الكل يتغنى بالوطن و يتغنى به ليل نهار , المحسن و المسيء, الصالح والطالح, الظالم والمظلوم, حتى مفجرو أبراج الكهرباء وأنابيب النفط وقطاع الطرق ستجد حب (الوطن) مَنْ دفعهم لذلك!! حينها ستحتار في تعريف الوطن و الوطنية؟ وهل هو وطن أم أوطان ؟ وأين وطني من هذه الأوطان؟ وفي حقيقة الأمر ستجد أن أغلب هؤلاء المتغنون بالوطن, لهم وطن خاص يصبون إليه, ويسعون لامتلاكه, ويرفضون امتلاك غيرهم له, شعارهم البيت الشعري المعروف ولكن بفهم محروف: ولي وطن آليت ألاّ أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا. في وطني اليوم أوطان وليس وطن, وأنظمة وليس نظام, كلٌ يريد استعادة وطنه ونظامه. في وطني مثلاً عاش وطن اسمه (عفاش), أفهمنا أن الوطن ليس الوطن وإنما الوطن وطنه هو, وعندما رفض الشعب العيش في وطنه, وأرادوا وطنهم, أراد اليوم أن يستعيد وطنه ونظامه, ولا يبالي ان خرّب ودمّر وفجّر مقدرات وثروات الوطن, طالما سيستعيد هو وطنه !! في وطني أيضاً وطن ونظام آخر, اسمه وطن (السيد), يسعى الحوثيون استعادته وامتلاكه, ولا شيء عليهم ان قتلوا الناس ودمّروا الوطن وحاصروا المدن وهدموا دور العلم والعبادة, طالما سيتم استعادة دولتهم ووطنهم!! وفي وطني أيضاً وطن اسمه (القاعدة), تقتل وتدمّر وتفتك بقواعد الإسلام, لاشيء عليهم أيضاً طالما سيتم استعادة وطن (قاعدتهم). وفي وطني أيضاً وطن اسمه (الجنوب), نهبوا خيراته وثرواته باسم الوطن والوحدة, فأراد البعض اليوم استعادته ولكن إلى (جيوبهم) - شمالية كانت أم جنوبية- وليس إلى الشعب المنهوك في الجنوب. حتى التيارات الإسلامية المختلفة لديها مشروع استعادة وهو استعادة دولة الخلافة الاسلامية. دعوكم من تلك الأوطان والأنظمة جميعها, واعملوا على استعادة وطن واحد اسمه (الإنسان), استعيدوا حريته وكرامته, استعيدوا أمنه و استقراره, استعيدوا عيشه واقتصاده, اضمن لكم العيش في وطن واحد وليس أوطان, وأي مشروع لاستعادة نظام لا يحترم إنسانية الإنسان سيكون غير قابل للاستخدام, فدعوكم من تلك الأوطان وتعالوا نعيش في وطن (الإنسان). صفحة الكاتب على الفيس بوك: Mahmood Ahmed Badyah