عدن أون لاين/ متابعات: مع قرب عقد الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن ، يأمل كثير من اليمنيين في أن يخرج الانتقال السلمي للسلطة بلادهم من أزمة سياسية مستحكمة. وفي ساحة التغيير أمام جامعة صنعاء، والتي أصبحت رمزا للاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، هناك انقسام كبير بين المعتصمين حول طريقة إجراء الانتخابات أو بالأحرى اقتصارها على مرشح وحيد هو نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. يتساءل ناشطون من قوى سياسية مختلفة عن جدوى الانتخابات طالما أن المرشح الوحيد سيصبح الرئيس حتما وبلا منافس في الانتخابات المقرر عقدها يوم الثلاثاء المقبل. لذا فهم يقولون إن بقاء الساحة هو الضمان الوحيد لتحقيق أهداف ثورتهم أو انتفاضتهم، كما كانت السبب الرئيس وراء رحيل علي عبدالله صالح بتوقيعه المبادرة الخليجية المدعومة دوليا. حصل صالح بموجب المبادرة الخليجية، التي وقعها في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، على مخرج جيد من السلطة، فلا يزال رئيسا للبلاد بصفة شرفية بينما نقل السلطة لنائبة، كما حصل على حصانة قانونية من الملاحقة القضائية. ووفقا للمباردة، التي دعمتها الأممالمتحدة ودول غربية، تقاسمت المعارضة وحزب المؤتمر الشعبي الحاكم المناصب الوزارية وشكلا حكومة وحدة وطنية لإدارة البلاد حتى الانتخابات الرئاسية. كما نصت المبادرة على تزكية هادي كمرشح توافقي وحيد في الاقتراع في خطوة تهدف إلى إبعاد البلاد عن شبح الحرب الأهلية.
"أوباما اليمن" لكن لم يكترث فاروق القباطي، الذي يعرف نفسه بأنه ثائر مستقل، بالمبادرة وبنودها حيث قرر من تلقاء نفسه أن يرشح نفسه في الانتخابات وبدأ "حملته" الانتخابية من ساحة التغيير تحت شعار "أوباما اليمن" نظرا للشبه الكبير بينه وبين الرئيس الأمريكي باراك أوباما. يقول القباطي إن ترشحه هو محاولة رمزية للتعبير عن احتجاجه على المبادرة الخليجية، ويسخر من كلمة "الانتخابات"، قائلا إنها "استفتاء ومسرحية هزلية". علي العماد، المنسق الإعلامي لشباب الحوثيين في ساحة التغيير، يعتصم منذ شهور في إحدى الخيام التابعة للحوثثين في ساحة التغيير. يرفض العماد أيضا إجراء الانتخابات بصيغتها الحالية، وهو ما تعكسه اللافتات والشعارات التي تكسو خيمته، من قبيل "نرفض المبادرة الخليجية" و "عبد ربه منصور نسخة من صالح." يقول إن الانتخابات المقبلة تستند إلى خطة خليجية "تمت بين الأحزاب السياسية وتجاهلت الشباب الثائر في كل ساحات وميادين التغيير". ويضيف لبي بي سي أنه كان من الطبيعي "أن نتجاهل الانتخابات وأن نسير قدما في استكمال ثورتنا وإسقاط بقايا النظام." وكانت جماعة الحوثيين في شمال اليمن قد أعلنت أنها لن تشارك في الانتخابات الرئاسية، منطلقين من موقفهم الرافض للتسوية السياسية الراهنة. وخاضت الجماعة في الماضي ستة حروب مع الجيش اليمني. وتتهم السلطات اليمنية الجماعة، التي تتبع المذهب الشيعي، بأنها إحدى الأوراق الإيرانية في المنطقة. فرصة سانحة حمزة الكمالي، وهو المتحدث باسم ائتلاف شباب الثورة المستقل، يعتقد إن الانتفاضة في اليمن قد أطاحت بالاستبداد "من دون رجعة"، ويعقد آمالا عريضة على نجاح الانتخابات المقبلة. يقول لبي بي سي إنه يعارض أي مبررات لتعطيل انتقال السلطة "لأنه فرصة سانحة لضمان رحيل صالح." ويسترد قائلا إن عدم إجراء الانتخابات سيؤدي بدورة إلى حدوث فراغ سياسي خطير، وسيتنازع اليمنيون السلطة. لكنه يؤكد إن ساحة التغيير وسائر الساحات في اليمن ستظل "خط الدفاع الأول لمكتسبات وإنجازات الثورة، فالشباب هنا مستعدون للبقاء ولو طال بهم الأمد". ويضيف: "لقد تمكننا فقط من إزاحة علي عبد الله صالح، لكن ما نريد إنجازه هو تغيير النظام، لأن عزل صالح لا يعني سقوط النظام."