اندلعت اشتباكات عنيفة اليوم السبت، بين مسلحين حوثيين حاولوا دخول مدينة عمران القريبة من صنعاء للتظاهر واستعراض القوة، وبين قوات من الجيش اليمني حاولت منعهم من دخول المدينة. وفق ماقلته وكالات أنباء عالمية. وتضاربت الأنباء حول عدد ضحايا الاشتباكات ، حيث يؤكد الحوثييين مقتل 6 أشخاص واصابة عشرة آخرين على الأقل من طرفهم، فيما تفيد الداخلية اليمنية بمقتل جندي واصابة 3 آخرين على ادي مسلحين من انصار الله الحوثيين. ذكر مسؤولون محليون يمنيون أن اثنين من المسلحين الحوثيين وجنديا يمنيا لقوا حتفهم اليوم السبت إثر اشتباكات مسلحة في محافظة عمران شمال صنعاء. وقال مسؤول بالمحافظة إن مجموعة من المسلحين الحوثيين توجهوا لمدينة عمران في ساعة مبكرة من صباح اليوم وطلبوا السماح لهم بالتظاهر، مشيرا إلى أن قتالا اندلع حين رفض الجيش السماح لهم بدخول المدينة. وقال المسؤول "تظاهر الحوثييون في كامل عتادهم ولهذا السبب كان على الجيش أن يمنعهم من دخول المدينة هذه المرة". يذكر أن الحوثيين تمكنوا من تنظيم مظاهرة مناهضة للحكومة في مدينة عمران الأسبوع الماضي. فيما نقلت وكالة فرانس برس عن مصادر أمنية وحوثية أن ثلاثة حوثيين وجندي يمني قتلوا خلال تبادل لإطلاق النار. وأوضح مسؤول أمني أن عددا كبيرا من المتمردين كانوا نزلوا إلى شوارع المدينة للمشاركة في تظاهرة. وأضاف أن تبادل إطلاق النار حصل بعدما قرر هؤلاء أن يتجاوزوا بأسلحتهم نقطة تفتيش في شمال المدينة رغم اعتراض قوات الأمن، مشيرا إلى أن ثلاثة من الحوثيين قتلوا إضافة إلى جندي، وفيما تحدث الحوثيون عن إصابة سبعة منهم فاد المسؤول ألامني أن جنديين أصيبا بجروح. وفي وقت لاحق ذكرت الوكالة الفرنسية نقلا عن مسؤول محلي ومصادر قبلية إن الاشتباكات أدت إلى مقتل ثمانية حوثيين بالإضافة إلى اثنين من الجنود ومدنيين اثنين. وقال مسؤول امني رفيع في صنعاء أن الأوامر صدرت بمنع الحوثيين من دخول عمران، كما عزز الجيش وجوده العسكري في المنطقة. من جانب آخر، قالت مصادر إعلامية يمنية، إن مسلحين حوثيين سيطروا اليوم على نقطة عسكرية تابعة للجيش اليمني في محافظة عمران. وقالت مصادر محلية إن نقطة الضبر في المدخل الشمالي لمدينة عمران منعت مسلحين حوثيين من الدخول للمدينة، الأمر الذي أدى إلى تبادل لإطلاق النار وسقوط خمسة مسلحين حوثيين وجنديين وجرح 12 آخرين. وتمكن المسلحون الحوثيون من السيطرة على النقطة والآليات العسكرية، فيما لا يزال مصير الجنود مجهولا. وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات مستمرة بين الطرفين. وفي 14 مارس، تظاهر آلاف من أنصار الحوثيين الشيعة بعضهم مسلح ببنادق كلاشنيكوف في عمران مطالبين باستقالة الحكومة التي يتهمونها بالفساد. وكان الحوثيون سيطروا في مطلع شباط/فبراير الماضي اثر مواجهات مع قبائل خلفت عشرات القتلى على بلدات في محافظة عمران، معقل آل الأحمر زعماء تكتل حاشد للقبائل. ويحاول وسطاء إقناع الطرفين المتحاربين بالتقهقر من المواقع التي استولوا عليها وإخضاعها لسيطرة الجيش ولكن جهودهم لم تكلل بالنجاح. ويقول العديد من السياسيين إن الحوثيين الموجودين بقوة في محافظة صعدة الشمالية يحاولون بسط سيطرتهم على مزيد من الأراضي بهدف توسيع مناطق نفوذهم في الدولة الاتحادية مستقبلا في اليمن. يرفض الحوثيون والانفصاليون الجنوبيون تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم وتشكيل كيانين من أربع