في الوقت الذي نقف على مشارف أيام قلائل جداً لندلف لبداية أيام فصل الصيف، كيف هو وضع الكهرباء في محافظة عدن ؟وهل عملت المؤسسة على تجاوز سلبيات الأعوام الماضية في ضوء الدعم الكبير الذي حصلت عليه ؟ماذا يعني تجدد إضرابات العمال وبالذات في هذه الفترة ؟ ولماذا كل يلقي باللوم على الآخر ؟وهل فعلاً لم تصرف حقوقهم ، هذه وغيرها من قضايا الكهرباء .. عرجنا عليها وبشكل مقتضب في الاستطلاع التالي :بعد أن كان شبح الخوف قد زال عن الناس في محافظة عدن من انقطاعات الكهرباء منذ نهاية صيف العام الماضي تعود إلى الواجهة بعض ملامح الخوف..!!!! حيث تجددت مؤخراً إضرابات عمال وموظفي الكهرباء بعدن بحجة عدم التزام المؤسسة بما التزمت به في الاجتماع الذي عقد في بداية شهر فبراير الماضي برئاسة وكيل المحافظة نايف البكري وبحضور سلطان الشعيبي وكيل المحافظة بتعليق الإضراب على أن يتم معالجة أوضاعهم وحل مطالبهم المتمثلة بصرف مستحقات الإضافي وبدل الغذاء والعلاوات وأن يتم اعتماد الإضافي مع الراتب الجديد ورفع نسبة أجور العمل الإضافي إلى 50 %ورفع مذكرة بذلك بالإضافة إلى علاوات طبيعة العمل (مخاطر العمل) بمبلغ (20000 ) ريال شهرياً إلى مكتب الخدمة المدنية بعدن لاعتماد ما تم الاتفاق عليه في كشوفات الراتب وأن تتولى السلطة المحلية الرفع والمتابعة في وزارة الكهرباء لإقرار تلك العلاوات . مطالب عمالية المشكلة تجددت وعاد مجموعة من العمال إلى الإضراب من جديد ،بحجة أنهم لم يلمسوا تنفيذاً للمطالب التي اتفق عليها في السابق مع قيادة المؤسسة ومحافظة عدن ممثلة بالوكيل نائف البكري والذي مازال يبذل جهوداً كبيرة للتوفيق بين الطرفين ومحاولة إقناع الموظفين برفع الإضراب خاصة وأن المؤسسة ملتزمة بدفع مستحقات الموظفين وفق القانون أسوة بزملائهم في المؤسسة العامة للكهرباء بصنعاء ، فأعضاء نقابة الكهرباء يؤكدون في مطالبهم على ضرورة سرعة صرف ما تم الاتفاق عليه من بدل إضافي ومخاطر وعلاوات و....إلخ فيما ترى إدارة المؤسسة التريث حتى تتحصل على توجيهات وزارية باعتماد المبالغ الإضافية أو الحصول على الفتوى القانونية من مكتب الخدمة حتى لا يتم الصرف بوجود تجاوزات مالية للقانون . عثمان كاكو- رئيس اتحاد نقابات العمال فرع عدن قال : نحن مع استمرار العمل بمؤسسة الكهرباء وضد أي محاولات لتوقيف نشاطها أو عرقلة عملها، ولكن أيضاً نحن مع تحقيق مطالب الموظفين طالما كانوا ملتزمين بالقانون وبلوائح العمل النقابي، وفى هذا الصدد نحن ضد أي عمل تخريبي الهدف منه إغراق عدن في الظلام فالناس لم تعد تتحمل المعاناة وانقطاعات الكهرباء من جديد. مدير عام شرطة عدن العميد دكتور مصعب الصوفي أكد من جانبه أنه يؤيد الحل الودي والتزام كافة الأطراف ببنود محضر الاتفاق وقطع الطريق أمام محاولات البعض إثارة مزيد من الإشكاليات الأمر الذي سيجعلنا (والحديث لمدير عام الشرطة ) في الأخير ملزمون بتنفيذ توجيهات النيابة في حال وجود أوامر بالقبض على من يحاولون إثارة الفوضى أو عرقلة عمل مؤسسة الكهرباء بطرق غير قانونية . مدير عام الكهرباء بعدن - المهندس خليل عبد الملك قال : المؤسسة ملتزمة بصرف كل ما هو قانوني ،ولكن البعض لا يريدون للمؤسسة أن تنهض بمهمتها، ومسألة الإضراب الحالية تأتي وقد تم اعتماد مبالغ مالية لموظفي الكهرباء بعدن أفضل بكثير من غيرهم في فروع المؤسسة في المحافظات الأخرى والمرافق الأخرى، ونحب أن نؤكد أننا على استعداد لصرف أي مستحقات قانونية وأسوة بموظفي الكهرباء في كل المحافظات . نشاط المؤسسة نظراً لقدوم