" تصريحات الزبيدي خاطئة ومضرة وتخدم الحوثي!"..صحفي يحذر من تمسك الزبيدي بفك الارتباط    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    رصاصاتٌ تُهدد حياة ضابط شرطة في تعز.. نداءٌ لإنقاذ المدينة من براثن الفوضى    كشفت عن عدة اسلحة خطيرة.. الحكومة تعلق على تقارير دعم الحوثيين للقاعدة    ليفربول يعود إلى سكة الانتصارات ويهزم توتنهام    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ورشة في عدن بعنوان "مكافحة غسل الأموال واجب قانوني ومسئولية وطنية"    أين تذهب أموال إيجارات جامعة عدن التي تدفعها إلى الحزب الاشتراكي اليمني    السلطة المحلية بمارب توجه بتحسين الأوضاع العامة بالمحافظة    مليشيا الحوثي تستهدف مواقع الجيش غربي تعز    الرئيس الزُبيدي ينعي المناضل محسن أبوبكر بن فريد    صحيفة بريطانية تفجر مفاجأة.. الحوثيون دعموا تنظيم القاعدة بطائرات مسيرة    الوكيل الحسني يطلع على سير اعمال مشروع إعادة تاهيل الشارع العام مدخل مدينة الضالع    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    بيان حوثي بشأن إغلاق مكتب قناة الجزيرة    افتتاح دورة مدربي الجودو بعدن تحت إشراف الخبير الدولي ياسين الايوبي    لماذا اختفت مأرب تحت سحابة غبار؟ حكاية موجة غبارية قاسية تُهدد حياة السكان    خصوم المشروع الجنوبي !!!    الحبيب الجفري ناعيا الشيخ بن فريد.. أكثر شيوخ القبائل والساسة نزاهة في بلادنا    قيادي حوثي يعاود السطو على أراضي مواطنين بالقوة في محافظة إب    مجلس القضاء الأعلى يقر إنشاء نيابتين نوعيتين في محافظتي تعز وحضرموت مميز    بعد رحلة شاقة امتدت لأكثر من 11 ساعة..مركز الملك سلمان للإغاثة يتمكن من توزيع مساعدات إيوائية طارئة للمتضررين من السيول في مديرية المسيلة بمحافظة المهرة    الإصلاح بحضرموت يستقبل العزاء في وفاة أمين مكتبه بوادي حضرموت    تنفيذي الإصلاح بالمهرة يعقد اجتماعه الدوري ويطالب مؤسسات الدولة للقيام بدورها    الاحتلال يرتكب مجازر جديدة بغزة وارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و683    بخط النبي محمد وبصمة يده .. وثيقة تثير ضجة بعد العثور عليها في كنيسة سيناء (صور)    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    عندما يبكي الكبير!    غدُ العرب في موتِ أمسهم: الاحتفاء بميلاد العواصم (أربيل/ عدن/ رام الله)    ماذا يحدث داخل حرم جامعة صنعاء .. قرار صادم لرئيس الجامعة يثير سخط واسع !    الحكومة تجدد دعمها لجهود ومساعي تحقيق السلام المبني على المرجعيات    حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية على متنها 4 أشخاص والكشف عن مصيرهم    اشتباكات بين مليشيا الحوثي خلال نبش مقبرة أثرية بحثًا عن الكنوز وسط اليمن    نجوم كرة القدم والإعلام في مباراة تضامنية غداً بالكويت    أطفال يتسببون في حريق مساكن نازحين في شبوة بعد أيام من حادثة مماثلة بمارب    كارثة وشيكة في اليمن وحرمان الحكومة من نصف عائداتها.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر    أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني في صنعاء وعدن    ماذا يحدث في صفوف المليشيات؟؟ مصرع 200 حوثي أغلبهم ضباط    ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة    قطوف مدهشة من روائع البلاغة القرآنية وجمال اللغة العربية    الحرب القادمة في اليمن: الصين ستدعم الحوثيين لإستنزاف واشنطن    المشرف العام خراز : النجاحات المتواصلة التي تتحقق ليست إلا ثمرة عطاء طبيعية لهذا الدعم والتوجيهات السديدة .    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ما بعد الاصطفاف الشعبي .. وضمان عدم تكرار فخ عمران ..
