الخميس 13 يونيو 2013 12:34 مساءً عدن((عدن الغد))خاص كتب / بسام القاضي صحيفة "الأيام" التي أسست في العام 1958م، وصدر العدد الأول منها في السابع من أغسطس 1958م لمؤسسها ورئيس تحريرها العميد محمد علي باشراحيل " طيب الله ثراه ".. تاريخ حافل لا ينكره إلا كل جاحد، ف"للأيام" تاريخ طويل سطر بحروف من نور، أغلقت - وهي في قمت مجدها - واستمرت تذكر في المناسبات، وفي كتب التاريخ،وتذكر كجزءٍ من تاريخ عدن.. فلا تنسى "الأيام" وعلى الرغم من غيابها الطويل لم تمحَ من سجل التاريخ ، وبقيت محتفظة بمكانتها في قلوب الناس، وعادة بعد غياب استمر أكثر من عشرين عامًا تعانق نظرات الاشتياق في عيون محبيها، وفي عيون جيل عرفها في كتب التاريخ، كجزء لا يتجزءا من تاريخ عدن الحبيبة . عاودت "صحيفة "الأيام" إصدارها الثاني بزخم،ها الجديدين الأستاذين هشام وتمام بشراحيل " رحمة الله تغشى هشام " وبالصحة الوافرة لتمام بعد تحقيق الوحدة اليمنية في 7 نوفمبر 1990م ،ولكن في ظل دولة الوحدة عانت صحيفة "الأيام" الكثير من المتاعب بسبب مصدقتيها ، واحترامها لعقلية القراء، فها هي السنوات تهل علينا، ومازالت صحيفة "الأيام" مغلقة ومغيبة عن عشاقها قسراً ، وذلك بعد الهجمات المتكررة وزحف جحافل جيوش الطغاة والتتار ، برطل من الدبابات عليها.. في الرابع من " مايو "من عام 2009م وفي زخم ،الاحتفالات بيوم الصحافة كانت لها من الهدايا الكثير من الرصاص والقنابل ، وصودرت إعداد الصحيفة من النقاط التفتيش والأكشاك لتحرم القراء من وجبة صباحية اعتادوا عليها . مازلت "الأيام"مغيبة فهل حقا غابت عن فكر القارئ ؟هذا ما سنعرفه بين السطور أدناه حاولت سلطات النظام الحاكمة استخدام شتى وسائل الترهيب والترغيب ضد كل الأصوات الصحفية الحرة ، لكن ما اقترفته بحق صحيفة الأيام وأسرة باشراحيل وعشرات الصحفيين العاملين بالمؤسسة كارثة بكل ماتعنيه الكلمة في اعتقادي لم يرى لها التاريخ مثيلا . يتحدث الصحفي مرزوق ياسين بدورة قائلا إن صحيفة الأيام كانت هدفا من أهداف منظومة العصابات السياسية في البلد ، قبيل إغلاقها بدأت الذرائع التي عمل تحالف الفساد الحاكم على اختلاقها كمبرر لإسكات احد أهم المنابر الأهلية الصحفية الرائدة في اليمن. يضيف ياسين "الوسط الصحفي كله يدرك فداحة كارثة إغلاق الصحيفة الرائدة في عدنواليمن عموما بتلك الصورة الهمجية التي رأيناها ، والمؤكد إن تحالف اللصوص والمهربين عمل على مدى سنوات طويلة على اختراق هذه المؤسسة لنسفها من الداخل من خلال زرع منظومة تجسس للأسف ممن منحتهم أسرة الأيام الثقة والتقدير واحتضنتهم برحابة للعمل ضمن طاقهما التحريري . في الحقيقة لم تكن الأيام وحدها ضحية همجية القمع من قبل عصابات النهب بل سجل العام 2009 إغلاق نحو 6 صحف أهلية حملت القضية الجنوبية وعملت على كشف الانتهاكات التي طالت طلائع رجال المجد في الحراك السلمي منذ انطلاقته في العام 2007م . ويقول مرزوق : ثمة أصوات اليوم نسمعها تتباكى، وقد كانت في يوم من الأيام جزء من منظومة قمع حرية الصحافة والإجهاز على مؤسسة الأيام حينما جرى تقديم أسرة باشراحيل الصحفية كمنظمة إرهابية تكدس الأسلحة وأدوات القتل ولمن يجهل الحقائق عليه العودة إلى أرشيف صحيفة 14 أكتوبر الحكومية . وفيما يخص حارس الأيام "المرقشي "قال انه ضحية سياسي بامتياز في قضية كلها دبرت وطبخت بليل واعتقد إن أسرة باشراحيل لن تقبل أي صفقات من قبيل المساومات التي تدور اليوم للتنازل عن حقوقها الكاملة غير المنقوصة في التعويض العادل الذي لحق بالمؤسسة منذ إغلاقها والهجوم الأمني عليها حتى اليوم ، وقضية المرقشي وسيلة من وسائل الضغط التي مازالت متبعة من قبل نظام الرهائن ولم تعد خافيه على احد . ويختم مرزوق كلامه موضحاً : إن صحيفة الأيام لم تكن منبرا جنوبيا فحسب بل كانت الصحيفة الأولى الأوسع انتشارا في مختلف المحافظات وقدمت نموذج مهني متقدم اكسبها ثقة القراء وباتت مصدر المعلومة الموثوقة بين عشرات مطبوعات الرأي الركيكة والهزيلة .بل إن الأيام من الصحف النادرة التي أعادت الاعتبار إلى مهنة الصحافة بعد عقود من التلوث الذي أصابها بفعل المال السياسي المدنس . من جانبها بررت الكاتبة والناشطة السياسية فريدة احمد بان الأيام مازالت مستهدفة, لأنها تعد مؤسسة إعلامية مخضرمة وذات تأثير قوي على حركة الشارع ومسار أحداثه , الأيام في نظرهم كانت تؤدي دوراً سالباً في تقوية اتجاهات ومطالب الحراك الجنوبي منذ انطلاقته عام 2007 إلى لحظة إغلاقها, في الوقت الذي كانت الصحيفة تؤدي دورها في حق التعبير وحرية الرأي عندما كانت تنشر ما يدور على أرض الجنوب وخصوصاً الحقائق التي تقوم الدولة بتغييبها عن المواطنين, فتم تلفيق التهمة على مقر الصحيفة وحارسها الأسير المرقشي لعرقلتها وإغلاقها بصورة نهائية بدون أسباب مقنعة في مسرحية هزلية أثبتت مدى خطورة ما يواجهه نظام الفيد وشركاءه من الصحيفة في فضحهم وفضح انتهاكاتهم على الجنوب وأهله . ويتطرق السيد عبد الناصر عاطف المسئول الإعلامي ل "مجموعة العمل من اجل الجنوب بكندا "إلى إن استمرار إغلاق الأيام هو جزء من التعتيم الإعلامي الممنهج على مشروعية القضية الجنوبية وإحكام الطوق على إي منبر جنوبي حر وإسكاته بكافة الوسائل ومنها الملاحقة والسجن وتلفيق التهم الباطلة بكل من ينتمي إلى هذه التربة الطاهرة وما استمرار سجن المناضل المرقشي إلا جزء من هذا المخطط للمحتل اليمني البغيض . ويؤكد الناشط الإعلامي نائف الكلدي نائب رئيس تحرير موقع aden fm" " وهو مقيم جنوبي في جمهورية السويد إن استمرار حجب صحيفة الأيام إلى الآن هو استمرار لقمع الحقوق والحريات المدنية وأيضا استمرر لمسلسل النهب والتدمير إلى تطال كل المؤسسات والمرافق في الجنوب . ويقول الكلدي مستدركا في حديثه الشيق معنا : نفس تلك