أكد الدكتور سلمان بن فهد العودة الأمين العام المساعد لاتحاد العلماء المسلمين أن الشعوب العربية بحاجة إلى ثقافة الثورات، بالرغم من أنّ هناك كتباً ومقالات طويلة عن الثورات في التاريخ العربي والإسلامي، مشيراً إلى أنّ بعضها كان يتم من منطلق سلبي كثورة الزنج أو القرامطة التي انطلقت من أقليات عقائدية أو إيديولوجية مناقضة للأمة، وهناك أخرى لم يكتب لها النجاح وتركت مثلا سيئاً لدى الفقهاء، بينما يتجاهل البعض ثورات كتب لها النجاح . وأوضح د. العودة لبرنامج "فقه العصر" على قناة "فور شباب" أن بعض الثورات كانت تطلق على حركات لم تستكمل أدوات النجاح مثل ثورة الحرة في المدينة، وثورة عبد الرحمن بن الأشعث ومعركة "دير الجماجم" التي يسمونها ثورة القرَّاء، وهي ثورات كان الإمام أحمد يُثني عليها من حيث استقامة أصحابها، ولكن عدم استكمالها لأدوات النجاح جعلها مثلاً سيئاً للمثقفين وللفقهاء في كثير من الأحيان. الثورة وفكر المرجئة وأضاف، أنه بعد هزيمة هذه الحركات نشأ الفكر الإرجائي في العالم الإسلامي؛ الذي يتصور أن الحاكم إنما هو عقوبة من الله إن كان سيئاً، أو هو ظل الله إن كان صالحاً، وبالتالي ما على الناس إلا أن يدعو الله -سبحانه وتعالى- ويستغفروه من ذنوبهم، وكأن السكوت -مثلاً- عن المنكر ليس من الذنوب، أوكأن المشاركة في الخطأ أو الفساد ليس من الذنوب، معتبراً أن هذه الفكرة هي نوع من إقصاء الواقع عن القيم الدينية التي جاءت بمسؤولية الفرد حتى قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ". وأوضح د. العودة أن الناس يتجاهلون الثورة العباسيَّة التي كانت ثورة مدروسة ومنظَّمة واستفادت من ضعْف الأمويين وخططت حتى أقامت الدولة العباسية التي ظلَّت لأكثر من ستمائة سنة وهي تحكم العالم الإسلامي. وأضاف أنه، حينما ننتقل إلى العالم نجد عهد "الماجنا كارتا" في لندن التي قامت لتحديد سلطات الملك ورسمت وثيقة عالمية إلى اليوم يستفيدون منها، وكذلك نموذج الثورة الفرنسية، مشيراً إلى أنّ سنة الله في الأمم واحدة، وأنّ الثورة الفرنسية التي أصَّلت لحقوق الإنسان وقيم الحرية والعدالة ذات تأثير كبير على العالم كله، واستمرت الثورة أكثر من واحد وثمانين سنة حصل خلالها انقلاب على الثورة وعادت الملكية أكثر من مرة، كما أن نابليون استغل ذلك ورسم نفسه إمبراطوراً وقاد الناس إلى هزيمة "واترلو"، ثم أصبح هناك انتكاسة شديدة وثار الناس مرات عديدة إلى أن استقرت الأمور. وأوضح أن ما جرى في فرنسا -مثلاً- ليس معناه أن يتكرر في تونس أو ليبيا أو مصر، مشيراً إلى أنّ الواقع الآن تغيَّر كثيراً وأصبح الناس على وعي، كما أنه لا يمكن تجاهل دور وسائل الإعلام الكبير في تواصل الشعوب، ورفع مستواهم والتواصل اللحظي بينهم في المتابعة والمعرفة والتنسيق. ليست النهاية وقال د. العودة: إنّ الخبرة تجعلنا نتأكد من أمر آخر وهو أنّ مجرد سقوط الطاغية في تونس أو ليبيا أو مصر أو سوريا أو اليمن لا يعني أبداً أنك يصدد المدينة الفاضلة، مشيراً إلى أنّ الثوار عادة يتفقون على الشيء الذي يريدونه، وهو إسقاط النظام الفاسد بحيث يُصبح الحديث عن سقوط القذافي كمثال أمرٌ مجمعٌ عليه، فإذا حدث وتحقق بدأ الناس يتساءلون عما بعده لتبدأ بعد ذلك قضية الميول الثقافية والجوانب الحزبية، بل حتى الجوانب المناطقية والمدنية -أحياناً- بحيث تجد -مثلاً- مدينة مصراته لها رؤية لأنها حوربت، ومدينة سرت لها رؤية أخرى، ومدينة بنغازي لها رؤية ثالثة كمنطلق للثورة، ومدينة طرابلس، ومدينة البيضاء ومدينة درنة وكل مدينة ربما بدأت كأنها تتشكل بإطارها الشخصي أو إطارها الخاص وتتحدث عن مكاسب الثورة برؤية ذات نكهة محليَّة، وهو ما يمثل خطورة كبيرة. وأضاف، أنّ أخطر ما يمكن أن يُصيب الثورات هو الإحساس بعد رحيل الطاغية بأنه لم يحدث التغيير المأمول، وهنا تبرز حالة أخرى من محاولة الاستئثار في بالمكاسب. وحذر فضيلته من أنّ فقدان الأمن أو عدم الاتفاق على رؤية معينة قد يعزز في النهاية منطق الطاغية الذي يستبد بشعبه مقابل الأمن، مشيراً إلى أنه قد تحدث لدى البعض حالات ارتداد، مثل الذي حصل في العراق على سبيل المثال. بناء الدولة وشدد على أنه لتفادي هذه المخاطر فلا بد من ألا تتحول الثورات من منطق الإيمان بالله -سبحانه وتعالى- والإيمان بقيم العدالة والحرية للجميع، أو أن يتحول النجاح إلى إثارة وتحريك غرائز كالانتقام أو البطش أو الثأر، مشيراً إلى ضرورة التسامى عن الحظوظ الشخصية وارتفاع إلى مستوى المسؤولية. وأوضح فضيلته، أن مسألة الانتقال من منطق الثورة على الظالم إلى منطق بناء الدولة الوطنية لجميع المواطنين، يتم عن طريق تكوين المؤسسات، التي ساهم الطغاة في غيابها، مطالباً بالمسارعة في إعادة تكوينها والتي من أعظمها مؤسسة الدولة بمعنى تمكينها من أن تقوم بعملها، مشيراً أن نجاح تونس يرجع إلى أن مؤسسات الدولة إلى حد ما ظلت قائمة. صعود الإسلاميين وفيما يتعلق بصعود الإسلاميين، أوضح فضيلته، أنّ الإسلاميين هم أكثر من تعرَّض للاضطهاد في المراحل السابقة؛ سواء في تونس أو في مصر أو في ليبيا أو في غيرها بدون استثناء، كما أنّ معظم الذين المطرودين من بلادهم في كانوا من الإسلاميين، وكذلك الأمر بالنسبة للسجناء، مشيراً إلى أنهم في ذات الوقت أكثر من أثبتوا قدرتهم على الصبر والمقاومة لأننا نجد كثيراً من التيارات اليمينية واليسارية تآكلت وانتهت ولم تصمد. ولفت إلى أنّه لا يزال الإسلاميون موجودين في الحياة السياسية، مشيراً إلى أنّ جزءاً أساسياً من وجودهم هو اعتمادهم على قيمة عقدية جوهرية يستمدون منها الصبر ويستمدون منها الثقة بالمبدأ ويستمدون منها الاستمرار وهي القيم الإسلامية. وأشار إلى نموذج الإسلاميين في القدرة على الانضباط والتنظيم كجماعة الإخوان المسلمين في مصر وتعرضها للاضطهاد منذ عهد الإمام حسن البنا إلى اليوم ، في حين هم الآن يحصلون على النسبة الأكبر في الانتخابات البرلمانية، ولهذا يجب أن ندرك أن الإسلاميين لهم الحق مثل غيرهم في أن يصلوا وأن يحكموا وأن يشاركوا وأن يقدموا أنفسهم لافتاً إلى أهمية مبدأ الشراكة الذي اعتمدوه مع الآخرين. وأضاف أنّ المطلوب هو إدراك أن المرحلة الحالية بعد الثورة ليست أبداً مرحلة تكريس لديكتاتور جديد تحت أي مسمى ولا بأي لون كان أو ثوب كان، مشيراً إلى أنّ الغربيين والكثير من