نشر في عدن بوست يوم 28 - 08 - 2014

المسيرة الشعبية التي خرجت الأحد الماضي 24 أغسطس الحالي بالعاصمة صنعاء هي دلالة على استشعار المواطنين بالاخطار المحيطة بالعاصمة بإستهداف امنها وتحويلها الى ساحة معركة مفتوحة وتدل على استجابة شعبية عامة لدعم قيادة البلد برئاسة الرئيس عبدربه منصور هادي الذي دعا ابناء الشعب للاصطفاف والتلاحم لمواجهة الاخطار ، كما ان تلك المسيرة الضخمة عبرت عن مدى رفض ابناء العاصمة لاستغلال ظروفهم المعيشية لتحقيق اهداف سياسية ورفضهم لذلك الاستغلال واعلنوا رفضهم للجرعة.
الاصطفاف الوطني مطلوب في كل الحالات والمراحل ومطلوب اكثر حين يكون الوطن معرض لتهديدات امنية على وجه التحديد كما هو الحال مع العاصمة صنعاء التي تتعرض لحصار مسلح موجود عند منافذها الرئيسية وموجود داخلها وبالقرب من اهم منفذ وهو مطار صنعاء الدولي اضافة الى عدد من المؤسسات الحكومية الهامة مثل وزارة الكهرباء والاتصالات والداخلية والتلفزيون والبريد ومؤسسات اخرى.
الجماهير في صنعاء وباقي المحافظات اعلنوا موقفهم وسجلوا حضورهم بشكل غير مسبوق واعلنوا تأييدهم للرئيس عبد ربه منصور هادي وهذا التأييد حمل رسالة عامة من الشعب الى الرئيس بمطالب محددة يأتي الامن والاستقرار والحفاظ على الثوابت الوطنية والمكاسب التي تحققت خلال الفترة الماضية واهمها الحوار الوطني وبسط نفوذ الدولة على كامل التراب اليمني وتجريد الجماعات المسلحة من السلاح وتطبيق مخرجات الحوار، هذه هيالمطالب الاساسية التي اعلنها الشعب من خلال مسيرات الاصطفاف الشعبي ، اضافة الى مطالب اخرى تتعلق بالاوضاع المعيشية وحياة المواطنين مثل معالجة اثار رفع الدعم عن المشتقات النفطية ومكافحة الفساد ورفع رواتب موظفي الدولة وتحسين الخدمات الاساسية ، ورغم ان هذه المطالب هي اولوية بالنسبة للمواطنين الا انهم جعلوا قضية الامن والاستقرار والحفاظ على الثوابت اولوية مقدمة على غيرها من الاولويات لايمانهم بأهمية الامن ووجود الدولة قوية ومتماسكة.
كثير من الذين خرجوا في مسيرات الاصطفاف الوطني لديهم شعور بوجود خلل في دوائر السلطة التنفيذية وهذا الاستغراب - وهو مشروع - ناتج عن عدم فهم العامة للاحداث المتتالية حول صنعاء والتناقض الواضح بين الاجراءات والواقع على الارض وكيف استطاعت جماعة الحوثي الوصول ببساطة الى ابواب العاصمة للاعتصام المسلح وتهديداتها بإقتحام العاصمة والوعود التي ترفع بمكبرات الصوت لتنظيف العاصمة من الفاسدين والدواعش والتكفيريين وهذه كلها مبررات نظرية للانتقام من خصوم الجماعة السياسيين والرافضين لفكرة واسلوب الجماعة ، ولم يتوقف الامر عند حصار العاصمة عند منافذها بل وصل الى وسط المدينة وهذا ما اثار قلق المواطنين وجعلهم يجزمون بوجود لعبة خطيرة تستهدفهم وما يؤكد قلقهم واستغرابهم ان دخول جماعة الحوثي للاعتصام داخل العاصمة جاء بناء على دعوة مسبقة من زعيم الجماعة وتحديده للمكان والزمان وهذا كافي لقيام الاجهزة المعنية بحماية العاصمة من اي اختراق يهدد امن ابنائها.
