسف مضخات عفنة تضخُ قيحها وصديدها وسمومها للمجتمع. أقلامٌ هذه قلوبها حتماً ستكون أنابيب مدادها مُلئت قيحاً وحقداً وبغضاً وكرهاً, ولن تكتب بغير مدادها , فكلُّ قلمٍ بما فيه ينضح. قلمٌ من هذه الأقلام, كفيلةٌ بأن تُحيل اليمن إلى رُكام, فما بالُكُ بأقلامٍ, بألوانٍ, وإعلامٍ, بيدي أعلامٍ , و أقزام, وفحّام, كفيلةُ أن تحكم على الكونِ كله إعدام,} مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا{ متى يبلغ البنيانُ يوماً تمامه إذا كنتَ تبنيه وغيرك يهدمُ فلو ألف بانٍ خلفهم هادمٌ كفى فكيفَ ببانٍٍ خلفه ألفُ هادمِ وتسمم قلم أخطر بكثير من تسمم غذاء , فأخطر حالات التسمم الغذائي وفاة صاحبه, وأخطر حالات تسمم الأقلام وفاة أوطان. إن صاحبَ القلمِ المسموم كالأفْعى ؛ تبثُّ سمومها لتعيش هي, وكذلك هو يقتل الوطن ليعيش هو, و تُحسِنُ الأفعى استخدام هذا السمّ في الوقت والمكان المناسب لها, وكذلك هو يبثُّ سمومه في جسد الوطن المنهار, موجِهاً سُمَّ قلمه في جُرحٍ بدأ يلتئمُ , وفتنة بدأت تنتثر, وخير بدأ ينتشر. فإذا رأيتم قلماً بهذه الأوصاف فاحذروه واحذروا سمومه, فإنه قلم من أقلام إبليس مسموم, من أبطل مفعوله فقد أنقذ حياة وطنه.