عادة في أي حكومة في أي دولة بالعالم ما يكون رئيس الوزراء هو المسئول عن الحكومة التي يرأسها إلا حكومة الأستاذ محمد سالم باسندوة تمثل استثناء ولا يمكننا محاسبته على أخطائها أو تحميله أسباب فشلها لعدة أسباب موضوعية أهمها أنها حكومة توافقية تشكلت بموجب المبادرة الخليجية بالمناصفة بين أحزاب المؤتمر وحلفائه والذي يمثل النظام السابق والمشترك وشركائه والذي يمثل قوى الثورة الشبابية الشعبية السلمية بمعنى اخر أنها حكومة توافقية تشكلت من عدة احزاب غير متجانسة ومنسجمة ومنقسمة على نفسها وتتربص ببعضها البعض . ثانيا : أن رئيس الوزراء باسندوة لم يكن له أي صلاحية في إختيار أي من وزرائها الذين اختارتهم احزابهم كممثلين لها في الحكومة ولم يكن لباسندوة أي يد في اختيارهم وبالتالي فإن ولاء هؤلاء الوزراء لأحزابهم أكثر من ولائهم للوطن . ثالثا : أنها حكومة منقسمة ونصف وزرائها ينتمون للنظام السابق وولائهم للرئيس السابق أكثر من ولائهم للوطن , والمعروف لدى الجميع بأن حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس السابق يقوم بدور المعارضة ويسعى لإفشال الحكومة مستخدما كل الإمكانيات والوسائل المتاحة لديه لإفشال الحكومة حتى يقول الناس سلام الله على عفاش. رابعا : أن حكومة باسندوة هي حكومة انتقالية , جاءت بعد ثورة شبابية شعبية و في ظروف صعبة وبالغة التعقيد من جميع النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية . اخفاقات حكومة الوفاق مثل إقالة حكومة باسندوة مطلب شعبي عام نظرا للفشل العام في أدائها والناتج عن حالة الانقسام وغير التجانس والانسجام بين كافة أعضائها كونها حكومة محاصصة حزبية وعمت حالة الفساد معظم وزرائها الذين عملوا على تعميم الفساد في كل مرافق ومؤسسات الدولة كونهم كان ينفذون أجندة حزبية خاصة على حساب برنامج الحكومة , إضافة إلى أخطاء رئيس الجمهورية في إدارة شئون البلد في ظروف صعبة وبالغة التعقيد , وكان هناك شبه إجماع وطني لتغيير حكومة باسندة في الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني لكن معارضة حزبي المؤتمر والإصلاح عرقل قرار الإجماع في تغيير حكومة باسندوة , الامر الذي جعل هادي يلجى إلى أسلوب التحايل من اجل التخلص من حكومة باسندوة ومن رئيس الحكومة محمد سالم باسندوة شخصيا إضافة إلى رغبته في تحجيم حزب الإصلاح واخذ بعض الوزارات السيادية منه و التخلص من بعض وزراء المؤتمر الذين يدينون بالولاء لصالح وليس للرئيس هادي , وتوسيع المشاركة السياسية في الحكومة من خلال إشراك الحراك والحوثيين . الرئيس هادي في ورطة لكن الرئيس هادي أخطأ التصرف وافتقد إلى حسن التدبير في محاولة تخلصه من حكومة باسندوة دون التشاور مع كافة القوى السياسية المشاركة في الحكومة بما فيها (حزبه) من خلال مبادرة اللجنة الوطنية الرئاسية التي قدمتها الأسبوع الماضي , الامر الذي جعل المبادرة تبدو شبه ميتة من خلال رفض جميع الأحزاب الرئيسية المشاركة في حكومة الوفاق بما فيها حزب المؤتمر الشعبي العام إضافة إلى أحزاب المشترك رغم حصولها على الدعم الدولي والإقليمي ,ويأتي رفض القوى السياسية للمبادرة لأن هادي لم يتشاور معهم في مضمونها و لأنها تعطي هادي صلاحيات شبه مطلقة في تشكيل الحكومة الجديدة , كما أنه أظهر عدم احترامه لشخص رئيس الوزراء وعدم تعامله معه بالاحترام الكافي كرئيس وزراء وشريك رئيس في السلطة الانتقالية الأمر الذي أثار غضب