القوى التي اجتاحت الجنوب باسم الوحدة هي تلك القوى التي اقتحمت مبنى الأيام بقوة السلاح وفي جنح الظلام و هي نفس القوى التي لازالت تطمس وتقتل كل ما هو جنوبي . واعتبر الكلدي صحيفة الأيام العدنية الجنوبية الخالصة بأنها كانت توأم الثورة التحررية الجنوبية متطرقا إلى إن الأيام لعبت دور كبير من ناحية تعريفية وتثقيفية بالقضية الجنوبية لقد كانت صحيفة الأيام الرئة التي يتنفسها شعب الجنوب صباح كل يوم . ويشير الكلدي إلى ألآن لا زال الوضع مثل ما هو رغم كل الوعود والتعهدات التي قطعتها الحكومة اليمنية , في تعويض الأيام وناشريها وهنا يتضح جليا الكيل بمكيالين حيث تم تعويض علي محسن الاحمر وصحيفته " إخبار اليوم "ب 250 مليون ريال . ويستهجن الجنوبي المقيم في السويد نائف الكلدي قائلاً هذه هي ثقافة وحدة القتل والقوة ثقافة الأصل والفرع التي لازالت معششة في رؤوس أمراء حرب احتلال الجنوب . ويضيف عزائنا الوحيد للمناضل المرقشي هو الدعاء له بالإفراج عنة من سجون صنعاء . رغم كل ما قيل وبعيدا عن القضية التي طال أمدها من 2008م لكن إلى الآن لا زال المرقشي أسير الأيام مسجون حتى الأوامر التي اصدرها الرئيس اليمني هادي لم تنفذ ماذا تتوقع ومن من تستجدي الحقيقة والحق هل من الجلاد والسجان؟ مناشدا المنظمات الدولية والحقوقية ومنظمات المجتمع المدني الضغط على نظام صنعاء للإفراج عن حارس الأيام المرقشي . ودعا الكلدي قواعد وانصار الحراك السلمي الجنوبي إلى التصعيد الثوري حتى الإفراج عن معتقل الجنوب الأسير المرقشي مطالبا اخواننا المشاركين في حوار اليمن إلى الوقف مع المناضل المرقشي وينفذوا أخر وصيته لهم ونقل قضيته إلى مؤتمر حوار اليمن . وفي سياق حديثنا عن "الأيام" يسترسل الطالب في المستوى الثالث صحافة وإعلام جامعة عدن الزميل صابر العمدة الحديث عن الأيام حديث ذو شئون وشجون حديث ينتظره الشارع ليعرف ما المستجد وما الجديد عن معشوقته الأولى في الساحة الإعلامية "الأيام" . ويشير العمدة بالقول إلى إن الأيام - قضية وطن - وليست جريدة مؤكدا بان "الأيام" لم تكن مجرد صحيفة تطبع وتوزع بل كانت مؤسسة عملاقة ومشروع إعلامي كبير وهناك قطاع كبير من الموظفين والعاملين كانت الأيام مصدر رزقهم وعيشهم فهذا يعني إن هناك ملايين كانت تصرف وعدد كبير كان يستفيد من ذلك، وكذلك لا ننسى ما تعرضت له الأيام قبل توقيفها من مصادرة لطرودها لأكثر من مرة ومضايقة العاملين فيها وكذلك الهجوم على مبنى الصحيفة وأيضا ما تعرض له ومازال الأسير احمد المرقشي في سجون صنعاء من تهم كيدية باطلة . ويؤكد العمدة هذا ما يعني إن الأيام لن تعود بمجرد شحطة قلم من رئيس أو وزير ما لم تعوض التعويض المعنوي والمادي الكافي والمطلوب لما لحق بها من خسائر مادية كبيرة ومعنوية كبيرة نتيجة إيقافها من قبل النظام السابق، وأيضا حل قضية قضية حارسها احمد المرقشي وهذا هو مربط