عدن أونلاين/متابعات قتل 32 شخصا على أيدي قوات الأمن السورية في جمعة "أسرى الحرية" التي شارك فيها أكثر من مليون شخص خرجوا في مختلف مناطق سوريا للمطالبة بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد، حسب ما ذكرت لجان التنسيق المحلية في سوريا. وقالت هذه اللجان إن 32 شخصا على الأقل قتلوا على أيدي قوات الأمن السورية من بينهم ستة قتلى سقطوا بحي القابون في دمشق، بحسب ما أعلنه رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي. وأضاف الناشط الحقوقي أن ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب آخرون في مواجهات جرت بحي الثورة في محافظة إدلب ، لافتا إلى أن طفلا يبلغ 12 عاما توفي في جوبر إثر تعرضه لطلق ناري بالرأس كما ذكر ريحاوي أن ثلاثة أشخاص لقوا مصرعهم في دوما التي تبعد 15 كلم عن دمشق واثنين في درعا التي انطلقت منها حركة الاحتجاج ضد النظام. ضمن هذا السياق، قال الناشط السياسي أبو مصطفى إن هناك بالإضافة إلى القتلى نحو 70 جريحا إصابة بعضهم خطيرة. ولفت في تصريح للجزيرة إلى أن قوات الأمن في بدوما تستعمل قنابل سامة ونوعا خاصا من الرصاص يحتوي على البارود المتفجر مما رفع عدد المصابين اليوم. في المقابل، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ب"استشهاد مدني برصاص مسلحين في إدلب وأصيب عنصران من قوات حفظ النظام بإطلاق النار عليهما من قبل مسلحين في جوبر". وأضافت "كما أطلق مسلحون النار على قوات حفظ النظام والمواطنين في القابون وركن الدين مما أدى إلى استشهاد مدني وجرح اثنين من قوات حفظ النظام". مليون سوري وسقط هؤلاء القتلى والجرحى في مظاهرات عمت مدن سوريا اليوم الجمعة تحية ل"أسرى الحرية". وشارك فيها بحسب رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن أكثر من مليون شخص، وذلك بعد يوم من تنفيذ إضراب عام في عدة مدن منها حمص وحماة وبنش ودوما ودير الزور. فقد شهدت مدينة حمص مظاهرة حاشدة للإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين لا يزالون محتجزين في السجون السورية. كما اندلعت مظاهرات مماثلة في مناطق عدة شمال وشرق البلاد مثل الحسكة والبوكمال والقامشلي والدرباسية ورأس العين، وكذلك في عين العرب وبعض أحياء مدينة حلب، حيث ردد المتظاهرون شعارات تطالب بإسقاط النظام وإطلاق المعتقلين. وعلى الرغم من التطويق الأمني منذ أمس الخميس لكل من مضايا والزبداني في ريف دمشق، شهدت البلدتان مظاهرات عقب صلاة الجمعة. انتهاكات حقوقية واستخدم الأمن الغاز المدمع لتفريق متظاهرين في حي الميدان بالعاصمة دمشق، بينما تظاهر مئات في حي ركن الدين، كما أكدت مصادر للجزيرة تطويق حي الكسوة منذ أمس الخميس، وسُمع اليوم دوي إطلاق الرصاص، كما أصيب شخصان بجروح. وأكد ناشطون على الإنترنت إطلاق رصاص كثيف في محيط الجامع العمري بمدينة درعا (جنوب) لمنع المصلين من التظاهر عقب صلاة الجمعة، لكن جنودا من الجيش السوري حمَوا المتظاهرين وأجبروا عناصر الأمن على التراجع، كما فرضت القوات حظرا للتجول ظهر اليوم في مدينة أنخل المجاورة. وذكر الناشطون أن الجيش حاصر اليوم جوامع قريتي كفرنبل وكفرومة بمحافظة إدلب، كما شهدت القريتان إطلاقا للنار عقب الصلاة، وتم تسجيل مقتل ثلاثة متظاهرين في مدينة إدلب وإصابة آخرين بنيران الأمن جراء إطلاق الذخيرة الحية حول مسجدي الفرقان والأبرار. شروط الأهالي وفي السياق نفسه، احتشد الآلاف اليوم في وسط مدينة حماة على نحو مماثل للمظاهرة التي اندلعت الجمعة الماضية، وذلك في إشارة كما يبدو إلى رفض سكان المدينة الحوار الذي بدأه محافظ المدينة الجديد مؤخرا. وقال عضو اتحاد تنسيقيات الثورة في حماة صالح الحموي في اتصال هاتفي مع الجزيرة إن أعيان المدينة قدموا شروطهم للمحافظ الجديد في سياق الحوار مع النظام. واشترط هؤلاء لإزالة الحواجز التي أقاموها على أطراف المدينة إطلاق سراح المعتقلين على خلفية المظاهرات، والضمان المعلن بأن يكون الاعتقال قانونيا بمذكرة من النائب العام، وسحب الدبابات من المدينة. وبشأن الأوضاع الأمنية في مدينة حماة التي أعلنت الإضراب العام والعصيان المدني منذ أكثر من أسبوع، قال الحموي إن عددا من شباب المدينة يحرسون الحواجز التي أقاموها كي لا تهاجم قوات الأمن المناطق السكنية، مضيفا أن مئات العائلات قد نزحت عن المدينة.