باسندوة وجعله يعود من اجازته في الخارج معلنا رفضه محاولة الرئيس هادي في اقالته من رئاسة الحكومة وتقديمه ككبش فداء لأخطاء حكومة لم يكن له صلاحية اختيار وزرائها ولا تغيرهم ومحاسبتهم إضافة إلى أخطاء إدارة الرئيس هادي للسلطة وتوجيهاته السلبية للحكومة.. ولم يكن هناك خيار أخر أمام باسندوة لمقاومة رغبة الرئيس هادي في اقالته من رئاسة الحكومة سوى التمسك بتنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية المبادرة الخليجية مع موافقته في توسيع المشاركة السياسية في السلطة وفقا لمخرجات الحوار الوطني وذلك باشراك الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني والحوثيين . هادي يستعين برعاة المبادرة يبدو أن موقف رئيس مجلس الوزراء الاستاذ محمد سالم باسندوة مازال ثابتا ورافضا للاستجابة للضغوط التي مارست عليه من قبل سفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية يومي الاثنين والثلاثاء الماضين بهدف اقناعه للتراجع عن رفضه لإقالته من رئاسة حكومة الوفاق ضمن العروض الذي قدمها الرئيس هادي لجماعة الحوثي واستجابته لبعض مطالبها المتمثلة بإقالة الحكومة وإلغاء الجرعة , وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني , من اجل حل الأزمة القائمة معها ..باسندوة أكد لسفراء الدول الراعية على ضرورة الالتزام باستكمال تنفيذ ما تبقى من بنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وعدم الخروج عنها والعمل على توسيع قاعدة المشاركة في إدارة شؤون البلاد. تمسك باسندوة ببقائه في رئاسة الحكومة حتى انتهاء الفترة الانتقالية رغبة منه في تنفيذ ما تبقى من نصوص بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ورفضه لأي التفاف عليها نابع من حرصه على استكمال ثورة التغيير الذي خرج من اجلها الشباب وقدموا آلاف الشهداء والجرحى من اجل عملية التغيير , وقد كانت المبادرة الخليجية بمثابة خارطة طريقة لترتيب عملية الانتقال الأمن للسلطة إلى سلطة انتقالية منحت فيه الرئيس هادي منصب رئيس الجمهورية ومحمد سالم باسندوة رئاسة الحكومة وبالتالي فإن أي خروج لأحدهما عن نصوص المبادرة هو بحد ذاته إلغاء لشرعية الأخر كون وجودهما على رأس السلطة قائم أساسا على عملية توافقية وفقا لنصوص المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبالتالي فإن مغادرة أي منهما لمنصبة يجب أن يكون وفقا الاستحقاقات الانتخابية وهو ما دفع بالرئيس هادي إلى الاستعانة بسفراء الدول الراعية للمبادرة الخليجية للضغط على باسندوة لقبول قرار إقالته من رئاسة الحكومة , الاثنين والثلاثاء الماضي من الاسبوع الجاري استقبل باسندوة سفراء الدول الراعية و تمسك بموقفه في استكمال تنفيذ ما تبقى من نصوص المبادرة الخليجة ,وأشارت صحيفة الشارع اليومية في عددها الصادرالثلاثاء الماضي بأن باسندوة رد على السفراء بان الرئيس هادي هو سبب معظم الاختلالات التي تعانيها اليمن منذ توليه الرئاسة حتى اليوم بما في ذلك قرار رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية وأن الرئيس هادي هو من اتخذ القرار , وأكد باسندوة أن الرئيس هادي قام بتهميشه في يتعلق بملف الأمن والجيش وظل ممسكا بهما لوحده من أجل إضعاف باسندوة وإبقائه بعيدا عن أهم الملفات حساسة والمرتبطة بمستقبل اليمن وأمنه واستقراره وأشار باسندوة أن معظم الانهيار الاقتصادي والعجز الحاصل في الموازنة العامة للدولة هو بسبب