عاودت صحيفة (الأيام) للصدور بعد طول غياب، وشاءت إرادة الله أن نشهد تلك العودة، بثوب قشيب على خطى المؤسس العميد محمد علي باشراحيل، والمجدد الراحل هشام باشراحيل، رحمهما الله. لل(الأيام) و أسرتها العريقة، مكانة خاصة ؛ لمساهمتها الدائمة في تطور الوعي المدني لدى الناس، وتحمل همومهم و نقل قضاياهم في إبراز مظالم الجنوب، الأمر الذي جعلها الصحيفة الشعبية الأولى في محافظات الجنوب، وعدن تحديداً. لقد كان موقف الأيام من القضية الجنوبية قائما على الانتصار لحقيقة سكتت عنها العديد من الأوساط الإعلامية، وحملت على عاتقها في وقت مبكر إبراز مظاهر التهميش الذي طال أبناء الجنوب عموماً و عدن خصوصاً، و كان لها الدور المحوري في تحديد مكامن الخلل و إظهار المسببات الموضوعية لما عرف فيما بعد اصطلاحاً ب(القضية الجنوبية) العادلة، وعملت على التعريف بأسبابها ومظاهر الغبن الذي طال كل أبناء الجنوب دون استثناء. وتعرضت بسبب تلك المواقف للإساءة وحملات التهديد والوعيد، ، وانتهت بحملة غاشمة على دار الأيام ومنزل باشراحيل في عدن، تسببت بتوقفها. إضافة لما سبق فقد كان منتدى الأيام هو الآخر أحد الأطر التي يلتقى فيها مناصرو حرية التعبير، و كان من أوائل من كسر حاجز الخوف، عندما أفسح المجال لتعرية كل المظالم وأطلق العنان للتعبير عن الرأي والرأي الآخر، وكان منبرا للقضية الجنوبية بكل إصرار، وأسهم في إيصالها إلى كل المحافل. ونجح في أن يكون مظلة جامعة، لكل المكونات و القوى، تتلاقح فيه الأفكار و الرؤى النافعة، وتتشاور الشخصيات الاجتماعية في كل ما يصب في مصلحة المدينة، و اليوم نتطلع لاستعادة هذا الدور في أن يكون منبر جنوبي جامع معبراً عن ضمير عدن وكل الجنوب، كما كان أيام الفقيد الراحل هشام باشراحيل، هذا الدور لا سيما ونحن في مرحلة تحولية حساسة بحاجة لمنابر تعزز من قيم التعايش والشراكة و التسامح والقبول بالآخر، و التي تعد أهم أبرز مظاهر المجتمعات المتطلعة لغدٍ أفضل، وتضطلع فيه وسائل الإعلام بترشيد الخطاب، مع التبشير بعهد جديد يؤكد من خلاله الانفتاح على الجميع، إننا واثقون من قدرة الأيام على مواصلة رسالتها الإعلامية، وستخرج أكثر صلابة وقوة بعد كل ما لحق بها، والثقة كبيرة بعودة الأيام بنفس ألقها وأكثر، بنفس الرسالة التي بدأها مؤسس الصحيفة باشراحيل الأب وخلفه هشام وتمام في إعادة الإصدار، واليوم سيقود العزيز (تمام) الإصدار الثالث للصحيفة، معززاً للتجربة الإعلامية وما اكتسبوه من دروس لهذه التجربة.