المحللين العرب وغيرهم لا يعتقدون أبداً أن ما بعد الثورة هو نمط من الديكتاتورية الدينية على نظام ما يحدث في إيران مثلاً. من النظرية إلى التطبيق وأوضح أن قضية مجيء الإسلاميين إلى أجهزة الدولة سيمنحهم قدراً كبيراً من الحراك، الذي سيُعدل بدوره كثيراً من الأفكار النظرية ويجعل من الشعارات المطروحة تخضع للاختبار، فالخطيب بإمكانه أن يُصحح الدنيا كلها في خطبة واحدة لكن عملياً ربما يفشل في إدارة شؤونه المنزلية، مشيراً إلى أنّ مجيء الإسلاميين سوف يُرشِّد كثيراً من الشعارات، وأيضاً سيمنحهم الخبرة الكافية. ولفت فضيلته، إلى أن الإسلاميين يجب أن يدركوا أنّ القضية قائمة على التداول ولن يكون هناك حاكماً أبدياً ، وأنهم جاءوا ضمن نظام مدني قائم على العقد الاجتماعي، والشراكة، ولذلك يُفترض أنه بعد أربع سنوات سيواجهون تصويتاً جديداً قد يقرر تجديد الثفة لهم أو عدمه، وفي حال عدم اختيار الشعب لهذه الأحزاب الإسلامية فإن هذا لا يعني تحوُّل المجتمع إلى غير مسلم لأن المسألة تتعلق بالنحاح و الفشل. تطوّر سلفي وحول والجدل القائم بشأن الموقف السلفي بعد الثورة المصرية ، أوضح فضيلته، أن التغيير وفق المتغيرات الضرورية الواقعية يعد ضرورة، لأن المشكلة دائماً هي الكلام النظري، مشيراً إلى الخطاب في السعودية يعتمد -أحياناً- وفق نظريات أو مواقف تاريخية نتكلم عنها، دون أن نعرضها للاختبار. ولفت إلى أنّ القدرة على التصحيح ليست قضية مبتكرة ولا جديدة بل هي من صميم المنهج السلفي، فالسلفية ليست تقليداً وإنما أصل فكرة السلفية هي الإبداع والابتكار والتجديد وفق أصول الكتاب والسنة، مشيراً إلى أن كثيراً من التيارات السلفية الجادة الآن استطاعت أن تتكيَّف مع الأوضاع الجديدة، وبدأت تغير في خطابها. وأضاف، أن الخطاب السلفي كان يتجنب إغضاب الجهات الرسمية، ولذلك يتحدث في المنطقة المأمونة والتي هي في الوقت ذاته من الدين ولكنها تضخمت على حساب القضايا الأخرى التي هي أيضاً قضايا ذات أهمية وذات ضرورة للناس مثل قضايا العدالة والحقوق والأمانة (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)، مشيراً إلى أننا كثيراً ما كنا نتحدث عن السنة في تفاصيل عملنا اليومي والتعبدي، لكن السنة في الجانب الحياتي والجانب الإداري والسياسي غائبة مع أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لما قال: « فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ الرَّاشِدِينَ تَمَسَّكُوا بِهَا »، وكان من الواضح جداً أن المقصود بالحديث هنا السنة المتعلقة بإدارة أمور الحياة أكثر منها السنة المتعلقة بالجوانب التفصيلية والتي لا يختلف الخلفاء الراشدون فيها كثيراً عن غيرهم من الصحابة الذين حفظوا سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام- إضافةً إلى أنه أصبحت هناك قضية التقاط بعض المعاني في السنة النبوية التي ربما تعزز استبداد الحاكم والتغاضي عن الأشياء التي ضد ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو قول كلمة الحق. الشباب وقود المستقبل وأضاف أن من أهم الأسباب التي آلت إلى اشتعال الثورات هي قضية البطالة التي هي في العالم العربي أكثر منها في أي مكان في العالم، وأحياناً تصل إلى نسبة 25% ، كما أنّ القبضة الأمنية في الغالب تستهدف الشباب، وفي بعض الدول العربية يصنف الشباب على أساس أنهم الخطر القادم!