الحدث لم يثير مخاوف العامة بل اثار مخاوف السياسيين ورجال السلطة انفسهم خاصة ان دخول عناصر جماعة الحوثي للاعتصام داخل العاصمة جاء والجيش والامن في حال استعداد واستنفار وفقا لتوجيهات الاخ الرئيس ، وجاء هذا الاعتصام والتواجد بناء على استعداد جماعة الحوثي لمساعيها المعلنة بإسقاط الحكومة بخيارات اخرى مؤلمة كما قال زعيم الجماعة وهو تجاوز واضح للخيارات السلمية ، وكان واضح وجود ادوات الخيارات الاخرى ويشاهدها الناس على الفضائيات ويشاهدون الاسلحة الثقيلة والاستعداد القتالي وحفر المتاريس وغيرها.
انا مع الرأي الذي يصنف ماحدث انه ناتج عن وجود خلل في مستويات القيادة التنفيذية وهو امتداد للصراع السياسي بين القوى السياسية القديمة والجديدة ، ولا اتوقع بل ارفض صحة الرأي الذي يصنف هذا الخلل على انه عمل مدروس وتقف ورائه القيادة العليا للسلطة التنفيذية لسبب بسيط ان اسقاط الحكومة بالخيارات المسلحة هو اسقاط لشرعية قيادة السلطة وشرعية الرئيس هادي ومن غير المقبول الموافقة على عمل مثل هذا مهما كانت المبررات ودواعي الحاجة.
التفسير القريب للحقيقة هو وقوف قيادات النظام السابق وراء تصرفات مثل هذه وهذا ليس تخمينا او افتراضا وانما بالاستناد للمعطيات والحقائق والاحداث خلال السنوات الماضية وطبيعة التحالف المعلنة بين جماعة الحوثي وقيادة حزب المؤتمر وتحديدا رئيس الحزب الرئيس السابق علي صالح الذي يعمل وبشكل علني للانتقام من خصومه السياسيين الذين دعموا ثورة الشباب التي طوت صفحة حكمه لليمن ، ولاجل الانتقام تحالف مع جماعة الحوثي المسلحة لتقوم هي بمهمة الانتقام مقابل حصولها على دعم متعدد الاغراض تناولتها تفصيلا في موضوع سابق وهذا الدعم اعتبرته الجماعة فرصة لاختصار الوقت والجهد والمال وفرصة للانطلاق نحو " القصر " للوصول للحكم وهو احد اهم اهداف الجماعة ، ويعتبر علي صالح الممر الذي تمر من خلاله الجماعة للوصول للحكم نتيجة الامكانات الضخمة الموجودة عنده وهي امكانات دولة بكامل اجهزتها وتجهيزاتها وقد كان للحرب التي خاضتها جماعة الحوثي في دماج وكتاف وحاشد وعمران دليل على نجاح التحالف ونوعية تحقيقها وكان واضح وجود بصمات علي صالح والدولة التي نهبها واستحوذ عليها وكان واضح من خلال اختيار الهدف ومكانه ونوعيته وكيف تم تحقيق الاهداف ونجاحها و الاسلحة ونوعيتها وكمها والقدرات التي ظهرت على اداء الجماعة العسكري على ارض المعارك وكان بارزا التخطيط والتنظيم والتنفيذ وكأن الجماعة تعتبر احد الوية الحرس الجمهوري السابق بقيادة صالح ونجله.

