أحياء المصعبين ، العماد ، البساتين ، الدمينة ، المحاريق .. وغيرها من الأحياء السكنية بمديرية دار سعد في محافظة عدن تعاني من النقص الحاد في الخدمات العامة ، ويكاد اليأس يقضي على ما تبقى من بارقة أمل في نفوس سكانها جراء تراكم الهموم المعيشية وتحويل أحيائهم إلى مقلب عام للقمامة دون مراعاة لحياتهم ولا للبيئة في دار سعد خاصة وفي محافظة عدن عامة التي تشكل المخلفات والقمامة المتراكمة خطراً كبيراً عليها .. يقول خالد عبد الكريم المصعبي عاقل حي المصعبين والذي تحدث قائلا: يفتقر حي المصعبين للخدمات الضرورية العامة ويعاني من التلوث البيئي وتهالك شبكة المياه، وكذا من اختلاط المياه بالصرف الصحي الذي نتج وينتج عنه إصابة العديد من أبناء الحي بأمراض الفشل الكلوي وغيرها من الأمراض وانتشار البعوض خصوصاً مع هطول الأمطار وتحولها الى مياه راكدة وسط الأحياء. وقال: لا نعلم إلى أين توصل مشروع الدراسة التي تم إعدادها من قبل مؤسسة المياه بعدن لإنشاء مشروع مجاري صرف صحي وربطها مع مجاري دار سعد بكلفة إجمالية ب( 341) مليون ريال، وقد كان المواطن بالمديرية استبشر خيرا من نزول لجنة المسح من مؤسسة المياه إلى منطقة دار سعد قبل فترة طويلة، إلا أن الخير الذي استبشره المواطن لم يأت بعد وأصبح مجرد سراب. اختلاط مياه الشرب بالمجاري حالة مزرية شذا الجابري من سكان حي البساتين تقول: نأسف أن يظل واقع السكان بحي البساتين بحالة مزرية جداً لا يطيقها الأهالي بسبب تردي الخدمات بشكل كبير وهذا ليس بغريب على أحد فحي البساتين حي مزدحم بالسكان وخصوصاً اللاجئين الصوماليين وهذا يزيد من معاناة أهالي الحي كونه كلما كان عدد السكان أكثر كان الاحتياج للخدمات أكثر. وقالت: عبر صحيفة "خليج عدن" نوجه نداءً واستغاثة لكل المهتمين بحياة وحقوق الإنسان إلى دعم المشاريع الخدمية بدرجة أساسية بمنطقة البساتين المواطن لن يستطيع تحمل المزيد من المعاناة. مدير إدارة صندوق النظافة والتحسين بدار سعد المهندس محمد حسن الديش تحدث من جانبه قائلاً: إن دار سعد تواجه مشاكل متراكمة منها القصور الأمني الذي شجع على البناء العشوائي والتوسع العمراني غير المنظم حول المديرية لقرى وأحياء شعبية مترامية الأطراف. موضحاً أن هذه الأمور عرقلت أداء الآليات بشكل صحيح وتسببت بعدم تمكن معدات وآليات النظافة من الدخول إلى الأحياء الشعبية جراء أعمال النهب التي تحدث في تلك الأحياء. مطالباً الحكومة والمنظمات الداعمة بتقديم المزيد من الدعم لمديرية دار سعد من أجل استكمال البنية التحتية في مجال النظافة والتحسين وغيرها من القطاعات الخدمية. رئيس قسم الصرف الصحي بفرع مؤسسة المياه بدار سعد المهندس جياب عاطف عمر قال إن إدارة المياه والصرف الصحي تعمل وفق الإمكانيات المتاحة لها لمواجهة أعمال التصريف حتى تظهر المدينة بصورة ايجابية أفضل مما كانت عليه في السابق , حيث تم إعادة تأهيل منطقة الدمينة ومد مواسير الصرف الصحي بما يقارب (300) متر قطر (6) هنشات وكذا تغطية المنطقة في جانب الصرف الصحي بما يعادل (70 % ) من احتياجاتها والعمل بالتصريف إلى الشبكة العامة بالإضافة الى إلغاء الحفر الراشحة لأكثر من (70) منزلاً ومعالجة بعض شبكات الخط القديم بمنطقة البساتين , وهذا لم يكن بالشكل المطلوب بسبب الكثافة السكانية وتوسع المدينة، ويتم تنفيذ الأعمال وفقاً للخطة والإمكانيات لأداء المركز الرئيسي بمديرية المنصورة . وأضاف: أن الجانب المادي والأمني أساس القصور وتردي الخدمات وكذا انتهاء العمر الافتراضي لمضخات المياه وشبكات المياه , وعدم وعي المستهلكين وتجاوبهم بتسديد المديونية.