، مشدداً على أن الشباب هم الثروة ورأس مال التي يجب أن يستفاد منه، متسائلاً: إذا كنا نقر بأن الشباب في دول الخليج على وجه الخصوص ما بين سن سبعة عشر إلى خمس وعشرين سنة يُشكِّل 70% من السكان، فهل درسنا نحن كمسؤولين أو كأمنيين حتى أو كإعلاميين أو معلمين ما هي القنوات التي نستطيع من خلالها أن نستمع إلى نبض الشباب؟ الثورة ليست دائما حلاً ولفت فضيلته إلى أنّ أفضل الأنماط هو أن ينتقل الناس إلى وضع سليم وإيجابي، ويكون هناك بينهم قدر من التراضي والتسامح والاستعداد على صياغة رؤية مستقبلية مشتركة والاستماع إلى الناس وتحقيق العدالة وتحقيق المساواة ومحاربة الفساد، وقال: أعتقد أنه سواء السعودية أو المغرب أو الأردن أو عدد من الدول الخليج يمكن أن تستفيد من هذه التجربة في المبادرة بإصلاحات معينة ربما كان الناس غافلين عنها أو غير مدركين لأهميتها أو أنها تسير بشكل بيروقراطي شديد، مشيراً إلى أنّ الثورات ليست مطلباً في حد ذاتها وحتى الشعوب لا تحب الثورات ابتداءً، لأنها قد تفتح العالم على المجهول ولذلك فالمهم هو تدارك الناس بالإصلاح. المرأة والمشاركة السياسية ورأى د. العودة، أن المرأة كالرجل في جميع التكاليف الشرعية بما في ذلك موضوع الشورى، والله -سبحانه وتعالى- قال: (وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ)، وقوله تعالى: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)، وهذا يدل على وجوب الشورى كما نص عليه فقهاء المالكية وغيرهم وهو مذهب كثير من الصحابة كعمر وأبي بكر وغيرهم، والأصل مشاورة النساء والرجال، لأنّ الرسول -عليه الصلاة والسلام- شاور أم سلمة في قضية صلح الحديبية، وكذلك في أهم وأخطر قضية وهي اختيار الخليفة بعد عمر -رضي الله عنه- حيث شاوروا حتى النساء في خدورهن فيمن يصلح لهذا الأمر. ووجه د. العودة دعوته إلى تشجيع مؤسسات المجتمع المدني حتى لو لم تكن رسمية بحيث يتعود الناس ويتدربوا على العمل في جو جماعي، مشيداً بتجربة شباب وبنات جدة الذين نجحوا نجاحاً كبيراً في العمل الميداني التطوعي بالتعاون والتنسيق وخدمهم في ذلك ال"فيس بوك" و"تويتر" والتقنيات الحديثة. ليبيا وانتشار السلاح ورداً على سؤال لمتصل من ليبيا حول انتشار السلاح واستخدام البعض له بغرض السرقة وحكم من قَتل أو قُتل دفاعا عن ماله، قال فضيلته: إنه لا خلاف على مدافعة من اعتدى بالسلاح ليسرق أو لينتهك الأعراض وهذا نصَّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَخْذَ مَالِى قَالَ « فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَاتَلَنِى قَالَ « قَاتِلْهُ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلَنِى قَالَ « فَأَنْتَ شَهِيدٌ ». قَالَ أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُهُ قَالَ « هُوَ فِى النَّارِ »، مشيراً إلى أنه على الإنسان أن يدفع مثل هؤلاء بالأخف فالأخف والأسهل فالأسهل،فإن كانوا