المسحوبات المالية والمصروفات الشخصية التي يقوم بها الرئيس هادي والحوالات المالية التي يجريها باسم رئاسة الجمهورية , إضافة إلى مصروفات وزارة الدفاع الخيالية , خلال الثلاثة الاعوام الماضية ". وتابع المصدر وفقا ل"الشارع" ان باسندوة قال للسفراء أن الحل في أيدي أحزاب القاء المشترك التي رشحته لموقع رئاسة الحكومة حسب المبادرة الخليجية , وان على السفراء التشاور مع قيادات أحزاب المشترك بشأن رفضه لإقالته من موقعه" . خفايا ما دار في اجتماع الحكومة في .. الجلسة الاعتيادية لمجلس الوزراء التي تنعقد كل أربعاء لم تعقد الأسبوع الماضي في مقر المجلس وإنما بداخل دار الرئاسة لأسباب أمنية وبالذات تحسباً لمحاصرة مليشيا الحوثي لمقر المجلس وهو ما حصل بالفعل حيث قام قرابة ألف شخص من الحوثيين بالتجمهر قرب مداخل مجلس الوزراء لمنع انعقاد الجلسة. بدأت الجلسة التي سيرأسها كما هو المعتاد رئيس حكومة الوفاق الوطني محمد سالم باسندوه والذي وفور وصوله بدء بقراءة أوراق مكتوبة أعدها هو، الرجل أبتدأ حديثة بالتأكيد على ما كنت قد كتبته في مقال قبل خمسة شهور عن خطة لهادي ضد باسندوه وحكومته لتوريطهم في جرعة يتم بعدها اخراج الجماهير للتظاهر ويتم اقالة الحكومة وكذا ما كتبته قبل أسبوعين حين أكدت أن حصار الحوثي لصنعاء ليس إلا مسرحية هزلية تتم بالتنسيق والفهم للأهداف بالطريق المباشر وغير المباشر بين الحليفين منذ سنة ونصف عبدربه والحوثي. مقترحات وحلول قدمها باسندوة - أنه اقترح في جلسة مجلس الوزراء يوم الأحد الماضي 31يوليو إعادة سعر البترول إلى سابق عهده أي إلى مبلغ 2500ريال لكن أعترض عليه كلاً من نائب رئيس الوزراء أحمد بن دغر ووزير المالية محمد زمام ووزير النفط رشيد الكاف وقال باسندوه أن نفس المعترض أي بن دغر قبل يوم من جلسة الأربعاء قدم بداخل القصر الجمهوري مقترح بتخفيض السعر 500 ريال فقط وهو ما أقره عبدربه لكي يحسب الانتصار البطولي له وأنه الذي ضغط على الحكومة المجرمة التي كان رئيسها يريد تخفيض السعر 1500 وليس فقط 500ريال . أكد باسندوه أن ما قامت به اللجنة الوطنية الرئاسية تم بمخطط هزلي نفذه الرئيس وخطط له مدير مكتبه أحمد بن مبارك وشاركهم فيه نائب رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر ووزير المالية محمد بن زمام وتم احضار باسندوة إلى القصر الجمهوري لتوريطه وكأنه قابل بكافة خطط اللجنة التي شكلها عبدربه أي أنه يقبل بإقالة نفسه . - أكد باسندوة أنه أقترح أيضاً في جلسة الأحد الماضي رفع الحد الأدنى للأجور لكن وزير خزانة عبدربه (وزير المالية) ومثله بن دغر اعترضا .. وبعد يومين قدم بن دغر توصيه مماثله باسم اللجنة الرئاسية لكي يحسب لها الانتصار. وقال باسندوة قال أن اللجنة الرئاسية لا يحق لها أن تقيل مجلس وزراء مشكل بموجب المبادرة الخليجية التي أتت بعبدربه منصور هادي رئيسا أيضا. وأتهم باسندوة في أهم جزئيات كلامه إ الرئيس هادي بأنه منسق مع الحوثيين من أجل تغييره هو وحكومته وقال أن ما يقوم به الحوثي مسرحية - قالها هكذا باللفظ- وأن ما تم في القصر الجمهوري مسرحية. وكلامه معناه أن ما يتم من مسرحية يتوافق مع رغبة لدى الرئيس لتغيير الحكومة واستبدالها بموالين لا يعصون له أمراً ويدخل فيها حلفاؤه الجدد أي الحوثيين والحراك الموالي له وبالتالي يقصقص أجنحة المؤتمر والإصلاح اللذان ستنخفض حصتهما في المقاعد واللذان رفضا المقترح نهاية مؤتمر الحوار