فصل الصيف في عدن التي تمتاز بحر شديد فإن مسألة استعدادات مؤسسة الكهرباء لمواجهة أعباء الصيف باتت مهمة حتى لا تتكرر نفس سلبيات العام الماضي بتأخر تنفيذ المشاريع لأسباب أو لأخرى. مدير عام كهرباء عدن المهندس خليل عبد الملك تحدث عن نشاط المؤسسة في العام الماضي وما تمتلكه المؤسسة اليوم من طاقة توليدية فقال: وصلت الذروة في العام الماضي بمحطات التوليد إلى (320) ميجاوات وكان إجمالي الطاقة المشتراة ( 134) ميجاوات, فيما كان التوليد المتاح في محطات الحسوة والمنصورة وخورمكسر ما بين( 90) إلى( 110) ميجاوات ، مع السحب ل (60) ميجاوات من خط الربط في حال ما تكون محطة مأرب شغالة. وفيما يخص إجمالي قيمة المشاريع المنفذة من قبل المؤسسة العامة للكهرباء بعدن العام الماضي فقد بلغت حوالي مليار و 158 مليون ريال. وبالنسبة للمناقصات فقد تم في العام الماضي إنزال مناقصات لإنشاء محطتي توليد بإجمالي (150ميجاوات) منها (90ميجاوات) في خور مكسر و(60) ميجاوات في الحسوة، وتم إرساء المناقصة على شركة صينية، وستكون هذه المحطة جاهزة بعد ثمانية عشر شهراً، وهي عبارة عن جزئين في محطتي خور مكسر والحسوة وهاتان النقطتان ستعملان بالمازوت ويمكن تشغيلهما بالغاز عند توفير الغاز الطبيعي. وفيما يخص محطة المنصورة فقد تم متابعة العقد الذي مضى عليه حتى الآن سنة وشهران منذ توقيعه وبدأ العمل خلال الأيام الماضية وخلال شهر مايو ستكون جاهزية النقطتين بحوالي (50ميجاوت) تقريباً، وستعمل محطة المنصورة في البداية على وقود الديزل وبعد أربعة أشهر من تشغيلها، أي في شهر سبتمبر ستتحول للعمل بالمازوت عند استكمال تجهيز كافة المكونات الخاصة بنظام تشغيل المازوت في المحطة، وهذا سيمثل إنجازاً كبيراً في حد ذاته في إعادة محطتي المنصورة وخور مكسر إلى الخدمة لأننا خلال السنة الماضية كنا نعتمد اعتماداً أساسياً على الطاقة المؤجرة. إيرادات بأكثر من (17) مليار ريال كم بلغ إجمالي الإيرادات المحصلة خلال العام الماضي؟ بلغ إيرادات تحصيل المؤسسة بعدن العام الماضي 17ملياراً و 689 مليوناً و669ألف ريال بزيادة 62بالمائة عن نفس الفترة من عام 2012م التي بلغت 12 ملياراً و 606 ملايين ريال. .. مبينا أن عدد المشتركين بلغ 157ألف مشترك بخدمة الطاقة الكهربائية . استعدادات الصيف ماهي استعداداتكم لصيف هذا العام؟ هناك استعدادات عديدة حيث تم تجديد العقد لمحطتي الإيجار في خور مكسر وملعب 22مايو وكذلك هناك موافقة لتمديد العقد لشركة (a,b,r) في شيناز وحجيف والذي من المقرر أن ينتهي العقد معها في يوليو القادم أي بمنتصف الصيف, وقد رفعنا طلباً عبر محافظة عدن لتمديد العقدين أي عقد (محطتي 22مايو وشيناز وحجيف ) وأيضاً تم إخراج (20) ميجاوات من الخدمة من الطاقة المؤجرة من شركة الصقر وشركة الأهرام الموجودة في دار سعد بسبب قدم معداتهم وما أحدثته من تلوث للبيئة خصوصاً في خور مكسر . وهناك مشروع تم إقراره في مجلس النواب مؤخراً كما صدر قانون بالموافقة على القرض الخاص بمشروع خط النقل المنصورة ، خورمكسر، الخساف بتكلفة (60) مليون دولار وبتمويل من الصندوق الكويتي، وعموماً نستطيع القول أن استعداداتنا لفصل الصيف في هذا العام جيدة مقارنة بالأعوام الماضية ومع وجود المشاريع العديدة المنجزة والتي هي في إطار التنفيذ وستسير الأمور إن شاء الله على خير ما يرام. تأهيل الشبكة ما يرصد من اعتمادات هل هي كافية مع حجم ومتطلبات العمل وتأهيل الشبكة ؟ وهل تم استنفاذ اعتمادات العام الماضي المخصصة في البرنامج الاستثماري ؟ فيما يخص الشبكة الكهربائية سعينا خلال العام الماضي للحصول على مخصصات لتحسين الشبكة ، فما عانيناه من انقطاعات في الفترة الماضية ليس لضعف الكهرباء ولكن أيضاً لضعف الشبكة الكهربائية، وفى العام الماضي تم تخصيص مبلغ خمسة مليارات ريال، وتم إنزال مناقصات سريعة لشراء مواد وتم إنجاز 80 % من المناقصات ، وهي الآن عقود جاهزة لاستيراد هذه المواد، بالإضافة لمبنى محطة 22مايو، وفيما يخص تمديد الكابلات في محطة المنصورة فتم تمديد الكابلات من المحطة إلى محطة الغزل والنسيج بطول حوالي خمسة كيلومترات والآن العمل جار لتركيب المحولات وهذه المحطة ستعمل على تقليل الأحمال على المحطات العاملة في المنصورة ودار سعد والشيخ عثمان وستحل الكثير من الإشكاليات ، كما أن هناك مشروعاً أخر جار تنفيذه ممثلاً بمشروع فصل تغذية لحج من محطة دارسعد، وتغذيتها من محطة الحسوة. وفيما يخص الشبكة ال (33) كيلو في محطتي الحسوة وشيناز، نقوم ببناء غرف لاستيعاب 33كيلو فولت خاصة وأن كثيراً من المكونات في هاتين المحطتين قد انتهى عمرها الافتراضي و أحدثت الكثير من المشاكل في العام قبل الماضي، ومنها انفجار في أحد القواطر في الحسوة أدى إلى عزل حوالي نصف شبكة عدن، ولتلافي هذه الأعطاب نقوم الآن ببناء محطة في الحسوة، ومحطة أخرى بشيناز ،وسيتم تركيب مواقع 83كيلو فولت ، وسيتم تركيب المحطتين خلال فصل الصيف هذا العام ،كما يجري العمل بمد خط هوائي 33كيلو فولت مباشرة من الحسوة إلى صلاح الدين ,وهذا من شأنه أن يعالج المشاكل في صلاح الدين ، كما سيتم إنشاء محطة 33/11كيلوفولت وبقدرة عشرة ميجاوات واستبدال الشبكة العشوائية بصلاح الدين بشبكة رسمية، إضافة لما سبق تم تجديد كابلات الطريق البحري على مسافة ثلاثة كيلو متر إلى أن يتم مشروع خط 132الممول من الكويت بقيمة (60)مليون دولار. الربط العشوائي وزيادة الفاقد ماهي جهودكم لمعالجة مشكلتي الربط العشوائي وزيادة الفاقد ؟ ما يخص الفاقد فقد ارتفع مؤشر الفاقد العام الماضي بنسبة( 8 ) % عن العام 2012م ، ولدينا الآن خطة لاستحداث عدادات جديدة بدل القديمة حيث تم الاتفاق مع شركة لاستيراد حوالي (20)ألف عداد تحتوي على ميزات إلكترونية تمكن من قراءتها عن بعد وفصلها وإعادتها عن بعد وهذا من شأنه سيحد من الاستخدام العشوائي للتيار الكهربائي . أخيراً هل نستطيع القول أن عدن تجاوزت الخطر في مشكلة ( لصي طفي)؟ دائما وأبدا أقول أننا وأن كنا قد تحصلنا على دعم مباشر من فخامة رئيس الجمهورية بشراء الطاقة لمواجهة أعباء الصيف ورغم اعتماد مبالغ مرتفعة لإصلاح الشبكة المتهالكة وإن كانت الاستعدادات تبشر بالخير لمواجهة أعباء فصل الصيف الذي سيؤدى لزيادة الاستهلاك والأحمال من 21مارس الجاري، لكن ذلك ليس حلاً نهائياً طالما ومحطاتنا تعمل بمادة الديزل الذي يكلف (35سنتا )للكيلو فولت فيما تبلغ كلفة الكيلو فولت (أربعة سنتات )في المحطات العاملة بالغاز، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية فمالم يكن هناك مشروع استراتيجي ضخم لإنشاء محطات كهربائية استراتيجية تستوعب متطلبات المرحلة الراهنة والزيادة في الاستهلاك للطاقة في المستقبل، فإن حل المشكلة سيظل مؤقتاً حتى وإن تم تأهيل محطتي الحسوة والمنصورة، ولكن بالنسبة لهذا العام ونحن على مشارف الصيف فلدينا قدرة استيعابية لمواجهة زيادة الأحمال وإن شاء الله لن تتكرر الانقطاعات كما حدثت في الأعوام السابقة، وبقي أن نشير إلى ضرورة تعاون المواطنين معنا في تسديد مديونيتهم والذي من شأنه الإسهام في استمرار توصيل الخدمة .