يندفعون بالكلام لم يحتج إلى السلاح وإن كان لا يدفعهم إلا السلاح فالسلاح. وكرر د. العودة دعوته إلى ضرورة جلب السلاح من المقاتلين في ليبيا عن طريق شرائه بمبالغ كبيرة، وتنظيم المسلحين ضمن أسماء وطنية كالجيش أو الأمن أو الحرس أو غير ذلك من المسميات، محذراً من خطر التشظِّي بأن تتحول كل مدينة إلى كيان مستقل بذاته، وتتصرف وفق رؤيتها المحلية، لتظهر الغرائز وتقل الحكمة. تنبؤات بالثورة ورداً على سؤال حول ما انتشر في الآونة الأخيرة من فيديوهات على الإنترنت للشيخ عمران حسين وتنبؤه بالثورات، رأى فضيلته أنه وإن كان في كلامه قدراً من التنبؤ، معتمداً على بعض النصوص والموروثات والآثار وأصاب في شيء من حراك الشعوب العربية ووسائل الإعلام ومشاركتها، فإن حديثه عن تفوق صهيوني وسلاح مخبوء عند اليهود يستخدمونه ويكون مفاجأة للعالم، وانتكاسة قد سبب توجساً لدى البعض بينما في تقديري أنه (لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ). وأشار إلى أن هذه الأشياء ليس عليها أدلة بل هي تخمينات ومن أصاب في شيء لا ينبغي أن نعتقد أنه أصاب في كل شيء ولذلك علينا أن ننظر بأمل وتفاؤل للحراك والربيع العربي. الخليج وضرورة التصحيح وقال: إنّ مطالب الناس في دول الخليج على سبيل المثال معقولة وعادية وليست شيئاً مستحيلاً، شريطة تخلُّص الحكومات من بعض الانطباعات السلبية؛ بمعنى أن بعض الدول تعتقد أن الاستجابة لمطلب حتى لو كان بسيطاً قد يشجيع الناس على تكرار مطالبهم، وهو مفهوم ليس صحيحاً، بل إنّ معاوية -رضي الله عنه- كان يقول لولده عن أهل الكوفة: "إن أرادوك على أن تجعل لهم كل يوم أميراً فاجعل لهم كل يوم أميراً" بمعنى أن المطالب ما دامت في حدود المقدور و الممكن وتؤمن بالتدرج فهي تمثل صمام أمان وعصمة للبلاد من المستقبل المجهول الذي لا يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى . التمثيل بالقذافي وحول سؤال لمتصلة من ليبيا عن رفضها للثورة وإدانتها للتمثيل بجثة القذافي، أوضح د. العودة أن أغلبية الشعب الليبي كان واضحاً في موقفه ضد نظام القذافي وأنه عانى على مدار أربعين عاما من ظلم واستبداد واضح، "أما ممارسات بعض الثوار سواء -مثلاً- ما يتعلق بالجثة أو غيرها من بعض الأخطاء فأنا أقول يجب أن تُدان"، مشيراً إلى أنّ قيادات الثورة أنفسهم كثيراً ما يتكلمون عنها وينتقدونها ويصححونها. ولفت إلى أنّ الثورة يجب ألا تتحول إلى تحريك الغرائز الانتقامية أو الثأرية أو تصفية حسابات، كما يجب ألا تتحول إلى معنى مقدَّس وكأن المساس بممارسة ثورية خاطئة في مدينة أو بلد أمر لا يجوز. أسئلة الثورة وحول إنتاجه الفكري وآخر كتبه أوضح فضيلته، أن هناك أربعة أعمال ستكون بمعرض الكتاب القادم، كتاب (كيف نختلف)، وكتاب (مع الأئمة الأربعة) حول الجوامع والفروق بينهم، وكتاب (لو كنت طيراً)، وهو عبارة عن مجموعة من تغريدات قمت بانتقائها وتصنيفها وصياغتها بشكل جديد، إضافة إلى (أسئلة الثورة) وفيه أجابة فيه على كثير من الأسئلة التي تثار حول الثورات والحراك والموقف الشرعي والعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وما كان في هذا السبيل.