8 يوليو ... نكسة وقفزة :

يعتبر سقوط مدينة ومحافظة عمران بيد جماعة الحوثي وبرجال وامكانيات منهوبات علي صالح للدولة تتويج للتحالف بين جماعة الحوثي وعلي صالح وبقايا اركان حكمه والانتصار الذي تم عن طريق الخيانة يعتبر قفزة كبيرة واستراتيجية لجماعة الحوثي وحلم لم يكون متوقع عند كل قادتها ورجالها العسكريين وحتى عند علي صالح نفسه ، لان عمران تعتبر السياج الذي يحمي العاصمة صنعاء امنيا وعسكريا نظرا لطبيعتها الجغرافية القريبة من صنعاء والمطلة على اهم منشأتها وامتدادها المسيطر على محافظات مهمة ، ومن يسيطر على عمران يسيطر على العاصمة سواء بشكل مباشر او غير مباشر من خلال التحكم على منافذها وطرق الامداد المختلفة.
سيطرة جماعة الحوثي على عمران هي نكسة للسلطة المركزية وللجيش ولهيبة الدولة ، والكلام عن سقوط عمران بتلك الطريقة معروف لدى الكثيرين تفاصيله كاملة ، وما يجب التذكير به هنا هو الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت به قيادة الجيش وانعكاساته الخطيرة السياسية والامنية والعسكرية والمعنوية ، خاصة حين نجح علي صالح في تصوير الحرب هناك بأنها حرب بين مليشيات قبلية وحزبية وبين جماعة الحوثي وتم اقناع الاطراف الاقليمية والدولية ورعاة المبادرة وفقا للصورة التي نجح علي صالح برسمها وتسويقها لهم وتعامل تلك الاطراف مع قيادة الدولة وفقا للصورة التي رسمها صالح ونتج عنها حياد الجيش واجهزة الدولة من التدخل في تلك الحرب رغم وجود الجيش والامن هناك بعد ادراج اللواء 310 ضمن تلك الصورة ومعه باقي اجهزة السلطة في عمران ، وللاسف ان قيادة الدولة استسلمت لتلك الصورة نوعا ما ومايؤسف عليه اكثر ان تسليم عمران لجماعة الحوثي توج من قبل الرئيس هادي دون ان يعلم بالفخ الذي وضعه صالح وجماعة الحوثي ، ونتيجة للتصور الذي بناه صالح ومن خلفه دول المبادرة ورعاتها اعلن الرئيس هادي تلميحا ان عمران تحررت!! ولم يدرك سقوطها الا بعد مغادرته لها حين رفضت جماعة الحوثي الانسحاب منها او تسليمها وتسليم الاسلحة والمعدات التي نهبتها من مؤسسات الدولة والجيش.
نجح علي صالح بتوجيه ضربة قاصمة للرئيس هادي حيث بدى وكأنه عاجز عن ادارة سلطة الدولة وخاصة المؤسسة العسكرية والامنية والاستخبارية ، وهذا يندرج ضمن سياسة الانتقام التي يقف ورائها علي صالح واركان حكمه ، وسقوط عمران بالطريقة التي تمت وبتخطيط من علي صالح ارادها رسالة للرئيس هادي معناها ان صالح هو اكثر المؤثرين على المؤسسة العسكرية والامنية وهذا الكلام استنتجه من الحديث الذي قاله الرئيس هادي ونشرته وسائل الاعلام الرسمية وهو ان هادي كان يصدر توجيهاته واوامره لوزارة الدفاع بإرسال تعزيزات لحماية عمران والجيش هناك وكانت ترسل كتائب عسكرية لتعزيز اللواء 310 لكنها تنفذ توجيهات علي صالح فتحولت تلك التعزيزات الى قوات ساندة جماعة الحوثي وساهمت بسقوط الدولة هناك لتحطيم السياج الحامي للعاصمة ..