الفرس في مسألة عودة الأيام إلى شارع الصحافة . من جانبه يتحدث الصحفي والناشط الحقوقي رائد الجحافي قائلاً :هاهي الأيام الصحيفة المؤسسة دلفت نحو طي السنة الثالثة في مايو المنصرم منذ إغلاقها من قبل سلطات الاحتلال، وقبيل إغلاقها تعرضت صحيفة الأيام لحملة إرهابية منظمة من قبل سلطات الاحتلال اليمني وأعوانها، حيث جرى فتح عدد من الصحف لمنافسة الأيام، تلك الصحف الصفراء التي حاولت تقليد سياسة الأيام من حيث الشكل لكنها فشلت منافسة ومضمون. ويضيف الجحافي الأيام الصحيفة التي نالت شهرة واسعة لم تنلها مثيلاتها في المنطقة وتعدت شهرتها في الجنوب واليمن لتحقق شهرة واسعة في دول الخليج العربي والمنطقة العربية برمتها ثم نحو العالم من خلال موقعها الالكتروني الذي كان وعلى الرغم من فرض رسوم لمن يرغب تصفحه إلا أنه حاز مئات الآلاف وربما فاق عدد متصفحيه المليون في اليوم الواحد. ويتطرق الجحافي إلى إن سياسة الأيام،سياسية صحفية مهنية بحتة، انطلقت من حيادية الطرح وتناول ونشر الخبر والمواد الصحافية إلى جانب وقوفها ونصرتها للمظلومين ومساندتها للقضية الجنوبية وما أثار حفيظة المحتل وشرع يبذل قصارى جهوده في محاربتها،لكن جميع الصحف وهذا الكم الهائل منها عجزت أن تنافس الأيام. وإلى جانب تلك الحرب عمد المحتل إلى فتح صحف أخرى تظهر بمظهر الاستقلالية وتقوم سياستها على شن حرب الشائعات على الأيام وناشريها هشام وتمام باشراحيل وعلى منتسبي صحيفة الأيام لكنها لم تفلح،فكان على سلطة الاحتلال أن تخرج من عباءتها وتجاهر بالحرب على الأيام ووصل الأمر إلى حد أن يقوم رئيس سلطة الاحتلال والشاويش علي عبدا لله صالح بمصارحة التحريض على الأيام في أكثر من خطاب له، كما جرى إصدار توجيهات إلى جميع مسؤولي وموظفي سلطة الاحتلال والشركات التابعة لأبناء الجمهورية العربية اليمنية بالامتناع عن الإعلان في صحيفة الأيام . ويضيف الجحافي وعندما لم تفلح الأساليب تلك وجه الاحتلال قواته الأمنية والعسكرية وشرع يشن حربه على مبنى صحيفة الأيام وسكن ناشريها ومداهمة المبنى وإتلاف محتوياته وإحراق الصحيفة ومنعها من الوصول إلى المحافظات الأخرى ومصادرتها، ما أدى إلى إلحاق خسائر كبيرة بحق مؤسسة الأيام تقدر بموجب آخر إحصائية بحوالي 43مليون دولار . هذا لازال حارس مبنى الصحيفة المناضل أحمد عمر العبادي المرقشي يرزح في زنازين الاحتلال بصنعاء بعد فبركة قضية جنائية عليه ومحاكمته خارج القانون وإصدار أحكام بالإعدام عليه، كما لا تزال صحيفة الأيام الموقوفة وناشريها يتعرضون للمحاكمة أمام محاكم سلطات الاحتلال حتى يومنا هذا.. ويختتم الجحافي الحديث معنا قائلاً : الأيام ستعود طال الزمن أم قصر، كما سيغادر المناضل المرقشي زنازين المحتل، لكن أقل ما نستطيع تقديمه لهذه الصحيفة هو مساندتنا لها ومؤازرتنا لناشريها وتصعيد الاحتجاجات المطالبة بإطلاق سراح المرقشي .