لقد أرادها الشعبُ اليمني (وحدةً) مقترنةً بالتعدديةِ السياسيةِ والحزبية , فاختزلوها إلى (واحدية) تنفي الآخرَ(اليمني) وتحرمه من حقوقهِ وحرياته ! نعم , لقد نَّبهناهم بأن الوطن اليمني لم يعد يحتمل الفساد والاستبداد و الوحدة في آنٍ واحد , فردوا علينا , بأن الوحدة " راسخة رسوخ الجبال) ! ذكَّرناهم بأن الواقع المجتمعي لم يعد مهيأ لقبول الوحدة من دون ديمقراطية ؛ لأنهما أصبحا وجهان لكيانٍ وطنيٍ ديمقراطي واحد , فأصابهم الغرور , بل العمى السياسي؛ فردوا بقولهم : " أنَّ الوحدة خطٌ أحمر" ! حذرناهم منذ زمن , بأنه ( لا وحدة مع استبدادٍ وفساد , ولا ديمقراطية مع تجزئةٍ وفك ارتباط ) , ولا يزالون مصابين بالصمم السياسي ! يا هؤلاء . لقد اتكأتم كثيراً على شرعيةِ الوحدة ؛ فقد استنزفتم مخزونها العاطفي لدى أبناء شعبنا , وشطرتموهم نفسياً وهويةً , دون الانتقال إلى شرعية الانجاز والأداء , فقد حرمتم شعبنا من خيراتِ وحدةِ الوطنِ اليمني المرجوة , وحقه في حياة العزةِ والكرامةِ والسؤدد ! ختاما : اعلموا أننا مع الوحدة في إطار دولة اتحادية تكفل لجميع اليمنيين واليمنيات تمتعهم بحقوقهم وحرياتهم , وتدفعهم لأداء واجباتهم . مرحباً بالوحدة في إطار التعدد , مع الاعتراف بالآخر, من دون (خطوطٍ حمراء) , أو تقديسٍ وتبخيس , أو تقزيم . كلُ عامٍ والوطنُ اليمني وأهلهُ بخير.