أم خالد عاقلة الحارة في وحدة الشهيد الوحش عدن أون لاين/ حاورها/ فهمي عبدالرب: امرأة بعشرة رجال .. ثباتا وثقة في المواقف شعلة من النشاط متقدة ليل نهار استلهمت إضاءة شعلتها من تلالها الملتهبة, مقدامة وشجاعة كيف لا وهي تسكن في حي الشهيد الوحش , صبورة على الأذى لا تنظر إلى الوراء , تقيم في شارع (غاندي) بكريتر ومن سار على درب غاندي وصل. إنها أم خالد عاقلة الحارة في وحدة الشهيد الوحش. ((قصة تعينها)) في ليلة من الليالي شب حريق هائل أقض مضجع السكان وصل لهيبه إلى المحافظة، كان الحريق بالقرب من سينما هريكن، نزل المحافظ في نفس الوقت والنار ملتهبة, سأل أين عاقل الحارة؟ لم يجد أحدا، لمحت عينه امرأة تقوم بإنقاذ الناس وسط الرجال .سأل متعجبا من هذه المرأة ؟ أجابوا: إنها أم خالد . سأل نفسه ! أهذه امرأة في هذا الوقت وفي هذا المكان تنقذ جيرانها! فرد على نفسه بنفسه. يجب أن تكون هي عاقلة الحارة. (خليج عدن) في ضيافة عاقلة الحارة أم خالد فإلى تفاصيل الحوار الشيق: * خليج عدن: في البدء أم خالد ممكن تخبرينا متى بدأت مشوارك بمزاولة مهام عاقلة الحارة ؟ أم خالد: منذ 2003م وأنا عاقلة لحارة الوحش. * خليج عدن: كيف صرتي عاقلة الحارة ؟ أم خالد: لا لم أطلبه ولكن عينت مباشرة من قبل المحافظ يحيى الشعيبي . * خليج عدن: عند تعينك من وقف معك وساندك؟ أم خالد: أهل بيتي وأقاربي وجيراني حتى أهالي منطقتي كانوا داعمين رئيسين. * خليج عدن: لكونك امرأة هل تتعاملين مع كل المشاكل ،أم أن بعضها قد يسبب لك إحراجا كالمشاكل الزوجية مثلا؟ أم خالد: أني أتعامل مع كل المشاكل أيا كانت , بالعكس المشاكل الزوجية لا تصلح لها إلا امرأة فأنا أستطيع دخول البيوت والجلوس مع النساء والحديث معهم بحرية وهذا ساعد على حل الكثير من المشاكل. * خليج عدن: هل هناك تعاون من أهالي المنطقة وأخص بالذكر الرجال منهم ؟ أم خالد: في البداية لم يكن الكل متعاون لكن الآن تجاوزت هذه المرحلة ،والمشاكل الحقيقية تكمن في العقلية المتخلفة عند البعض والمستوى الثقافي المتدني في ظل تردي التعليم. * خليج عدن: هل من تنسيق مع المجالس المحلية أو المسئولين في المديرية؟ أم خالد: لا يوجد تنسيق رسمي ولكن العلاقات الشخصية تلعب دورها في مثل هذه الأمور وخاصة المشاكل العامة أما المشاكل الصغيرة فقليلا ما نجد التعاون فيها. * خليج عدن: كيف استطعت الحفاظ على هذه المكانة مع وجود الرجال؟ أم خالد: هناك قدرات من الله تساعدك في التوفيق وهناك أشياء يجب أن تتحلي بها كحب العمل والإخلاص وذلك من خلال التحمل والصبر والتفاني واحترام المهنة واستقبال الناس في أي وقت من اليوم هذا يساعدك في حل مشاكل الآخرين. * خليج عدن: برأيك لو أن المرأة أخذت دورها وفرصتها في قيادة المجتمع, هل ستكون الأمور بخير؟ أم خالد: ليس الموضوع أن تعطى أو لا تعطى لها الفرصة ،ولكن المهم أن يكون عندها الإيمان الكامل بقدرتها وأن تمتلك النوايا الحسنة وليست المصالح الشخصية, والسلطة ليست مكان لجمع الثروة. * خليج عدن: لو أن أم خالد الآن في منصب الأمين العامل للمجلس المحلي ماذا كنت فاعلة؟ أم خالد: لا يحتاج الواحد منا أن يأتي بجديد ولكن يكفي تحريك المشاريع المعطلة التي في الأدراج وإخراجها إلى النور كما فعل المحافظ الشعيبي سابقا, فما قام به هو تنفيذ مشاريع كانت مهملة منذ سنين طويلة وأيضا تسخير الطاقات المالية والإدارية لخدمة الناس. * خليج عدن: أولادك وأقاربك هل يدعمونك في الاستمرار أو التوقف؟ أم خالد: نظرت إلى ابنها خالد الذي كان جالس معنا ... وقالت أجب عن السؤال, نظر خالد إلي ولم يتكلم وكأنه يقول لقد تعبت من هذه المسؤولية لكن سأقف إلى جانب أمي. خليج عدن: هل تتلقين أي دعم مالي؟ أم خالد: الدعم الرسمي من الأمن السياسي2800 ريال فقط شهريا , أما الغير رسمي فلا يوجد سوى ما يعتمد على العلاقات الشخصية, فنحن لا نفضل المبالغ النقدية بل نطلب من أصحابها أن يشتروا بها أشياء ويحضروها إلينا. خليج عدن: بعد هذه ال7 سنين من العمل, هل تودين الاستمرار؟ أم خالد: نعم أرغب مادام هذا العمل يصب في خدمة حارتي وأرغب أن يكون ابني خالد خلفا لي . * خليج عدن: كلمة شكر توجهينها في آخر الحديث. أم خالد: أشكر كل من وقف معي وساندني وأخص بالذكر والشكر الكبير للدكتور يحيى الشعيبي. ((مواقف وقعت أثناء الحوار)) -بعد بدء الحوار بقليل دخلت امرأة عجوز طاعنة في السن تجاوزت ال60 فجلست وقالت أم خالد, أتدري من هذه؟ قلت: من ! قالت: هذه من تقف معي وتعطيني الدعم المعنوي دائما. -وبينما كنا نتحاور إذ طرقت الباب امرأة أخرى, تقول من على الباب أعطيني يا أم خالد ملابس لأولادي, فردت أم خالد: ما يوجد معنا هو خاص بالأيتام , لكن سيأتي الخير وأعطيك إن شاء الله. -وبعد خروجي من البيت مباشرة, سألت أحد الجيران عن عاقلة الحارة, فأجاب: لقد خدمت أم خالد كل أبناء الحي بلا استثناء,وأضاف قائلا: إنها لا تأخذ المال مقابل الختم أو التوقيع. وأخيرا نشكر أم خالد على كرم الضيافة وسعة صدرها. أم خالد من مواليد 1966م أرملة , لديها بنتان وولد, موظفة في الشؤون الاجتماعية.