قبل شهور حين أٌقترح الدكتور أحمد شرف الدين عن الحوثيين وكذا قيادة ومنظري الحزب الاشتراكي ذاك المقترح الذي يراد تنفيذه الآن عبر البلطجة والفتوات المحاصرين لصنعاء. و أختتم باسندوة كلامه بالتأكيد على أن حكومة الوفاق جاءت وولدت نتيجة تسوية سياسية أسمها (المبادرة الخليجية وأليتها التنفيذية) هي المرجعية القانونية للمرحلة الحالية التي تمددت وقال باسندوه( أنا وهادي جئنا وفقاً للمبادرة فإذا أراد أن أرحل فلنرحل سوياً بانتخابات مبكرة أما أن ينتقي ما يريد من نصوص آلية المبادرة الخليجية ويترك بقيتها فلا يجوز أو علينا ان نختار قانونيين لحسم الموضوع في حال كان هناك جدل حول كلامي). وبعد انتهاء باسندوه من قراءة أوراقه أعلن انسحابه من جلسة مجلس الوزراء ورفعت الجلسة وغادر ثم غادر الوزراء جميعاً بعده وهنا انتهى الجزء الأول من جلسة مجلس الوزراء. هادي يتجسس على باسندوة معلومات مؤكدة أشارت إلى أن أحمد عبيد بن دغر تواصل مع الرئيس الذي كان في منزله مسترخياً مستمتعاً بمتابعة تفاصيل مجاميع مليشيا الحوثي تحاصر الشوارع وأبلغه بكل ماقاله باسندوة فانزعج الرئيس وخرج لابساً (القميص) وبعد قرابة الساعة دعي جميع الوزراء لاجتماع بداخل دار الرئاسة مجدداً برئاسة هادي وحضور وزير دفاعه الذي لم يحضر الجلسة الأولى . بدأ الرئيس هادي كلامه بسب باسندوة واتهمه (بالخرف) وقال أنه تم تسجيل مكالمة تلفونية في الليلة الماضية بين حميد الأحمر وبين باسندوة وفي المكالمة هدد فيه حميد بالاعتراض على تغيير الحكومة التي يرأسها المجلس الوطني لقوى الثورة الذي شكل في 2011 م وشغل باسندوة منصب رئاسة المجلس الوطني ولذا تم اختياره رئيساً للوزراء وقال الرئيس (يرجع حميد الأحمر أولاً من الخارج ويقول كلامه وهو هنا في اليمن) وبسخرية قال (أين هو هذا المجلس الوطني حالياً) و أكد الرئيس هادي في حديثه لأعضاء الحكومة أن حميد الأحمر تواصل بنجله جلال ليلاً وأخبره أن يخبر أباه الرئيس أنه لا يمكن اختزال المجلس الوطني في أي محاولة يقودها الرئيس لتشكيل حكومة جديدة. تبعثر أوراق هادي الرئيس قال ((خلاص يتوقف باسندوة عن عمله)) وأشار إلى نائبي رئيس الوزراء الأكوع وأحمد بن دغر وقال (أنت ترأس جلسة وهو يرأس جلسة) وحين أعترض عليه بعض الوزراء وأنه لا يحق له اصدار قرار بتوقيف رئيس وزراء كما وأنه طالما قد قرر أن يغير حكومتهم ورئيسها فليبق باسندوة .. فكان رد الرئيس هادي ((ومن قال أنني سأغير الحكومة بعد رفض الحوثيين يوم أمس لمقترحاتي)) ثم أردف قائلاً( وحتى في حال قمت بإقالة الحكومة فإنني لن أشكل الحكومة الجديدة في أسبوع فقد أحتاج لستة أشهر لتشكيل الحكومة الجديدة (استمر الرئيس هادي في خطابه لساعة ونصف وتهجم على باسندوة والحكومة حين خفضت بداية تشكيلها سعر البترول من 3500 ريال إلى 2500ريال( . - هاجم الرئيس كثيراً باسندوة كما هاجم أيضاً صخر الوجيه وأكد أنه لديه الأدلة على تبديدهما للمال العام وذكر رقماً كبيراً بمليارات الريالات ولم يذكر سبب سكوته على ذلك رغم أنه رئيس الدولة وسكوته على الفساد جريمة يحاسب عليها وفق كل دساتير وقوانين العالم. - الرئيس وجه وزير الإعلام بعدم نشر ماقاله باسندوة وما قرأه في الاجتماع وتنفيذاً لذلك قامت أجهزة الأعلام والتلفزيون الرسمية بعمل مونتاج لا يظهر فيه أن هناك اجتماعين وأن اجتماع الرئيس بالحكومة لم يكن باسندوة فيه حاضراً ويمكن مراجعة نشرة أخبار التلفزيون الرسمي.