يجب الحذر من فخ المفاوضات ضمانا لعدم تكرار فخ عمران :

سقوط عمران بيد جماعة الحوثي عن طريق تواطئ داخل المؤسسة العسكرية بإختراق من علي صالح هو الذي رفع معنوية صالح وجماعة الحوثي لمواصلة السير بإتجاه العاصمة واعلانها التحدي لاسقاط الحكومة واستعدادها لفرض الخيارات التي اكد عليها زعيم الجماعة ، وان الحشد المسلح الذي تقوم به الجماعة عند منافذ العاصمة وداخلها هو امتداد لذلك النصر ( الانتكاسة) في عمران وسيطرتها على المنطقة الممتدة بين عمران والعاصمة ومناطق اخرى ابعد من ذلك ، والمثير للشك هو استمرار حياد الجيش عن ردع جماعة الحوثي وتوقيفها عند خط جغرافي معين .
ماحدث في عمران هو خطة استهدفت شخص الرئيس هادي وقيادته وادارته ولم تستهدف اي من الاطراف التي كان يسوق لها اعلام علي صالح الذي نجح في الايقاع بالرئيس هادي في فخ كبير ، وما يجب على الرئيس هادي استيعابه في التعامل مع وجود جماعة الحوثي على ابواب وداخل صنعاء هو ضمان عدم تكرار الوقوع في فخ مماثل مع فارق ان فخ العاصمة قاتل ومصيري لو تكرر - لا سمح الله - وعلى الرئيس هادي ان يفهم المؤشرات والمعطيات التي تحيط بجماعة الحوثي والمبررات التي تستند عليها لخلق تأثير ايحابي لصالحها وقد اصبحت معالم مخطط عمران تطبق في صنعاء من خلال سرد المبررات وتعبئة الشارع والاستعداد العسكري والدعم اللوجستي المقدم من علي صالح واضح رغم البيانات التي يصدرها لادانة اعتصامات جماعة الحوثي وتهديدها بإسقاط العاصمة ، الادانة بواسطة بيان هو عمل تكتيكي لاينفي صلته بالمخطط، لان الشواهد على الارض تثبت عكس البيانات والدليل وجود تنسيق مع وحدات الجيش والامن بتقديم الدعم لجماعة الحوثي واصبحت شعارات الجماعة وملصقاتها والمواد الصوتية متداولة ومستخدمة عند نقاط الجيش والامن وداخل المعسكرات وحين تمر سيارة تابعة لجماعة الحوثي من امام نقطة امنية وعسكرية تقابل بترديد شعار الصرخة من قبل الافراد ، اضافة الى انضمام كثير من قيادات وعناصر المؤتمر الى تلك الاعتصامات وبشكل علني حتى ان قيادات مؤتمرية تحملت تكاليف نقل اعضاء المؤتمر والمواطنين واعلنت عن ذلك من خلال المساجد والملصقات ومن يذهب الى اي مخيم حول العاصمة وداخلها يرى مدى الوجود المؤتمري طاغي على الاعتصامات.
الفخ الذي يعد لمرحلة صنعاء هو المفاوضات والشروط واللجان وتبادل الزيارات وهي نفس المعطيات التي توفرت في عمران وتعاملت معها جماعة الحوثي بنوع من اظهار الجدية من اجل كسب الوقت ورفع درجة الاستعداد للسيطرة ، وعلى الرئيس هادي تغيير الادوات والوسائل والاشخاص التي استخدمها في عمران وادت الى تلك النكسة ، والمخيف ان تلك الادوات والوسائل والاشخاص حاضرة في التعاطي مع وجود الحوثي عند اطراف العاصمة وداخلها وان المفاوضات واللجان ورفع استعداد جاهزية الجيش نظريا اهم المؤشرات السلبية لتمكين جماعة الحوثي من السيطرة على العاصمة ، ولا استبعد ان الاعلان عن نفق شارع صخر في هذا التوقيت هو عمل مدبر ومقصود وله علاقة بالمهمة القادمة لجماعة الحوثي .
مايجب ادراكه هو الانسجام بين خطاب المؤتمر وخطاب جماعة الحوثي وتوافقهم من اجل اسقاط الحكومة ، هذا المبرر لايمكن قبوله عمليا من المؤتمر وحليفه الحوثي لان المؤتمر يملك نصف الحكومة ويملك 90% من مناصب السلطة في المركز والمحليات، وحصته في الحكومة تؤهله لاسقاط الحكومة بتوجيه خطي لايتعدى سطرين لاصدار صالح توجيه للوزراء الاعضاء في الحكومة من المؤتمر بالانسحاب وبسبب هذا التوجيه تسقط الحكومة اتوماتيكيا دون اي عناء .