محافظات في الشمال واثنين في الجنوب. وقد وجهت للحوثيين اتهامات بالتحالف مع إيران والحصول على دعم عسكري ومالي منها، وهو ما تنفيه طهران قولاً وتوافقه فعلاً. من جانبها استنكرت وزارة الداخلية هجوم مسلحين حوثيين ممن وصفتهم ب«العناصر الخارجة عن القانون» لنقطة تفتيش أمنية على مدخل مدينة عمران صباح اليوم السبت ما أدى إلى مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين، فيما يقول الحوثيون إن خمسة من عناصرهم قتلوا. وهاجم الحوثيون نقطة تفتيش أمنية في منطقة «الضبر» على مدخل مدينة عمران ما أدى إلى مقتل جندي يدعى «أحمد مصلح المقص» الذي ينتمي إلى قوات الأمن الخاصة، وإصابة الجندي «فائز عبدالله المزروعي» من منتسبي الشرطة العسكرية، والجندي «يعقوب أحمد المساوى» من أفراد اللواء 310. وقالت وزارة الداخلية في بيان لها إن تلك العناصر المسلحة «هاجمت النقاط الأمنية التي تؤدي واجبها الوطني في حفظ الأمن والاستقرار» لكن قوات الأمن تصدت للهجوم. واضافت في بيان لها «ان تلك العناصر المسلحة الخارجة عن القانون ممن يسمون أنفسهم أنصار الله، هاجمت عدداً من النقاط الأمنية ومحاولة دخول مدينة عمران بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة (البندقية الآلية والرشاشات-12.7و14.5) محاولة دخول المدينة بأسلحتها». ودعت وزارة الداخلية على لسان مصدر أمني مسؤول «تلك العناصر إلى عدم الاعتداء على النقاط الأمنية أو الدخول بأسلحتها وإزعاج الأمن والاستقرار بالمحافظة واستفزاز المواطنين بحمل والسلاح والتجول به في المدينة». وأكدت أنه «سيتم التعامل بحزم وصرامة وتطبيق القانون والنظام عل كل من يحاول المساس بأمن واستقرار المواطن، وسيتم ضبط كافة الأسلحة التي يتم التجول بها داخل المدن سواء في محافظة عمران أو غيرها من المحافظات ودون تمييز أو استثناء لتحقيق الأمن والاستقرار وتطبيق النظام والقانون». وفي بيان آخر، نعت وزارة الداخلية الجندي أحمد المقص الذي وصفته ب«الشهيد البطل»، والذي قالت إنه قتل على يد «عناصر خارجة عن القانون» في إشارة إلى الحوثيين. وقالت في بيان النعي «إن القتلة الذين ارتُكبوا هذه الجريمة الإرهابية البشعة لن يفلتوا من العقاب، وأن الوزارة لن تتهاون في التصدي لكل العناصر الخارجة عن القانون التي تحاول تعكير الأمن والاستقرار والسكينة العامة للوطن». وتابع البيان إن «مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة ستزيد الأجهزة الأمنية عزماً وصلابة في مواجهة المجرمين والمخلين بالأمن». وعلى الصعيد الأخر وفي تصريح سافر حمل الناطق الرسمي لجماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، محافظ عمران، محمد حسن دماج، وقيادة اللواء 310 حميد القشيبي، مسؤولية الأحداث التي شهدتها مدينة عمران السبت، وأدت إلى مقتل وجرح العديد من المواطنين ورجال القوات المسلحة. وقال عبر منشور نشره على صفحته الشخصية في "فيسبوك": إنه تم إطلاق النار على المسيرة قبل أن تصل إلى النقاط العسكرية بعشرات الأمتار بشكل مباشر من نقطة "الضبر" مما أدى إلى سقوط جريحين من المتظاهرين ومع ذلك تم ضبط النفس وجاء ضابط النقطة للتفاهم وقدموا احتجاجهم إزاء هذا التصرف الغادر وعاد الضابط وتحرك المتظاهرون على أساس استمرار المسيرة. وأضاف: "وما إن وصلت المسيرة أمام النقطة مباشرة حتى تم إطلاق النار بشكل مباشر على المواطنين مما أدى إلى سقوط 6شهداء و10جرحى و4تم اعتقالهم ."