الوقت مهم لمن يراهنون لاسقاط الحكومة ، وبناء على المعلومات التي سردها اعضاء اللجنة الرئاسية التي ذهبت لمقابلة عبد الملك الحوثي وتقديم مقترحات له بأكثر من المطالب التي تطالب بها الجماعة وهذا يظهر مدى اهتمام جماعة الحوثي وتركيزها على الوقت خاصة اذا تمت المقارنة بين المساعي السياسية التي تفتقد لوسائل الضغط والاستعداد المسلح وحجم الحشود المتزايد ونوعيته وتصدر قيادات المؤتمر واعضائه وانصاره على تلك الحشود .
مسيرات الاصطفاف الوطني وخاصة صنعاء ارسلت رسالة مساندة قوية للرئيس ويجب عليه التقاطها وتوظيفها لتعزيز معنوية الجيش او اعتبار ذلك الاصطفاف خطا موازيا لمهمة الجيش على اقل التقديرات لمواجهة اختراق علي صالح للجيش وتكرار ماحدث بعمران ، والاعتماد على قيادات وانصار الثورة الشبابية العسكريين والقبليين عامل مهم وعدم الركون الى اتهامات علي صالح وشلة خالتي فرنسا والخليج بأنهم اخوان ووو، الغاية تبرر الوسيلة في أسوأ الظروف .
قيادات انصار الثورة هم الاكثر قدرة على وقف مخططات علي صالح والقوى الجديدة التي يستند عليها لاضعاف حكم الرئيس هادي والاعتماد عليهم واحدة من الادوات والوسائل القوية التي يجب علي الرئيس هادي تغييرها وتنويعها وسنجد من حول الرئيس من يعارضون مثل هذا نتيجة اختراق علي صالح للمحيط السياسي للرئيس وتقديمهم خدمات لعلي صالح واشتراكهم بإضعاف الرئيس هادي نتيجة نجاح هذا المحيط بالدفع بالرئيس هادي لخسارة اهم الرفاق الحقيقيين سواء كانوا اشخاص او كيانات .
كان للرئيس هادي شرف قيادة معركة الدفاع عن الوحدة المباركة عام 94 الذي انتهت المعركة بإنتصار ارادة الشعب وكان ذلك الانتصار ولازال مقرونا بإسم قائد ذلك الانتصار القائد الوحدوي عبدربه منصور هادي ورفيق دربه اللواء علي محسن صالح ، ملاحم النجاح وادواته يجب الاستفادة منها خاصة ان اللواء علي محسن صاحب عطاء وطني وخبير بتعقيدات المرحلة ويعرف ابعاد ومخابئ وخيوط علي عبدالله صالح!!
الشعب ترجم موقفه عمليا واعلن استعداده بالدفاع عن الثوابت والمكتسبات وشرعية النظام وعلى الرئيس ذاته ، هذا التفاعل الشعبي يجب ان يقابله الرئيس هادي بتفاعل قوي وبقرارات قوية وان المراهنة على المبادرة ورعاتها هي مراهنة غير موفقة لانه سبق وكان لهم دور في عمران ..
بصراحة الرئيس والسلطة امام اختبار حقيقي بل في مأزق والرئيس يحتاج الى ادوات قوية واهم هذه الادوات هو استبدال وزير الدفاع من اجل اعادة معنوية الجيش لان وزير الدفاع الحالي شاهد على تساقط جغرافية الدولة وخروج عدد من المحافظات والمديريات عن سلطة الدولة ، الوزير الحالي للدفاع اصبح نذير شؤم ومصدر للهزيمة وتغييره يأتي من باب استراتيجية تغيير الأدوات وتضييق فرص تكرار الخسائر والانتكاسات مرة ثانية ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.